الأزمة العالمية يمكن أن تساهم في توحيد المصالح في المنطقة المتوسطية تونس - الصباح: أورد الوزير الأول الفرنسي السيد فرانسوا فيون في لقاء صحفي عقده أمس بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة أن محادثاته مع الرئيس زين العابدين بن علي ومع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة بينهم السيد محمد الغنوشي الوزير الاول مكنته من بحث مختلف الملفات الثنائية التونسية الفرنسية وعدد من القضايا الاقليمية والدولية بينها الصراع العربي الاسرائيلي ومشروع الدولة الفلسطينية المستقلة والملف الايراني ومضاعفات الازمة الاقتصادية العالمية على المنطقة. ووصف الوزير الاول الفرنسي العلاقات بين تونس وباريس بانها "علاقات صداقة متميزة وتعاون مثمر". ونوه فيون بنتائج المحادثات التونسية الفرنسية التي جرت بمناسبة زيارته لتونس الأولى من نوعها لوزير أول فرنسي منذ 4 أعوام واعتبر أنها تساهم في" تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون الثنائي خاصة في ميادين الاستثمار والطاقة والتعليم العالي والبحث العلمي والنقل." فرنسا أول مستثمر أجنبي بتونس وتعقيبا على التساؤلات الخاصة بالاستثمارات الفرنسية والأوروبية المباشرة في تونس ومسؤولية باريس وشركائها الأوروبيين في مجال المساهمة في تخفيف آثار الازمة الاقتصادية العالمية على شعوب المنطقة ودولها اورد الوزير الأول الفرنسي ان بلاده تعتبر تونس شريكا نموذجيا ..ولاحظ أنها أول مستثمر اجنبي بتونس من حيث عدد المؤسسات ..والظاهرة متواصلة ..الى درجة صدور تقديرات تحدثت عن انتصاب مؤسسة فرنسية جديدة بتونس كل 5 أيام.. بما يعكس نجاح تونس في استقطاب رجال الأعمال الأجانب رغم مناخ الازمة .. وردا على أسئلة الصحافيين أكد السيد فيون أن "قضية حقوق الانسان تطرح في جميع بلدان العالم" مشيرا الى أن "الملاحظين قد يعمدون أحيانا الى توخي خيارات تمييزية بين بلدان من المنطقة تطرح فيها مثل هذه المشاكل". وذكر بأن موقف فرنسا في المجال معروف وجلي فهي لا تعطي دروسا وتظل جد حريصة ومتيقظة بشأن مسالة احترام حقوق الانسان. وأضاف قوله "أعتقد انه يطلب من تونس أكثر مما تطالب به بلدان أخرى في المنطقة.. فقط لكونها ذات شبه كبير بنا ولانها ادركت مستوى رفيعا سيما في مجال التطور الاقتصادي والاجتماعي أو في ما يتصل بالمكانة التي تحظى بها المرأة". الاتحاد من اجل المتوسط؟ وما هو مصير الاتحاد من اجل المتوسط؟ وهل انشغلت اوروبا عنه بمشاكلها الداخلية وبمضاعفات الازمة الاقتصادية العالمية؟ وهل لا تزال فرنسا متحمسة لشراكة واسعة اورمتوسطية وفق المبادئ التي وردت في مبادرة الرئيس ساركوزي والقمة الاورومتسطية الأولى؟ الوزير الأول الفرنسي نفى أن تكون الأزمة الاقتصادية العالمية بصدد تجميد مسار الاتحاد من اجل المتوسط ..واعتبر أن العكس هو الصحيح بالضبط ..لان الأزمة يمكن أن تساهم في توحيد المصالح بين دول المنطقة ..وهي قد تكون حافزا إضافيا لدعم الشراكة بين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه.. في المقابل أقر المسؤول الفرنسي أن عوامل أخرى تساهم في تعطيل المسار المتوسطي الأوروبي من بينها الأوضاع في فلسطين وإسرائيل خاصة بعد الحرب على غزة.. وأورد أن فرنسا وأوروبا تعملان على أن يسوى هذا الملف القديم الجديد عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل . الملف الإيراني وماذا عن الملف النووي الايراني؟ وهل تشاطر فرنسا خيار الحوار مع طهران أم تساند التصعيد الذي تدعو اليه بعض الاطراف من بينها اسرائيل؟ وماهو رأي باريس في التصعيد الإعلامي الجديد من قبل السلطات المصرية ضد إيران؟ أجوبة الوزير الاول الفرنسي في هذا المجال ركزت على موقفين واضحين : الاول معارضة البرنامج النووي الإيراني في بعده العسكري والاستعداد لفرض مزيد من العقوبات عليها بالتنسيق بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة ..والموقف الثاني هو التنويه بالشعب الايراني الصديق الذي وصفه بالكبير والعظيم واعرب عن حرص بلاده على التعاون معه في مختلف المجالات ..