الزوج توجّه إثر الجريمة الى البحر للسباحة ثم عاد وقضّى الليل بجانب الجثة الإبنان احتضنا جثة والدتهما... وطلبا منها أن تنهض ولكن.. الأسبوعي القسم القضائي شخّص خلال الاسبوع الفارط المتهم بقتل زوجته لمياء العشي (26 سنة) بمنطقة الرشارشة بولاية المهدية أطوار جريمته البشعة بحضور السلط الأمنية والقضائية وهو في غاية السعادة إذ أصابته هستيريا من الضحك وكأنه لم يقتل شريكة حياته بفظاعة ولم يمثل بجثتها بطريقة فيها الكثير من الانتقام غير المبرر والأغرب من كل هذا مخاطبته لأحد ابنيه موصيا اياه بالانتباه لنفسه ولشقيقه الاصغر معلما اياه بأنه سيعود قريبا الى البيت!! مشهد فظيع «الاسبوعي» التي انفردت في العدد الفارط بنشر المعطيات الاولية للجريمة التي صدمت اهالي الرشارشة... هذه المنطقة الريفية الهادئة، تنفرد مجددا بنشر كامل تفاصيل الواقعة ولكن قبل سرد هذه الوقائع المؤلمة والمأساوية والفظيعة يمكن القول ان ما خفي منها كان أعظم... كان أبشع حتى أن عون حرس (امرأة) أغمي عليها اثناء المعاينة الموطنية حسب ما أكده شهود عيان من جراء المشهد الفظيع... طفلان ملطخان بالدماء وهما يحتضنان جثة والدتهما يحاولان بعث الحياة فيها مجددا أو هكذا خيل لكل من حضر المعاينة. الابنان تابعا الواقعة وفي هذا الاطار علمنا أن المتهم اعترف اثناء التحري معه من طرف أعوان فرقة الابحاث العدلية للحرس الوطني بالمهدية ان الخلاف الذي نشب بينه وبين أم طفليه بعد عودتها من منزل والديها دفعه الى الانتقام منها لا شعوريا وهي التي طالما وقفت الى جانبه ومدت له يد المساعدة وكانت له الزوجة المطيعة المحافظة على اسرتها التي ظلت تكبر عام بعد آخر... وذكر القاتل انه فقد اثناء المشادة الكلامية التي حصلت «في النهار وعين القايلة» صوابه وتسلح بهراوة أصاب بها زوجته في الرأس فأغمي عليها. حينها توجه الى المطبخ وابناه يتابعان أفعاله المشينة من خلف باب غرفتهما وتسلح بسكين ثم أشعل الموقد وقام «بتسخين» آلة الجريمة وتوجه الى حيث زوجته طريحة الأرض وراح يعذبها. تعذيب وقتل بوحشية لقد عمد المتهم حينها الى كيّ شريكة حياته بالسكين وألحق بها حروقا في ساقيها ونهديها دون شفقة أو رحمة ثم قام بقص شعر رأسها ولم يترك منه الا القليل الذي استعمله لجرها نحو صهريج الماء حيث سكب عليها الماء البارد: ولم يكتف بذلك بل التقط لاحقا العصا مجددا وسدد للمياء سلسلة من الضربات القوية التي أدت الى تهشيم رأسها ووفاتها. حينها وضع الجثة على حشية وألقى فوقها لحاف وغير ملابسه وتوجه الى البحر للسباحة وكأن شيئا لم يحصل. وبمغادرته المنزل توجه الطفلان نحو الجثة يحاولان ايقاظ والدتهما ولكن... عاد الأب فجأة فاختفى الابنان مجددا داخل غرفتهما فيها أخلد القاتل للنوم بجانب الجثة. وفي صباح اليوم الموالي نهض من نومه وألقى نظرة أخيرة على جثة زوجته الملطخة بالدماء ثم توجه نحو مركز الحرس الوطني حيث سلم نفسه للأعوان وأخبر عن جرمه. ماما فيق.. في تلك الأثناء غادر الابنان مجددا الغرفة وارتميا بكل براءة فوق جثة والدتهما التي مثلت لسنوات الحضن الدافئ لهما ومنحتهما حنانها- وظلا يبكيان... ويصرخان «ماما قوم...ماما فيق...بابا مشى ماتخافش...» ولكن لمياء ظلت صامتة بلا حراك الى حين حلول أعوان الحرس الوطني الذين صدمهم مشهد الطفلين وهما يحتضنان جثة والدتهما حتى أن أحد الاعوان (المرأة) أغمي عليها... هذه هي الأطوار البشعة لجريمة هزت ولاية المهدية والساحل التونسي وصارت الحديث اليومي للأهالي طيلة الاسبوع المنقضي... جريمة راحت ضحيتها امرأة طيبة عرفت بسلوكها الحسن ودماثة أخلاقها... جريمة خلفت طفلين بلا أب ولا أم... جريمة خلفت الدموع والوجع لبشاعتها وفظاعتها. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: