أريانة الصباح كانت الساعة تشير الى العاشرة ليلا من يوم 18 جويلية 2008 عندما كانت المرأة «ن» البالغة من العمر 34 سنة جالسة في منزلها بأريانة، وفي الاثناء دخل عليها شقيقها ودون أية مقدمات باغتها بطعنة في صدرها فانكفأت على وجهها وسقطت أرضا ثم سدد لها طعنات متتالية في الظهر، وبعدما تأكد من أن قواها خارت وصارت في الرمق الأخير تركها وغادر المنزل وألقى بالسكين أداة الجريمة في البهو وأعلم والده بأنه قتل شقيقته، ووجد الأب نفسه بين نارين: نار فقدان ابنته ونار خسارة ابنه، ولكنه تمالك نفسه وأعلم أعوان الشرطة فألقوا القبض على الابن فيما نقلت جثة الهالكة الى المستشفى حيث عرضت على التشريح الطبي. مأساة عائلية المتهم اعترف بقتل شقيقته وقال انه عاش ظروفا اجتماعية وعائلية قاسية جدا، حيث توفيت والدته لما كان يدرس بالسنة الخامسة ابتدائي فتزوج والده بامرأة اخرى وانقطع هو عن الدراسة وعمل في مجالات متعددة، لكن ما زاد حياته وحياة اخوته تعقيدا هو طلاق شقيقته وعودتها الى المنزل للعيش مع بقية افراد الأسرة. وأضاف المتهم أن شقيقته حادت عن الطريق السوي وربطت علاقات غير شرعية مع شبان وأصبحت تعاشرهم، ولما تفطن لذلك نهاها فقدمت شكوى تتهمه فيها بالاعتداء عليها واغتصابها هو وشقيقه (حسب اقوال المتهم) لكن المحكمة قضت في حقهما بالبراءة الا أن شكايتها استوجبت اقامته خمسة أيام بمستشفى الرازي. الانتقام وواصل المتهم سرد وقائع هذه المأساة قائلا أن كثرة الخلافات بينه وبين شقيقته جعل والدهما يمنحها محل سكنى هو عبارة عن «ستوديو» بجانب منزل العائلة فاستقرت به لكنها واصلت في طريق الانحراف فلم يتحمل ذلك وفي يوم الواقعة تفطن الى أن شقيقته ليست في منزلها فانتظرها طويلا لكنها لم تعد الا في التاسعة والنصف ليلا ولما لامها على تصرفاتها طلبت منه أن يكف عن تقصي أخبارها وأن يدعها تعيش حياتها بالشكل الذي تراه مناسبا، عندها غلا الدم في عروقه وهرع الى منزله والده وجلب سكينا ثم عاد الى شقيقته وسدد لها عدة طعنات كانت كافية لازهاق روحها. وبإحالة القضية على المحكمة الابتدائية بتونس قضت بسجنه مدى الحياة لكنه استأنف الحكم وأحيل مؤخرا على محكمة الاستئناف من أجل جريمة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الاضمار طبق احكام الفصلين 201 و202 من المجلة الجزائية وأجلت المحكمة النظر في القضية الى جلسة قادمة.