اجتمعت امس اللجنة الوطنية للاستئناف برئاسة الاستاذ الحبيب بن عيسى الذي كان محفوفا بأعضاده وهم القاضي الطاهر اليفرني والسيد كمال الباجي والسيد حسين فيالة اضافة الى مقرر اللجنة السيد الطاهر الشقطمي بحيث لم يتخلّف سوى السيد محمد الرياحي. وخصصت الجلسة للنظر في الطعنين المرفوعين اليها من طرف الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري اللذين استأنفا القرارات الصادرة عن اللجنة التأديبية ضد مدربيهما. وهذه القرارات نصّت كما نعلم على معاقبة كل من مدرب الترجي الرياضي فوزي البنزرتي ومساعده ماهر الكنزاري ومدرب الاتحاد المنستيري لطفي رحيم بالحرمان من الجلوس على مقعد الاحتياطيين في مقابلتين اضافة الى خطية مالية بالف دينار. كما نصّت ايضا على معاقبة مدرب حراس المرمى بالترجي الرياضي الناصر شوشان بثلاث مقابلات اضافة الى خطية ب1.500 دينار. وبعد الاستماع الى ممثلي الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري انصرفت اللجنة للاطلاع على التقارير الواردة في ملفي الاستئناف وخاصة تقرير الحكم اليوناني ديميتريوس كالوبولوس وتقرير الحكم الرابع حسين حروش، قررت إثر نقاش مستفيض الابقاء على كل العقوبات الصادرة عن اللجنة الوطنية للتأديب، باستثناء عقوبة المدرب فوزي البنزرتي الذي تمت تبرئة ساحته ورفع العقوبة المسلطة عليه. وقد استفسرنا رئيس اللجنة الوطنية للاستئناف الاستاذ الحبيب بن عيسى عن التعليل القانوني لقرار لجنته، فافادنا مشكورا بأنها استندت على تقرير الحكم الرابع حسين حروش الذي اكد بانه لم يصدر عن فوزي البنزرتي اي فعل مشين او غير لائق تجاه الحكم، في حين ان ما دوّنه الحكم كان يتعلق باحتجاجات صدرت عن مدرب الترجي اثناء الشوط الاول وليس بين الشوطين سواء عند الدخول الى حجرات الملابس او عند الخروج منها للعودة الى الميدان، بحيث كأننا بالحكم قد قرر معاقبة فوزي البنزرتي عن خطإ في غير وقته وهذا غير جائز قانونا لانه لا يحق للحكم ان يعاقب مدرب بين شوطي المباراة عن خطإ ارتكبه في الشوط الاول ولذلك ارتأت اللجنة لزاما عليها ان ترفع هذه العقوبة في حين ان التهمة ثبتت مثلا على الناصر شوشان الذي تأكدت اللجنة من كونه حاول الاعتداء على الحكم وتهجّم عليه بين الشوطين. وهكذا فبعد تبرئة ساحة فوزي البنزرتي، يكون القرار مطابقا لما كان توقّعه القاضي عمر فاروق الغربي عندما أبدى رأيه القانوني في هذه المسألة.