تونس الصباح تمّ الاتفاق بين مسؤولي قناة تونس 7 ونظرائهم من الشركة المصرية لمدينة الانتاج الاعلامي على أن تعرض تلفزتنا الوطنية مسلسل "أسمهان" في سهرات رمضان. ولئن يعدّ هذا المسلسل من الانتاجات الهامّة لعام 2008 دون اعتبار وجود المخرج التونسي شوقي الماجري ضمن فريق العمل فإنه لا مناص من طرح سؤال يتعلق بجدوى بث هذا العمل بعد عام من ظهوره وبعد أن تمّ عرضه في أكثر من 7 قنوات من بينها الام بي سي وروتانا خليجية وتلفزيون "الجديد" والقناة المغربية الثانية إذ لا شك أن الفرصة أتيحت للمشاهد التونسي لمتابعته سواء في رمضان الماضي أو بعد إعادته على بعض القنوات العربية وعليه فإن إرفاقه بالشبكة الرمضانية 2009 لن يكون مجديا لان المتلقي يبحث في هذا الشهر بالذات عن كل جديد وعن كل ما يمكن أن يشذ على قاعدة باقي المحطات الفضائية المنافسة. قد يكون من الاحكام المتعسّفة اتهام مسؤولي تلفزتنا بالتقصير أو بعدم الرغبة في تمكين متابعي قناتينا الرسميتين تونس 7 وتونس 21 من مشاهدة كل ما هو جديد فالموضوع خارج عن إرادتها في ضوء الشروط المجحفة التي تضعها شركات الانتاج في وجه التلفزات من جهة واعتبارا لمساهمة الفضائيات ذات الارصدة الهامة في رفع بورصة بعض المسلسلات واستعدادها لدفع مبالغ خيالية من أجل الظفر بحق العرض الحصري وإذا علمنا أن الشركة المصرية لمدينة الانتاج الاعلامي تذهب إلى حد اشتراط مبلغ 8 آلاف أو 9 آلاف دولار نظير حلقة واحدة للمسلسل فهذا يعني أن على أي قناة مقدّمة على شراء حقوق بثّ العمل الدرامي أن تنفق 270 ألف دولار (أكثر من 359 ألف دينار) مقابل استقدام عمل واحد دون اعتبار إنتاجها الخاص وبقية البرامج الاخرى التي تتطلب بدورها ميزانية ضخمة. تلفزتنا الرسمية لا تملك إمكانيات كبيرة لمزاحمة كبريات الفضائيات العربية في العرض الحصري أو في الانفراد بعرض أعمال دون سواها وخلال الدورة الاخيرة من مهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية وعلى هامش سوق البرامج الاذاعية والتلفزيونية حاولت بعض الاطراف التفاوض مع شركات الانتاج السورية والمصرية والاردنية إلا أنهم اكتووا بنيران الاسعار المشطة لذلك رست المحادثات على اقتناء حقوق بثّ مسلسل " أسمهان" مقابل سعر معقول ومقايضة فضاءات إشهارية ولكن رغم "معقولية" السعر يبقى مسلسل "أسمهان" مستهلكا جدا بل مادة كان يمكن الاستغناء عنها لقاء إنتاج عمل محلي خفيف خاص بالشهر الكريم.