تلقى اعوان الاستمرار بامن سوسة يوم 2 جوان 2008 مكالمة هاتفية تفيد بوجود شاب على متن القطار القادم الى سوسة من قفصة عبر صفاقس في حالة اغماء، وبتحول الاعوان الى محطة القطار تبين لهم ان الشاب ويدعى (محمد) قد فارق الحياة جراء تعرضه للعنف الشديد من طرف ثلاثة اشخاص فتم اعلام النيابة وباذن منها انطلق البحث في الواقعة.. وبعرض الجثة على الطبيب افاد بان الوفاة ناتجة عن تعرضه للضرب الذي احدث له كسورا عميقة بصدره.. وباستجواب احد المظنون فيهم ثلاثتهم يعمل بشركة (...) حول الواقعة صرح معترفا بانه عنف مع الآخرين الهالك الا انه لم تدر في خلده نية قتله بل مجرد تأديبه واجباره على ارجاع هاتف كان قام بسرقته من احد الركاب.. وبسؤال المتهم الثاني اعترف بحضور الواقعة، وانكر اعتداءه على الهالك بمرفق يده على مستوى صدره مكذبا بذلك تصريح المتهم الثالث حين اعلم المتهم الاول بالواقعة.. مؤكدا انه قام بفض النزاع لا غير حين شاهد المتهم الاول يصفع الهالك.. اما المتهم الثالث فقد انكر ما نسب اليه نافيا اعتداءه على الهالك باي وجه من الوجوه مؤكدا بانه فض الخلاف بين الهالك والمتهم الاول حين صفعه. وعند المكافحة اصر الاول بان المتهم الثاني اعتدى على الهالك بمشطة رجله بينما قام الثالث بالاعتداء عليه بمرفقه وفي سياق التحقيق شهد راكبان حضرا الواقعة بان المتهمين الثلاثة اعتدوا مشتركين بالضرب واللكم على الهالك الى ان سقط مغشيا عليه. وبختم البحث احيل المتهمون الثلاثة (الاول من مواليد 1960 بقصر قفصة، والثاني من مواليد 1968 بصفاقس والثالث من مواليد 1985 بالشراردة) على المحاكمة بتهمة الضرب الواقع عمدا بدون قصد القتل الذي نتج عنه الموت. وفي الجلسة الاخيرة احضروا بحالة ايقاف وانكر الاول الاعتداء على الهالك بل شاهد الثاني يركله كما انكر الثاني نافيا الاعتداء على الهالك او شاهد الآخرين يعتديان عليه بوحشية واكد ان الهالك كان يحمل اثار عنف وضرب من طرف صاحب الهاتف المسروق.. ولما رآه في حالة سيئة رشه بالماء.. اما المتهم الثالث فقد نفى بصورة قاطعة مشاركته في الاعتداء باي شكل من الاشكال. وفي اخر الجلسة قضت المحكمة بثبوت ادانتهم بما نسب اليهم وبسجن المتهم الثاني مدة سبع سنوات وبسجن الاول والثالث مدة خمس سنوات.. مع غرامات لفائدة الورثة.