إذا كانت الأنظار وحتى الاهتمام والحظوة متجهة في الشعوب النامية نحو الرياضيين والفنانين وإغداق الأموال الطائلة عليهم فإن الباحثين والمخترعين والعلماء لا يكرمون ولا يحظون بنفس العناية إلا في بعض البلدان على غرار تونس التي تخصص نسبة من ناتجها الخام للمساعدة على إثراء البحث العلمي إيمانا منها بأنه من الوسائل الأساسية في الارتقاء بالبلاد إلى الأفضل غير أن البعض ممن تسلّحوا بالإرادة والإيمان بالذات يجدون أحيانا العراقيل في طريقهم وعبثا يحاولون بإمكانياتهم الخاصة التمادي في مجال الخلق والإبداع لأن البحث يستدعي مبالغ ضخمة ليعطي ثماره ومن هذا المنطلق اتصل بنا شاب تونسي أصيل مدينة صفاقس يدعى رشاد المصمودي كلّف بالبحث بعد تخرّجه تقنيا ساميا من المركز الإلكتروين بساقية الزيت سنة 2006 وبعد بعث مؤسسة صناعية تهتم بإنتاج الآلات الخاصة بالاقتصاد في الطاقة وبما أن امكانياته محدودة لجأ إلى الجمعية التونسية للمخترعين التي تلقى الدعم الكافي من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عسى أن تحتضنه وتساعده على تجسيم طموحاته خاصة وقد تحصل سنة 2006 على جائزة رئيس الدولة لأحسن مخترع وجائزة أحد البنوك سنة 2007 وميدالية برونزية بباريس سنة 2008 والمركز السابع للمخترعين في المسابقة العالمية بباريس سنة 2008 وهو يحتل حاليا المركز السادس في الموقع الأوروبي للمخترعين ولئن نزلت الجمعية عند رغبته للمشاركة في المسابقة العالمية بباريس سنة 2008 مثلا إلا أنها خفضت من المنحة الخاصة بذلك بمبلغ قدره 400 دينار رغم أنه تلقى إشعارا من الهياكل المختصة بالوزارة بمبلغ أرفع مما أخذه الشيء الذي جعله يقيم ببارس في ظروف صعبة للغاية واقتصرت مشاركته على الحصول على المرتبة السابعة من بين 500 مشارك من عديد البلدان العالمية الراسخة قدمها في الاكتشافات وهي مرتبة مشرّفة اقترنت بتهاطل التهاني عليه من هياكل وهيئات علمية لكنها لم تسعده لأنه قادر على الأفضل لو أقام في ظروف مريحة... والانكى من ذلك أنه تلقى دعوة للمشاركة في مسابقتين عالميتين للمخترعين بسويسرا من 1 إلى 4 أفريل وبألمانيا من 20 إلى 24 أفريل لم تمنحه الجهات المعنية إلا ألف دينار وهو مبلغ لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يساعده على الإقامة مهما كان نوعها رغم أن مدير مسابقة جينيف رغب بشدّة في مشاركته وخصم 692 ألف أورو من تكاليف الإقامة ويعلّق رشاد المصمودي آمالا كبيرة على الهياكل المختصة لإنصافه وتمكينه من المشاركة في مسابقة المخترعين بألمانيا باعتبار أن تكاليفها لا تتجاوز ثلاثة آلاف دينار. وتجدر الإشارة إلى أن الاختراع الذي مكنه من الحصول على جائزة رئيس الدولة سنة 2007 يتمثل ي صنع آلة تقتصد الطاقة بنسبة 75 بالمائة في أعمدة التنوير العمومي وقد شرع في ترويجها بفضل تجاوب بعض المستثمرين معه وتلقي طلبات من باريس لاستغلالها وترويجها لذلك يأمل أن يحظى برعاية جمعية المخترعين ووزارة الشباب حتى يواصل تألقه في المحافل العلمية الدولية ويرفع راية البلاد خفّاقة في العالم المتقدم. الحبيب الصادق عبيد للتعليق على هذا الموضوع: