تركي الصباح مئات من نشطاء المجتمع المدني بينهم عشرات الاطفال والشباب كانوا مساء أول أمس بالقرب من محطة المرور التابعة للحرس الوطني "تركي" في الطريق السريعة تونسصفاقس.. في مستوى ولاية نابل وغير بعيد عن قرنبالية.. بمناسبة إعطاء إشارة انطلاق برنامج عطلة امنة من قبل السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية بحضور السيد المنجي شوشان كاتب الدولة وعشرات من كوادرالوزارة واطارات الامن الوطني ومصالح المرور والحماية المدنية والحرس والشرطة المعنية ببرنامج " صيف بلاحوادث".. تظاهرات عديدة نظمتها جمعيات السلامة المرورية والوقاية من حوادث الطرقات بمشاركة نخبة من التلاميذ والطلبة والشباب من الجنسين.. كان كثيرمنهم بلباس رمزي زين بشعارات تدعو الى اليقظة عند الجلوس وراء المقود.. أو استعمال الطريق عبر أي وسيلة أخرى.. حصيلة الحوادث خلال 5 أعوام كما نظم المرصد الوطني للمرور بالمناسبة معرض موثقا ودقيقا عن حصيلة حوادث المرور خلال عام 2008 والاشهر الماضية من العام الحالي.. مع مقارنتها بالاحصائيات الخاصة بالاعوام الخمس الماضية.. وسجل المرصد أن نسبة الحوادث القاتلة والخطيرة لا تزال كبيرة رغم انخفاض عدد الحوادث نسبيا.. بفضل الجهود الكبيرة التي تقوم بها مصالح المرور من حرس وطني وشرطة وحماية مدنية في كامل البلاد.. والتي وقع دعمها بعشرات الوحدات المتنقلة ذات الرسالة الوقائية والتوعوية.. بينها وحدات تستخدم الطائرات العمودية والسيارات المجهزة برادارات تشتغل ليلا ونهارا.. فضلا عن سيارت أعوان المرور التي لا تكون تحمل " لونا مميزا " أي أنها سيارات مدنية.. يكون بها أعوان بلباس رسمي.. للكشف عن التجاوزات للقانون من قبل بعض السواق الذين يخترقونه عندما لا يرون سيارات أمن في الطريق وفي المفترقات.. وهي تجربة أثبتت نجاعتها مثلما يثبت ذلك ارتفاع عدد المحاضر المسجلة لدى مصالح وزارتي الداخلية والنقل.. المناطق السياحية ومن بين الملاحظات التي سجلتها تقارير المرصد الوطني للمرور والجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات تمركز غالبية الحوادث في المناطق السياحية.. رغم التحسينات التي ادخلت على البنية الاساسية وشبكتي الطرقات والتنوير.. كما تزايد عدد الحوادث التي يتسبب فيها المتحصلون على رخص سياقة جديدة (حوالي ربع الحالات) وسائقو سيارات التاجير.. والشباب.. والاشقاء العائدين من المهجر بعد سنوات من عدم السياقة.. حيث يستخدمون في اوروبا غالبا النقل العمومي وليس السيارات الخاصة.. دراسة عن السلوك «العدواني» للسائق التونسي وكانت من أهم فقرات التظاهرة تقديم الاستاذ عبد الوهاب محجوب أستاذ علم النفس الاجتماعي في الجامعة التونسية عن دراسة مطولة وعميقة أعدها مع عدد من الباحثين الشبان في معهد الدراسات الانسانية بتونس حول السلوك العدواني لنسبة من السواق التونسيين.. وقد اعتمدت الدراسة استجوابا علميا شمل عينة ممثلة بها حوالي ألف و500 تونسيا وتونسية من مختلف الاعمار والفئات والاوساط الاجتماعية.. وبينت نتائج الدراسة استهتار نسبة متزايدة من مستعملي الطريق عموما والشبان سائقي السيارات خاصة بقواعد المرور والسلامة.. بما في ذلك عبر تعمد السياقة في حالة سكر.. والافراط في السرعة والمجاوزة الممنوعة وعدم احترام قانون الاولوية.. والسياقة في حالة تعب.. واستعمال الهاتف النقال.. الى غير ذلك من الممارسات التي تتسبب في نسبة كبيرة من الحوادث الاليمة داخل مواطن العمران وخارجها.