تتواصل ألغاز الطائرة الفرنسية المفقودة في أعماق المحيط الأطلسي.. بعد أن أكدت مصادر فرنسية وبرازيلية أن القطع المعدنية وبقع الزيت التي تم العثور عليها لا علاقة لها بطائرة الايرباص 300 في رحلتها 447.. بين البرازيل وفرنسا.. وقد عاد الحديث أمس عن سيناريوهات عديدة لاختفاء الطائرة الفرنسية بركابها ال228 من بينها سيناريو عدم احترام قائد الطائرة للسرعة المسموح بها في مناطق اضطرابات جوية عنيفة وخطيرة.. بسبب "خلل نسبي" في أجهزة إطلاق الاشارات.. نتيجة كثرة الثلوج التي تراكمت على أجزاء خارجية من الطائرة.. افراط في السرعة؟ وقد أصدرت الإدارة العامة لشركة فرنسا الجوية أمس تعليمات صارمة أمس لطاقمها الذي يستخدم الايرباص آي 330 باحترام السرعة المسموح بها في المناطق المضطربة والغامضة.. بعد أن تأكد أن اجهزة الارسال والاتصال الالكترونية في الطائرة وجهت في الدقائق الثلاث الاخيرة من اتصالها بالارض رسائل غير واضحة ومتناقضة.. وهو ما جعل البعض يربط بينه وبين تاثير عوامل خارجية فجئية.. من بينها شدة البرد وقساوة العوامل الجوية.. وفي كل الحالات تخوفت مصادر تجارية واعلامية فرنسية من مضاعفات الإيحاء بوجود " تقصير من قبل قائد الطائرة ومساعديه " بدعوى عدم انضباطهم وعدم احترامهم السرعة المسموح بها...اوبداية الاقرار الضمني ب"خلل فني" جزئي في طائرات الايرباص ال330 التي باعت ايرباص حاليا أكثرمن 300 منها.. وحصلت على طلبات بتصنيع حوالي 500 اخرى للصفقات القادمة.. رأي علماء الجغرافيا واتصلت الصباح بالخبير في الجغرافيا الاستاذ في الجامعة التونسية الدكتور الحبيب بن بوكر وحول خصوصيات العوامل المناخية في المنطقة الاستوائية وبين المدارين التي يفترض أن تكون الطائرة الفرنسية سقطت فيها.. قال بن بوكر أن تلك المنطقة تتميز بشدة حرارتها ورطوبتها واضطرابات مناخها وخطورة صواعقها.. لأن حجم "الطبقة الغازية" القريبة من الارض فيها Toposphereقد تبلغ 16 كلم مقابل 8 كيلومترات في جهات عديدة من الكرة الارضية.. لذلك فان قادة الطائرات يضطرون الى التحليق عاليا في المناطق الاستوائية وأحيانا في علو يفوق ال10 آلاف متر.. وقد يصل "فرار قادة الطائرة" من حرارة طبقة الغاز السفلية إلى اكثرمن 15 الف متر.. وهو ما قد يجعل طائراتهم معرضة الى مفاجات غير سارة.. مثل الصواعق الخطيرة.. لكن الخبير الجغرافي التونسي اعتبر أن البت في أسباب سقوط الطائرة ليس من اختصاصه ولا من اختصاص الجغرافيين.. ولا بد من انتظار ما سوف تكشف عنه تقارير الخبراء والمحققين.. الاف الطائرات يوميا ؟ لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا سقطت هذه الطائرة بالذات.. بينما تعبر المحيط الأطلسي يوميا آلاف الطائرات من بنيها مئات الطائرات كل يوم بين مطارات المدن البرازيلية وأمريكا اللاتينية وأوربا الغربية؟ وكيف يمكن توقع "اصطدام" الطائرة بموقع زوابع خطيرة فجأة بينما يعرف كل الخبراء أنها مجهزة بوسائل مضادة للصواعق وبرادات متطورة قادرة على رصد " النقاط المناخية الحمراء " على بعد 500 كلم.. أي أن لقائد الطائرة أكثر من نصف ساعة لتغيير المسلك صعودا أو نزولا أو الانتقال إلى مسلك آخر في صورة إحساسه بالخطر؟ نقاط الاستفهام كثيرة.. حوادث الطرقات اكثر! لكن السيد كمال العيادي رئيس الاتحاد العالمي للمهندسين سابقا ورئيسه الشرفي حاليا أكد لنا أنه سافر عشرات المرات إلى دول أمريكا اللاتينية.. من بينها 8 مرات إلى البرازيل.. واستخدم مرارا الخطوط الفرنسية.. وامتطى نفس الطائرة ونفس الرحلة 447 مرارا بين رويو دي جينيرو وباريس ولم يشعر أبدا بالخطر.. ولا بأي تقلبات جوية غير عادية.. لذلك فان السيد كمال العيادي على غرار عدد من رجال الأعمال والمسافرين الأوربيين والآسيويين الذين التقيناهم في مطار شارديغول بباريس لن يتوقفوا عن السفر جوا نحو أمريكا اللاتينية.." لأن الطائرة كانت ولا تزال وسيلة النقل الأقل تسببا في الحوادث وفي سقوط القتلى.. بينما تتسبب حوادث السيارات سنويا في سقوط ما لا يقل عن مليون و300 ألف قتيل.. بمعدل 3500 قتيل يوميا...