اذا كنتم لا تعرفون مصادر لهو اجدادنا ووسائلهم في الترفيه والتسلية التي عوضتها اليوم الالعاب الاكترونية والبلاي ستيشن... فان الفرصة متاحة في المهرجان الوطني للألعاب والألغاز وفنون الفرجة التقليدية بالقلعة الخصبة بولاية الكاف حيث تنتظم دورته الثانية من 8 إلى 10 ماي الجاري التي ستتضمن فقرات عديدة ومتنوعة. ويعتبر هذا المهرجان همزة وصل بين الماضي والحاضر على مستوى سؤال الهوية وتواصل الأجيال. كما يهدف المهرجان إلى إحياء تقاليد متجذّرة في عمق تاريخ تونس عاش على وقعها أجدادنا والتعريف بها وتقديمها للأجيال الحاضرة برؤية معاصرة وبمواهب شابة. وهي طريقة لإحياء وترسيخ هذه الثقافات الفكرية والفنية التي ترعرع عليها أسلافنا وأصبحت جزء من التراث التونسي. وليس اعتباطيا انتظام هذا المهرجان بالتزامن مع شهر التراث. ومن بين الفقرات التي أعدّها المهرجان لجمهوره نذكر في إطار فنون الفرجة التقليدية المبارزة الشعرية وستكون بين أحمد البناني ونجيب الذيبي وهما من أشهر أعلام الشعر الملحون الشعبي. كما سيكون الجمهور على موعد مع فرقة الفنون الشعبية التي تعرف بمجموعة الفحولة للفنون الشعبية بالكاف وأيضا فرقة الفنون الشعبية الجلوالي بتوزر إلى جانب الصطنبالي والفداوي ومنها نذكر عرض «موال الجبال بنت جراوة» لوحيدة الدريدي. وفي الجانب الفرجوي المتعلق بالألعاب والألغاز فسيكون الجمهور على موعد مع الألعاب الفروسية والألغاز الشعبية والألعاب التقليدية مثل «الزقارة» و«الخربقة» و«قفز العوم» و«قبقاب رمضان» و«شقلب مقلب» وغيرها... وهي فرصة للجيل الجديد حتى يتعرف على هذه المصطلحات التي لم يترب على اللهو بها في عصر التكنولوجيات الحديثة. ويعتبر هذا المهرجان الطريف في مستوى بعض الفقرات عميقا في مستوى بعده الحضاري والتراثي خاصة في مستوى اكتشاف المواهب وتقديمها للجمهور في مختلف الفقرات كالشعر الشعبي والفداوي والأغنية المازحة والتراثية كما يضطلع بدور هام في مستوى ربط الأجيال الحاضرة بالأسلاف وفنونهم ومظاهرهم اليومية وهي بادرة من شأنها أن تقلص الهوة بين الماضي والحاضر وتضطلع بدور تثقيفي تاريخي على مستوى إحياء هذه العادات والتقاليد التي أصبحت من منظور أنتربولوجي ثقافة تتحدث عن تاريخ حضاري وهوية تتميز بها تونس وتزخر كما تؤكد الاعتزاز بالانتماء لهذا الماضي الذي يهدده النسيان وثقافة الاستهلاك والعولمة. وحيد عبد الله للتعليق على هذا الموضوع: