تونس الصباح في متابعتها لحادثة تسرب الكلور من معمل الحلفاء بالقصرين علمت «الصباح» ان عدد الحالات التي تم التعهد بها في المستشفى الجهوي بالقصرين كانت في حدود 87 حالة وفقا لما افادت به مصادر طبية مطلعة. وأفادت هذه المصادر ان عمليات التدخل نفذت ايضا في الحي السكني الذي تعرض سكانه لحالات اختناق جراء تسرب كميات من غاز الكلور من مصفاة معمل عجين الحلفاء ليلة الثلاثاء الفارط حيث توجهت سيارات الاسعاف والحماية المدنية والامن الى حي عين الخضراء الذي سجلت فيه حالات الاختناق وضيق التنفس ونقلت الحالات الى المستشفى الجهوي بالقصرين اين قدمت الاسعافات الضرورية للجميع وتواصل ذلك من الساعة 12 ليلا الى حدود الرابعة صباحا.. ولم يتم التحفظ باية حالة في المستشفى لان الاضرار الصحية لم تكن خطيرة وفقا لما صرحت به المصادر الطبية. وقد اتصلت «الصباح» بعدد من متساكني حي عين الخضراء الواقع مباشرة خلف معمل عجين الحلفاء بالقصرين الذين نقلوا الى المستشفى لتلقي الاسعافات ليلة الحادثة، حيث افادنا فتحي (31 سنة) الذي يقطن على بعد 50 مترا فقط من المعمل، ان بداية احساس المتساكنين بالاختناق كانت في حدود الساعة 11 ليلا ويضيف فتحي انه شعر بضيق شديد في التنفس بسبب رائحة الكلور في الهواء التي كانت قوية هذه المرة اكثر من المعتاد. تجدر الاشارة هنا الى ان متساكني الاحياء القريبة من معمل عجين الحلفاء بالقصرين هم عرضة بشكل مستمر لانبعاثات الغاز من هذه المنشأة وهي انبعاثات تحتوي على مادة الكلور التي تعد من المواد الخطرة وتستعمل في تبييض عجين الحلفاء. ويقول فتحي بهذا الشأن انه سجلت في الكثير من الممرات حالات اختناق ومشاكل في التنفس لمتساكني الاحياء المجاورة للمعمل وان كانت متفاوتة الحدة والخطورة فهي لا تخلو من تأثيرات سلبية على الصحة تهدد المتساكنين ويعتبر فتحي ان تعرفه لهذه التأثيرات السلبية ووعيه بمدى خطورتها حمله على المطالبة بتمكينه من فرصة عمل في المنشأة كتعويض يعتبره مشروعا امام المخاطر الصحية التي تتهدده. مضاعفات صحية من جهته اشار محسن (48 سنة) انه نقل وافراد عائلته الى المستشفى وتم اخلاء سبيلهم بعد تلقي الاسعافات الضرورية لكنه يشير انه لا يزال يعاني من مشاكل في الحلق وبعض الدماء التي تخرج مع السعال.. وتحدثت زينة (54 سنة) بدورها عن ليلة الحادثة مشيرة الى انها نقلت مع اولادها الى المستشفى بواسطة سيارة الاسعاف مؤكدة انها كانت نائمة لحظة الحادثة. كما تعتبر المعمل مصدر ازعاج متواصل للمتساكنين. إدارة المصنع تخلي مسؤوليتها تشير في المقابل مصادر معمل الحلفاء وعجين الورق ان ليلة الحادثة المذكورة لم تسجل اي خلل في عمل جميع وحدات الانتاج لاسيما وحدة صنع الصّودا او الكلور ولم تلاحظ اي تسرب لاية غازات. وتضيف المصادر ذاتها ان وحدة صنع الصّودا والكلور تخضع لمراقبة مستمرة من طرف المصالح المختصة بالشركة ومن طرف ادارة السلامة والمكاتب الخاصة بالمراقبة.. وان الشركة تقوم من حين الى آخر في نطاق الاعمال العادية بتحويل مادة الكلور الى غاز وذلك لصنع مادة الجفال المستعملة لتبييض عجين الحلفاء اين تسجل احيانا تسربات بسيطة لمادة الكلور لكن طبقا للمواصفات والمقاييس المتفق عليها عالميا والتي لا تشكل خطرا على سلامة الاعوان والمحيط.. غير ان مختصين في المجال تحدثوا عن امكانية حدوث تسربات لكميات تتجاوز المقاييس العادية جراء خطأ تقني او بشري في تحديد كمية الكلور المطلوبة والمناسبة لكمية عجين الحلفاء المراد تبييضها.