لجان البرلمان مستعدة للإصغاء الى منظمة "كوناكت" والاستنارة بآرائها    جلسة عمل بين ممثلين عن هيئة الانتخابات ووزارة الخارجية حول الاستعدادات للاستحقاقات الانتخابية القادمة    حي التضامن: حجز 200 كلغ من لحوم الدواجن غير صالحة للاستهلاك (صور)    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    نتائج قرعة الدورين ثمن وربع النهائي لكاس تونس لكرة القدم    العثور على جثة آدمية مُلقاة بهذه الطريق الوطنية    عاجل/ القبض على بحّار يروّج المخدرات بهذه الجهة    عدد ضحاياه بلغ 12 شخصا: القبض على متحيّل عبر "فيسبوك"    بنان / المنستير : الإحتفاظ ب 05 أشخاص من أجل "المشاركة في أحداث شغب    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها    كرة اليد: بن صالح لن يكون مع المنتخب والبوغانمي لن يعود    وزارة الإقتصاد الأفضل لتوجيه التمويل الخارجي.. رئيس جمعية المؤسسات الصغرى و المتوسطة يوضح    لقاء بين محمد المعز بلحسين و رئيس جامعة المطاعم السياحية ...تفاصيل    مراسلون بلا حدود: تونس في المرتبة 118 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2024    الرابطة الأولى: النادي البنزرتي يستضيف الأولمبي الباجي في حوار فض الشراكة في الصدارة    الرابطة الأولى: تعيينات حكام مقابلات الجولة الثانية إيابا لمرحلة تفادي النزول    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    وفد من الحماية المدنية في الجزائر لمتابعة نتائج اجتماع اللجنة المشتركة التقنية المنعقد في جانفي الماضي    مساندة متواصلة للفئات الضعيفة.. قريبا انطلاق معالجة مطالب التمويل    منظمة إرشاد المستهلك:أبلغنا المفتي بجملة من الإستفسارات الشرعية لعيد الإضحى ومسألة التداين لإقتناء الأضحية.    قرعة كأس تونس 2024.    188 قتيلا في فيضانات جراء الأمطار بكينيا..#خبر_عاجل    جندوبة: 6 سنوات سجنا وغرامة مالية لممثّل قانوني لجمعية تنموية    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه.    الحمامات: اختتام فعاليّات الصالون المتوسّطي للتغذية الحيوانيّة وتربية الماشية    الحماية المدنية:15حالة وفاة و500إصابة خلال 24ساعة.    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    السعودية: انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. مشتبه بهم في تخريب مدرسة    فوز التونسي محمد خليل الجندوبي بجائزة افضل لاعب عربي    جدل حول آثار خطيرة للقاح أسترازينيكا مالقصة ؟    أبل.. الأذواق والذكاء الاصطناعي يهددان العملاق الأميركي    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    المنظمة الدولية للهجرة: مهاجرون في صفاقس سجلوا للعودة طوعيا إلى بلدانهم    نبيل عمار يستقبل البروفيسور عبد الرزاق بن عبد الله، عميد كلية علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة آيزو اليابانية    حالة الطقس ليوم الجمعة 03 مارس 2024    تشيلسي يفوز 2-صفر على توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الاوروبية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    عاجل/ اكتشاف أول بؤرة للحشرة القرمزية بهذه الولاية..    زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    اليونسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين    العمل شرف وعبادة    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    إصابة 8 جنود سوريين في غارة صهيونية على مشارف دمشق    مجاز الباب.. تفكيك وفاق إجرامي مختص في الإتجار بالآثار    بايدن يتحدى احتجاجات الطلبة.. "لن أغير سياستي"    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    وفاة الممثل عبد الله الشاهد‬    صفاقس : غياب برنامج تلفزي وحيد من الجهة فهل دخلت وحدة الانتاج التلفزي مرحلة الموت السريري؟    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    هام/ الترفيع في أسعار 320 صنفا من الأدوية.. وهذه قيمة الزيادة    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرفيون يخشون الانقراض ... والأزمة تستوجب الإنعاش العاجل
تحقيقات «الصباح»: قطاع الزربية في تراجع حاد
نشر في الصباح يوم 04 - 06 - 2009

في إحصائيات ديوان الصناعات التقليدية: تراجع في الإنتاج.. وفي التصدير
رئيس الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف: «عمولات» وكالات الأسفار ذبحتنا
دليل شراء الزربية في خمس لغات
«خارطة طريق» لتطوير قطاع الزربية
تونس الصباح: سجّل الانتاج الوطني من الزرابي والنسيج التقليدي تراجعا ملحوظا.. وغادرت القطاع خلال السنوات الاخيرة آلاف الحرفيات وغيرن وجهاتهن الى مواطن شغل اخرى اكثر سخاء..
وامام هذا الوضع اطلق العديد من المشتغلين في القطاع صرخة فزع وعبروا عن مخاوفهم من انقراض هذه «الصنعة التقليدية الاصيلة» مؤكدين على ان كل المؤشرات تدل على وجود ازمة خانقة تستوجب انعاش قطاع الزربية واسعافه بمنتهى السرعة..
ولئن ظهرت بوادر التراجع منذ سنة 2001 تقريبا.. فان جل الحرفيين يعانون حاليا من كساد كبير، فسّره بعضهم بتأثير الازمة المالية العالمية على القطاع.. والقى آخرون باللائمة على وكالات الاسفار معتبرينها المسؤول الاول على ازمة الزربية.
ومحاولة لمعرفة التفاصيل.. تحدثت «الصباح» الى عدد من الحرفيين واستمعت الى وجهة نظر الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف والى ما قاله مهتمون بالقطاع في الديوان الوطني للصناعات التقليدية كما قامت بجولة في سوق الصناعات التقليدية بالمدينة العتيقة لمعرفة مدى اقبال السواح على الزربية التونسية.
سعيدة بوهلال
حرفيون: «نعاني من الكساد ونقص اليد العاملة»
«اننا نعاني من صعوبات كبيرة في ترويج الزربية خاصة بعد ظهور ما يعرف بالازمة المالية العالمية» هذا ما افادنا به الحرفي الزين الطعملّي وهو من باجة ورئيس غرفة الزربية بالجهة.
وبين محدثنا ان الحرفيين في قطاع الزربية مرتبطون شديد الارتباط بالقطاع السياحي.. فهم يروجون بضائعهم خاصة في المحلات السياحية (البازارات) وفي النزل.. وامام هذه الازمة فان المقدرة الشرائية للسائح تراجعت فعزف عن اقتناء الزربية واقتصر على زيارة النزل.
وقال «ان الصعوبات التي نعيشها في الترويج.. تنعكس على المردودية.. لاننا لا نجد المال الكافي لاقتناء المواد الاولية، ولدفع اجور العاملات.. واذا لم ندفع الاجور فاننا لا نضمن بقاءهن وحدث ان لاذت الكثير من الحرفيات اللاتي يتقن «الصنعة» بالفرار من ورشات صنع الزربية وخيرن العمل في المصانع.. الامر الذي انعكس سلبيا على الانتاج من ناحية وعلى الجودة من ناحية اخرى»
وفي نفس السياق يقول مراد خليف حرفي من صفاقس انه لاحظ نقصا كبيرا في الترويج منذ ثلاثة اشهر تقريبا نظرا لعدم اقبال السياح على اقتناء الزرابي، وذكر ان المواطن التونسي لا يقبل على الزربية لانه لا يستطيع ذلك فقدراته الشرائية، محدودة اضافة الى انه مكبل بالقروض ومثقل بمصاريف الدراسة والمناسبات العائلية والدينية وغيرها..
واضاف خليف ان الانتاج مرتبط باليد العاملة المختصة.. ولاحظ ان اليد العاملة المختصة تقلصت خلال السنوات الماضية لان الفتيات غادرن المهنة نحو المصانع نظرا لان الاجور التي يحصلون عليها هناك افضل كما ان العمل فيها يتطلب مجهودا بدنيا اقل مما يقتضيه صنع الزربية.
كساد
خلال جولتنا بالمدينة العتيقة بالعاصمة، لاحظنا عن كثب ان جل تجار الزربية يعانون من الكساد.. فقد كانت محلاتهم شاغرة من الحرفاء رغم ان الاسواق كانت امس غاصة بالسياح.. لكنهم كانوا يقتنون قطع تذكارية، صغيرة وخفيفة وقال احد التجار الذي تكتم عن هويته «تفاديا للمشاكل» على حد قوله ان قطاع الزربية في ازمة كبيرة وان جل المتاجر تعاني من الكساد باستثناء عدد قليل منها.
وقال «عددها تحديدا خمسة متاجر.. فهي الوحيدة التي تشتغل بالسوق.. وهي الوحيدة التي يقصدها السياح.. ويعود السبب الى وكالات الاسفار والى الادلة المرافقين للسياح».
وتساؤل: «لماذا لا نعود كما كان عليه الحال قبل سنوات.. اي ان ترسوا الحافلات في القصبة وتترك السياح احرارا يذهبون الى المحلات التي يرغبون في زيارتها.. لا ان يصاحبهم الدليل ويمارس عليهم الضغط النفسي بايهامهم ان الوقت المخصص لزيارة المدينة العتيقة سينتهي قريبا وما عليهم سوى شراء حاجياتهم من المحلات التي يصطحبهم اليها.. باتفاق مع صاحبها طبعا».
ومحاولة لتقصي الحقيقة.. تحولت «الصباح» الى الجناح الذي توجد فيه «المتاجر المحظوظة».. ولاحظت انها كانت بالفعل غاصة بالسياح.. كما تابعت عن كثب حركات الادلاء السياحيين.. وتبينت انهم بالفعل يوجهون السياح الوجهة التي يريدونها هم وليس تلك التي يريدها السياح.
في إحصائيات ديوان الصناعات التقليدية: تراجع في الإنتاج.. وفي التصدير
حسب الاحصائيات التي امدتنا بها السيدة ليلى مسلاتي المهتمة بالجودة بالديوان الوطني للصناعات التقليدية، يمكن الاشارة الى ان الانتاج الوطني المطبوع من الزرابي والنسيج المختلف سجل خلال سنة 2008 تراجعا بنسبة 4 فاصل 65 بالمائة مقارنة بسنة 2007.. اذ انه انخفض من 275 الفا و142 مترا مربعا خلال سنة 2007 الى 262 الفا و347 مترا مربعا خلال سنة 2008.
وبالنظر الى عدد القطع فقد تراجع من 95 الفا و517 قطعة خلال سنة 2007 الى 90 الفا و582 قطعة خلال سنة 2008 اي بنقص قدره 5 فاصل 22 بالمائة.. وبالنظر الى عدد الزرابي فقط نلاحظ انه تم انتاج 58 الفا و374 قطعة خلال سنة 2008 مقابل 64 الفا و764 قطعة خلال سنة 2007. ولم يقتصر هذا التراجع على الانتاج.. بل انسحب على الصادرات.. وفي هذا العدد تشير احصائيات الديوان الى ان حجم صادرات الزربية والنسيج المختلف المقدمة للمراقبة لدى مصالح الديوان الوطني للصناعات التقليدية والمصرح بها خلال سنة 2008 بلغ 20 الفا و893 قطعة بقيمة تقديرية تساوي 13.759.811دينارا مقابل 22 الفا و944 قطعة خلال سنة 2007 بقيمة تقديرية تساوي 14.582.083 دينارا.. مسجلة بذلك انخفاضا نسبته 8 فاصل 94 بالمائة في عدد القطع ونسبته 5 فاصل 64 بالمائة في قيمتها التقديرية.
وذكرت ان الديوان اعدّ «دليل شراء المفروشات من زربية ونسيج محفوف ومنسوجات حائطية» في اربع لغات اجنبية وذلك لتقديم المعلومات الكافية عن القطاع للسياح. وبينت انه تم اصدار كراس شروط لتنظيم القطاع وبمقتضاه يتم العمل بفاتورة خاصة بالزربية للحفاظ على الشفافية ولضمان حق التاجر والمستهلك وتقرر ان يدخل كراس الشروط الجديد حيز التنفيذ يوم 19 جويلية القادم.
وبينت ان الديوان يعمل على مراقبة المفروشات والتثبت من مواصفاتها ومقاييسها الفنية عند وضع طابع الجودة وتصنيفها الى صنف ممتاز، او صنف اول، او صنف ثاني، او الصنف النمطي بالنسبة للنسيج المحفوف.. وبينت ان الصنف الاول هو اكثر الانواع انتاجا في تونس.
وقالت ان هناك اشكالا في جودة المواد الاولية، الامر الذي جعل الديوان يقوم بمواصفة تهم المواد الاولية.. كما يوجد مشكل صباغة الصوف لان المواد المستعملة في الصباغة لا تتمتع بالجودة المطلوبة.
ومن جهتها امدتنا السيدة عزيزة بن يوسف ممثلة مرصد الصناعات التقليدية برقم يتعلق بعدد الحرفيين في قطاع الزربية وقالت انه يعلن معرفة هذا الرقم بقسمة مساحة الانتاج الجملي على المساحة التي يمكن ان تنسجها الحرفية في عام كامل وهي تقريبا (18 مترا).. اي ان العدد التقريبي للحرفيين هو في حدود 15 الفا منهم 11 الفا انتاجهم مطبوع. ودعت ممثلة المرصد الحرفيين الى مواكبة الموضة ومسايرة الاذواق لضمان ديمومة القطاع.
رئيس الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف: «عمولات» وكالات الأسفار ذبحتنا
في حديث مع السيد صالح عمامو رئيس الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف استمعنا الى عديد المشاغل.. وقال ان مشاكل الزربية تتلخص في ثلاثة مستويات، وهي المواد الاولية والانتاج والترويج.
ففي ما يتعلق بالمواد الاولية.. بين عمامو انه تم مؤخرا ضبط المواصفات الخاصة بالمواد الاولية.. لكنه يرى ان الاهمية لا تكمن في ضبط هذه المواصفات بقدر ما تتمثل في تطبيقها.. وطالب بتطبيق المواصفات وبمراقبة مصانع المواد الاولية واجبارها على احترام المواصفات.
اما في ما يتعلق بالانتاج، فيعود تراجعه حسب عمامو الى نقص عدد الحرفيات وعزوفهن عن الاقبال على الصنعة جراء ضعف المردود المادي. وبين ان الانتاج كان سنة 2001 في حدود 426 الف متر مربع زربية ونسيج محفوف وهو الآن في حدود 262 الف متر مربع تقريبا.. وهو ما يعني وبعملية بسيطة ان القطاع فقد خلال سبع سنوات 8200 حرفية.. اي ان ديمومته غير مؤكدة.
واضاف ان 90 بالمائة من منتوج الزربية يباع للسائح في السوق المحلية.. لكن لوحظ خلال السنوات القليلة الماضية ان السائح الذي يزور تونس اصبح ضعيف المقدرة الشرائية، رغم ان عدد السياح تطور كثيرا.. وبما ان الزربية تعد اغلى منتوج سياحي فان السائح لم يعد يقتنيها.
وقال: «انظري الى هذا المحل انه شاغر من الحرفاء.. وانظري الى اكوام الزرابي التي توجد فيه.. فمن سيشتريها؟ نحن الى الآن في حالة كساد رغم اننا في شهر جوان»
وبين ان التراجع يعود ايضا الى ان الزربية تصل الى يد الحريف السائح خاصة باسعار مرتفعة جدا ويعود ذلك الى تفشي ظاهرة «العمولة» التي تأخذها وكالات الاسفار.. ولاحظ ان الوكالات تحصل على نسبة تصل الى 40 بالمائة من قيمة البضاعة ككل فاذا بيعت الزربية بالف دينار تحصل الوكالة على 400 دينار وحدها.
ويرى محدثنا ان وكالات الاسفار اضرت بالقطاع.. وقال «لو تبتعد وكالات الاسفار عن «الزربية» فيمكن للسائح ورغم انه سائح محدود المقدرة الشرائية مقارنة بالسائح الذي كان يزور تونس في سنوات خلت، يمكنه اقتناء الزربية وبين ان المغرب قضت على «العمولة» التي تأخذها وكالات الاسفار.. ولكن في تونس استفحلت الظاهرة رغم ان القانون يمنعها.
وقال «توجد في مدينة تونس العتيقة العديد من متاجر الزربية» لكن وكالات الاسفار تحول وجهات السياح الى بعض منها نظرا لانها تحصل على عمولة من قبل اصحاب هذه المتاجر».
ولكن كيف السبيل للحد من هذه الظاهرة؟ عن هذا السؤال اجاب محدثنا ان الاشهار كفيل بذلك.. وبين ان اشهار الزربية في تونس غير كاف.. وقال انه تم انجاز دليل لشراء الزربية لكنه غير كاف، لانه لا فائدة من وضعه في المطار في مكان لا يظهر للعيان.
وفي ما يتعلق بالترويج ذكر انه يجب التعريف اكثر بالمغازات المعتمدة والقرى الحرفية وتوزيع الادلة في المطارات والمواني والبواخر للحد من تأثير وكالات الاسفار على السياح.
تطوير المهنة
قال رئيس الغرفة الوطنية، للزربية والنسيج المحفوف «نريد ان يعمل التونسي على اقتناء الزربية التونسية الاصيلة.. لكن تحقيق هذه الرغبة صعب.. فسعر الزربية مرتفع.. ويرتفع اكثر اذا رغبنا في تحسين دخل الحرفية حتى لا تهجر القطاع.. ولهذا السبب يجب تطوير آليات العمل». وفي هذا العدد قامت الغرفة على حد تعبيره بشراكة مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقيروان لتطوير المنسج اليدوي وبعد عام كامل من البحث والتعميم توصل الاستاذ لسعد الكيلاني الى ابتكار منسج جديد متطور (سداية عصرية) تحتوي على عدد من الازرار تستخدمها الحرفية عوضا عن اليد وتمكنها من ربح 50 بالمائة من الوقت وبالتالي من مضاعفة المردود مع المحافظة على نوعية الانتاج.. اي ان صناعة الزربية هي يدوية مائة بالمائة.. وذكر ان المنسج الجديد مكلف.. فاذا كان سعر «السداية» العادية 800 دينار فان سعر «السداية العصرية» سيكون في حدود 5 الاف دينار.. ودعا عمامو الى بذل مزيد الجهد لتصنيع هذا الابتكار خاصة وانه قادر على انتاج زربية ذات جودة افضل من التي ينتجها المنسج العادي. واضاف «نطلب من ديوان الصناعات التقليدية اختزال الاجراءات الادارية والحدّ من البيروقراطية، والتحرك السريع لانقاذ المهنة من الانقراض نظرا لانها تدر على البلاد العملة الصعبة». وقال عمامو: «لا يعقل ان تباع الزربية للمستهلك بخمسة او ستة اضعاف ثمنها الحقيقي فهذا امر غير مقبول.. ولا يعقل ان نصمت امام هذه المعضلة».
دليل شراء الزربية في خمس لغات
تضمن دليل شراء الزربية والنسيج المحفوف والمنسوجات الحائطية الذي اصدره الديوان الوطني للصناعات التقليدية، في خمس لغات (عربية، فرنسية، المانية، انقليزية، وايطالية) نصائح لكل من يرغب في شراء هذه المنتوجات. وفي ما يتعلق بالزربية وهو المنتوج الذي اهتممنا به في هذه الورقة فيشير الدليل الى انها نسيج يدوي مائة بالمائة ويعتمد صنفها خيوطا طبيعية من صوف او حرير في صنع العقدة المشهورة بعقدة قورداز.. وحسب الاسطورة دخلت الزربية تونس الى مدينة القيروان على يد ابنة الوالي العثماني «الكاملة بنت الشاوش» وهي مستلهمة من زرابي بلاد الاناظور في تركيا وتنسج الزربية حسب الانواع التالية:
البربرية
تتميز الزربية البربرية بارضيتها البيضاء وخامتها الخشنة والسميكة وزخارفها مستوحاة من «الوشام» والوانها طبيعية من صوف الخروف الابيض والاسود والبني.
الكلاسيكية
يتوسط الزربية الكلاسيكية محراب محاط باشرطة متوازية تنتشر فيها زخارف زهرية او هندسة مستوحاة من زرابي القيروان العريقة وتطغى عليها الوان متعددة من احمر واخضر وازرق كما تحاك باصواف غير مصبوغة تتدرج من الاسود فالبني فالرمادي الى الابيض على غرار زربية «العلوشة».
شبه كلاسيكية
الزرابي شبه الكلاسيكية هي زرابي قابس وبنزرت وهي تنسج على نفس المنوال القيرواني ارضيتها تتميز باشرطة متتابعة رتبت فيها نقوش زربية القيروان باحكام وتعممت حياكتها في العديد من المدن.
عصرية «ستايل»
اقتبست الزربية العصرية المعروفة بال«ستايل» اشكالها من الزرابي الشرقية ومن اشهرها زربية الياسمين التي تتميز بزخارفها الرقيقة والمتكررة.
«خارطة طريق» لتطوير قطاع الزربية
عدة مقترحات قدمتها الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف للديوان الوطني للصناعات التقليدية بهدف النهوض بالقطاع وهي تتمثل في:
1) على مستوى المواد الاولية:
احداث مشروع نموذجي لتزويد الحرفيين بالخيط حسب المواصفات العالمية ويتكون المشروع من ثلاث وحدات واحدة لجز الصوف وثانية لغزله وثالثة لصبغه
2) على مستوى الانتاج:
تكفل صندوف الادماج والتأهيل المهني بتكوين اليد العاملة في صناعة الزربية والنسيج المحفوف
بعث ورشة نموذجية لانتاج الزربية والنسيج المحفوف حسب طرق الانتاج الحديثة
تبني ديوان الصناعات التقليدية مشروع المنسج العصري الذي انجزه المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقيروان مع الغرفة
انجاز برامج تأهيل مؤسسات حرفية لانتاج الزربية خلال سنة 2009
اسناد منح تحفيزية للحرفيين الذي يقبلون التربص
3) على مستوى الترويج:
احداث قرى حرفية مختصة في صنع الزربية والصناعات التقليدية في مسالك سياحية ناشطة مثل الحمامات وسوسة وجربة ويسيرها ديوان الصناعات التقليدية والديوان الوطني للسياحة والغرفة
ادراج اشهار الزربية والمغازات المعتمدة لبيعها ضمن الحملات الاشهارية التي ينجزها ديوان الصناعات التقليدية.
4) على المستوى التنظيمي:
توسيع تمثيلية الغرفة بكل الولايات
احداث ادارة للزربية والنسيج المحفوف في ديوان الصناعات التقليدية لتسيير القطاع انطلاقا من الدراسة والتخطيط والاحصاء والتأطير والتكوين والاستثمار والمراقبة والتسويق الى حماية الملكية الفكرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.