تونس الصباح: أمام جمهور غفير أغلبه من أحباء الكوميدي لطفي بندقة.. قدمت فرقة الأمل المسرحي مساء أمس الأول بالمسرح البلدي بالعاصمة عرضا لمسرحية «يصير على النساء». المسرحية من تأليف الكاتب المسرحي لطفي العماري واخراج اكرام عزوز أما ادوار البطولة فقد تقاسمها كل من لطفي بندقة وفوزي كشرود وخضراء حرب. المسرحية تقدم بخطاب كوميدي جريء ومتحرّر مواقف تجمع بين الهزل والجد تعكس متناقضات العلاقة الزوجية عندما تكون مبنية على الطمع والكذب.. فمن خلال حكاية زوجين (خضراء حرب ولطفي بندقة).. يسعيان للانفصال عن بعضهما بالطلاق ويلتقيان بالصدفة في مكتب احد المحامين يأخذنا المؤلف لطفي العماري في رحلة ساخرة عبر «محطات» مختلفة في حياة هذا الثنائي المنحدر من وسط اجتماعي شعبي ومتواضع والطامح الى «الارتقاء» في السلم الاجتماعي عبر بوابة التكالب على جمع المال.. فالزوجة تعمل راقصة شعبية اما الزوج فهو بمثابة مدير اعمالها. حكاية هذين الزوجين هي واحدة من ضمن حكايات عديدة ترويها المسرحية على لسان الممثل فوزي كشرود كاتب المحامي الذي تدور احداث المسرحية في مكتبه.. وهي حكايات تتداخل فيها هموم الفرد بهموم المجموعة.. فمن الرشوة وبطالة اصحاب الشهادات وصولا الى مظاهر العنف بين الأزواج وتفشي ظاهرة العنف في المجتمع.. كلها مسائل وظواهر اتت عليها المواقف الساخرة والكوميدية في المسرحية اما تصريحا او تلميحا.. وهي مواقف اجتهد في تبليغها ابطال المسرحية كل بحسب اسلوبه في الأداء.. ففيما بدا الممثل لطفي بندقة كعادته صاحب نكتة وصاحب حضور وصاحب بديهة.. بدا فوزي كشرود هذا الممثل المخضرم قادرا على الاضطلاع بالكامل بأعباء دوره.. فهو كوميدي له من الخصوصيات على مستوى الحضور الركحي (الشكل والمظهر خاصة) ما يجعله قادرا على الاثارة والتبليغ.. وقد برهن من خلال ادائه المسرحي في هذه المسرحية انه يحذق اداء الادوار الكوميدية.. كذلك الشأن بالنسبة للممثلة الشابة خضراء حرب التي لم تتدخر جهدا في اداء دورها الصعب والمركب.. هزل وجد مسرحية «يصير على النساء» بدت لا فقط كوميدية ومريحة بل وكذلك هادفة وجادة في نفس الوقت.. ففضلا عن ذلك الكم الكبير من النقد الاجتماعي الساخر فانها لم تنل ايضا خاصة في نهايتها من اشارات سياسية عكسها حضور صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتلميحات عن الغزو الأمريكي للعراق وتداعيات هذا الغزو على المجتمعات الخليجية وعلى واقع عيش الجاليات العربية المقيمة في هذه المجتمعات. مسرحية «يصير على النساء» ولو انها بدت وكأنها سائرة فرجويا على نسق واحد منذ بدايتها وحتى نهايتها مما أفقدها عنصر التشويق والفرجوية فانها مثلت عرضا كوميديا ممتعا ومسليا وحتى جريء احيانا بالمعنى الاجتماعي للكلمة.