فحص طبي ثان للمترشحين لأداء مناسك الحج تونس- الأسبوعي: علمت «الأسبوعي» من مصادر مسؤولة أنه نظرا للمخاطر الصحية المرتفعة جدا فقد تقرر عدم برمجة رحلات لعمرة رمضان على أن تكون الاستعدادت لموسم الحج بشكل يحترم الشروط التي قررها وزراء الصحة لدول شرق المتوسط المجتمعين مؤخرا بمصر.. ومن هذا المنطلق فإن سلط الإشراف ستبدأ في مباشرة عملية فحص ثانية للراغبين في أداء مناسك الحج تأخذ بعين الاعتبار التوصيات المشار اليها والتي من المتوقع أن تكون من شروط أداء مناسك الحج التي تنطبق على كل الحجيج الوافدين على البقاع المقدسة بعد أن تعتمدها الحكومة السعودية التي تضبط كل سنة جملة من الشروط الصحية للوافدين على البقاع المقدسة. وحسب مصدر رسمي فإن التوصيات التونسية التي ستوجه قريبا للجان الفحص الطبي المكلفة بفحص المترشحين لأداء مناسك الحج ستقضي بالإعفاء كل من جاوز سن ال65 من أداء هذه المناسك وكذلك كل من هو مصاب بمرض مزمن كأمراض القلب والسكري والغدد وقصور الكلى ولو كانت هذه الأمراض تحت السيطرة وكل من يعاني من الربو وضيق التنفس وكل من يشكو السمنة المرضية هذا إضافة لإعفاء النساء الحوامل والأطفال... على خلفية أن هذه الفئة ستكون الأكثر تأثرا بفيروس أنفلونزا الخنازير. 4 آلاف حاج وعلى اعتبار أن معدل أعمار الحجيج التونسيين يكون في حدود الستين سنة سنويا وعلى اعتبار أن ما لا يقل عن نصفهم عادة ما يعانون من الامراض المزمنة فإن التوقعات الرسمية تقول أن عدد القاصدين البقاع المقدسة سيكون في حدود أربعة آلاف حاج هذه السنة إن لم يكن أقل بذلك (في العادة يناهز العدد 10 آلاف حاج) وسيمنح القاصدون البقاع المقدسة مبدئيا التلقيح العادي لفيروس الأنفلونزا ''هاش 1 آن 5 '' (القريب العادي) على أمل أن توفر المنظمة العالمية للصحة وبصفة استعجالية التلقيح الجديد كما سنوضّحه لاحقا. مطالب تونسية فقد طالبت تونس حسب مصادر حضرت اجتماع وزراء الصحة لدول شرق المتوسط والذي يضم جل الدول العربية إضافة لدول إسلامية أخرى أن تتدخل المنظمة العالمية للصحة لتوفير اللقاح قبل انطلاق موسم الحج لقاصدي البقاع المقدسة كما دعت للقيام بعملية شراء موحدة بين الدول المعنية وبتشكيل لجنة فنية لمتابعة الوضع الصحي ورفع تقارير ولم لا توصيات... وقد لاقى الطلب التونسي استحسان بقية الدول التي دعت لتطبيق هاته المقترحات علما أن بقية التوصيات المتعلقة بالسن والحالة الصحية لقاصدي البقاع المقدسة ستكون بمثابة الاشتراطات بعد أن تتبناها الحكومة السعودية. لجنة فنية كما تجدر الاشارة كذلك إلى أن الوزراء الحاضرين صادقوا على التدابير السابقة التي اتخذتها السلطات السعودية في اجتماع جدة المنعقد منذ ثلاثة أسابيع تقريبا والذي جمع علماء طب ودين وأصدر توصيات واضحة في الغرض كانت وسائل الاعلام تناقلتها في الابان.. ومن المنتطر أن تبدأ اللجنة عملها صلب المنظمة في المدة القادمة لمتابعة الوضع الصحي في العالم وفي البقاع المقدسة سيما وأن مطلع سبتمبر سيشهد تجمعا هاما للمعتمرين بما يجعل تفشي العدوى أمرا محتملا جدا إن لم يكن مؤكدا. دواعي تعليق العمرة فعلى خلفية التطور السريع للوباء وسعيا من تونس لتأخير تفشيه محليا أكثر ما يمكن جاء القرار بتعليق العمرة أولا على اعتبارها ليست بالفرض الديني ثانيا على اعتبار أن سرعة التفشي تقول بأن تجمعا مثل ما سيقع في العمرة من شأنه أن يصيب ما يناهز نصف الحاضرين، هذا التوقع جاء اعتمادا على أبحاث علمية واختبارات ميدانية إذ تم على سبيل المثال متابعة الحالة الصحية لجامعة بنيويورك تضم 1996 طالبا وحيث الوقاية في أعلى درجاتها والوعي الصحي كذلك لكن رغم ذلك أصيب ما لا يقل عن 33 بالمائة من الطلبة بالأنفلونزا فما بالك إذا تعلق الحال بتجمع ديني ضخم يتمركز فيه وفي مساحة ضيقة أكثر من مليوني شخص وينامون مجتمعين ولا وعي صحي لديهم وعدد هام منهم قادمون من بلدان حلّ بها الشتاء وتمركز بها الفيروس.. ومن هذا المنطلق فإن غادر التونسيون للعمرة فإن ما لا يقل عن الثلث سيعود حاملا للفيروس وعلى اعتبار أن الفيروس يتفشى بشكل تضاعفي بحيث أن المصاب يسرب العدوى الى اثنين هما بدورهما يسربانها الى أربعة فثمانية ف16 وهكذا دواليك، وعلى اعتبار أن عودة المعتمرين تتزامن مع العودة المدرسية والجامعية فإن الوباء سيتفشى بشكل سريع وباكر بما يجعل من الصعب السيطرة عليه.. في الوقت الذي تبرمج فيه تونس لتأخير حلوله إلى حين موسمه العادي الذي يكون في حدود مطلع الشتاء أي مطلع ديسمبر نهاية نوفمبرعلى أمل توفر اللقاح. وترى مصادر صحية مسؤولة تحدثت إليها «الاسبوعي» أن ذروة الوباء قد تمس مالا يقل عن 40 بالمائة من السكان ويتوقع أن تدوم ما لا يقل عن عشرة أسابيع وتنتهي بحلول شهر فيفري وهي المرحلة الثالثة من مجموع خمس مراحل لتفشي المرض تمثل الأولى تهيئته والثانية التطور التصاعدي له في شكل تضاعف الاصابات وتمثل الرابعة الانخفاض والخامسة التراجع بارتفاع درجات الحرارة. ويبقى ما ورد من التطورات القادمة والتي قد تغيّر المعطيات وتعدّل القرارات. ح.غ للتعليق على هذا الموضوع: