المتضرّر استفاق من غيبوبته ونجح في قطع الحبل بشفرة حلاقة والفرار من السيارة حرس النفيضة يفتح تحقيقا في الغرض الأسبوعي- القسم القضائي: تعدّدت في الآونة الأخيرة الإشاعات حول خطف الأطفال في مختلف أنحاء الجمهورية وهو ما أثار خوف بعض الأولياء فصاروا يصطحبون أطفالهم إلى رياض الأطفال أو إلى المدارس صباحا ومساء رغم عدم تسجيل أية حالة اختطاف من هذا النوع ما عدا بعض حالات الاختفاء المفاجئ لعدد من المراهقات والذي يتبين لاحقا أنه مجرد غياب إرادي عن البيت تعقبه عودة إلى حضن العائلة. ولكن حادثة الحال مختلفة عن البقية وتتمثل في محاولة اختطاف مراهق من منطقة دار خاله الريفية التابعة لمعتمدية النفيضة بولاية سوسة وإليكم بقية التفاصيل. اختفاء مفاجئ يقول والد المتضرر: «بعد عودته من المعهد غادر ابني «م.ع» (16 سنة) المنزل في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الواقعة بعد أن طلبت منه التوجه إلى العطرية لقضاء بعض الحاجيات ولكنه تأخر فانتابنا القلق بعد أن أسدل الليل ظلامه وفي حدود التاسعة والنصف ليلا عاد ابني إلى المنزل وبدا في حالة اضطراب وخوف وآثار دماء في يده... هدأنا من روعه وطلبت منه أن يروي لي ماذا حصل». خدّراه وحوّلا وجهته وهنا تحدث المتضرر «م.ع.ع» الذي يزاول دراسته بالسنة التاسعة أساسي عن المغامرة التي تعرّض إليها بنفسه فقال: « بعد أن غادرت المنزل باتجاه العطرية وجدت أصدقاء الحي بصدد لعب الكرة فبقيت أتابع المباراة رفقة بعض المتفرّجين وحين أرخى الليل سدوله على الكون واصلت الطريق نحو العطرية فاقتنيت ما أوصاني به والدي من حاجيات وقفلت راجعا إلى البيت ولكن في الطريق حصل ما لم يكن في الحسبان». يصمت الطفل بعض الوقت يسترجع أطوار الحادثة ثم يضيف: «عندما كنت عائدا إلى المنزل اقتربت مني سيارة رباعية الدفع (4×4) ونزل منها شخص وأوهمني بأنه يريد الاستفسار عن شيء ما ولكنه فاجأني ووضع يده على أنفي فاستنشقت رائحة قوية سرعان ما أغمي عليّ ولست أدري ما الذي حصل لاحقا». النجاة وذكر الطفل أنه أفاق لاحقا من غيبوبته فوجد نفسه موثوق اليدين وملقى في الصندوق الخلفي للسيارة التي كانت رابضة وسط إحدى المدن... حاولت الصياح ولكنني عجزت ثم تذكرت أنني أحمل معي شفرة حلاقة استعملتها قبل مغادرة البيت في قص أظافري فحاولت جذبها من جيبي ونجحت في مسعاي بعد جهد جهيد وبدأت في قطع الحبل وتمكنت من ذلك بعد وقت طويل نسبيا وبعد أن أصيبت يديّ بعدة جروح ثم فتحت الباب الخلفي للسيارة ولذت بالفرار قبل أن أعثر على سيارة أوصلتني إلى مسقط رأسي». البحث متواصل وهنا تدخل الأب وقال أنه اصطحب ابنه إلى مركز الحرس الوطني بالنفيضة حيث روى للأعوان تفاصيل الواقعة فسجلوا روايته ثم توجهوا إلى موقع عملية الاختطاف حيث عاينوا آثار عجلات السيارة ومازالت التحريات متواصلة لكشف ملابسات الحادثة التي أثرت على نفسية التلميذ. صابر المكشر