المرحلة النموذجية شملت 45 وحدة وبرنامج التأهيل يهم في مرحلة أولى 200 وحدة أغلب الوحدات الفندقية يتجاوز معدل أعمارها 30 سنة! تونس - الصباح: بعد فترة زمنية إعتبرها البعض طويلة نسبيا لإنجاز المرحلة النموذجية لبرنامج تأهيل الوحدات الفندقية، إنتهت وزارة السياحة مؤخرا من برنامج التأهيل النموذجي الذي شمل 45 وحدة فندقية وشرعت بعد الوزارة في تقييم هذه المرحلة قبل المرور إلى فتح باب الانخراط في برنامج التأهيل لجميع الوحدات الفندقية علما وأنه تمت برمجة حوالي 200 وحدة فندقية خلال المخطط الحادي عشر للتنمية. وبالتوازي مع تحضير التقرير التقييمي الخاص بالبرنامج النموذجي والذي من المنتظر أن يكون جاهزا في غضون أسبوعين لعرضه على أنظار لجنة قيادة برنامج التأهيل، إلتقت «الصّباح» السيد الحبيب عمار مسؤول التأهيل بالوزارة لمعرفة بعض النقاط التقييمية التي تم التوصل إليها إلى حدّ الآن. ديناميكية جديدة للإستثمار من خلال التقييم المبدئي لعملية تأهيل بعض الوحدات الفندقية أشار محدثنا إلى أن ما يمكن تسجيله في باب النقاط الإيجابية يشمل بالأساس ما خلقه برنامج التأهيل من ديناميكية في الإستثمار على مستوى الوحدات الفندقية شملت التأهيل والنواحي المطلوبة للإنخراط في البرنامج ودفعت أصحاب الفنادق للقيام بعمليات توسعة وتحسينات أخرى خارج نطاق التأهيل، وهو ما ساهم في تحسين وضعية هذه الفنادق لاسيما وأن وحداتنا الفندقية تعتبر قديمة ويتجاوز معدل عمر الوحدة الفندقية 30 سنة أحيانا!! وهي في حاجة أكيدة للتغيير والتأهيل لمواكبة المستجدات في القطاع السياحي. من النقاط الإيجابية التي ساهم فيها المشروع النموذجي لتأهيل الوحدات الفندقية نذكر كذلك تحسيس أصحاب الفنادق بضرورة الإستثمار في مجالات مرتبطة أساسا بمردودية الوحدة الفندقية وتوجيه هذه الإستثمارات لمواكبة المستجدات العالمية على غرار الإستثمار في مجال الجودة والسعي للحصول على المواصفات العالمية والإستثمار في التكوين وتأهيل العنصر البشري وفي مجال حسن التصرف في الوحدة الفندقية والتحكم في استهلاك الطاقة والمياه التي تثقل كاهل الوحدة الفندقية ساهم كذلك برنامج التأهيل في خلق الوعي لدى أصحاب الفنادق وتوجيههم نحو الإستثمار اللامادي من خلال حثهم على تركيز تكنولوجيات الإتصال الحديثة في الفنادق وخلق مواقع واب خاصة بهم للترويج والحجز... إلخ وقد بلغت القيمة الجملية للإستثمارات المصرح بها من قبل الوحدات الفندقية التي انخرطت في برنامج التأهيل حوالي 207 مليون دينار. ماذا عن نقائص البرنامج؟ أفرز التقييم المبدئي للبرنامج النموذجي لتأهيل الوحدات الفندقية بعض النقائص التي يجب العمل على تداركها مستقبلا في اتجاه مزيد تشجيع المهنيين على الانخراط في عملية التأهيل، نشير في هذا السياق إلى ضرورة العمل على مزيد تشجيع الإستثمار اللامادي - حاليا نفس التشجيعات تسند للإستثمارات المادية واللامادية - يذكر كذلك أن منحة التأهيل المسندة حاليا يعتبرها البعض ضعيفة مقارنة بحجم الإستثمارات التي يتطلبها القطاع السياحي والذي يعد من بين القطاعات الأكثر تكلفة من حيث حجم الإستثمارات المطلوبة لإحداث وحدة فندقية. يلاحظ كذلك خلال المرحلة النموذجية أن انخراط الوحدات الفندقية المركزة في الجنوب وفي جهة طبرقة كان محدودا نسبيا ويعود ذلك في نظر البعض إلى إمكانيات التمويل الذاتي المحدودة لهذه الوحدات لاسيما وأن الإنخراط في برنارمج التأهيل يستوجب 40% من حجم الإستثمارات كمساهمة ذاتية وهو ما يستوجب التفكير في صيغ لتشجيع هذه الوحدات على الإنخراط في عملية التأهيل ليكون شاملا لكافة الفنادق. في السياق ذاته وفي إطار التأكيد على شمولية عملية التأهيل لماذا لا يتم التفكير في إقحام بعض المنشآت السياحية الأخرى في عملية التأهيل حتى لا يتم الإقتصار على الفنادق فقط.