تونس الصباح: لو أن «الأمر» اقتصر على «مناوشة» عرضية هنا و«خلاف» طارئ هناك لجاز القول ربما بأن المسألة لا تتعدى كونها افرازا «طبيعيا» لواقع حرارة الطقس المرتفعة هذه الايام وتأثيرها السلبي على الأعصاب والسلوكات.. أما وان عدد «القضايا» والحوادث آخذ في الارتفاع وانها (الحوادث) موزعة على اكثر من «مسرح» ومن مكان فلقد بات من الضروري في رأينا بسط المسألة ومحاولة «فهمها».. نحن لا نتحدث هنا عن مآسي حوادث الطرقات ولا عن أرقام حوادث العنف المسجّلة التي عادة ما تشهد ارتفاعا ملحوظا خلال فصل الصيف.. وانما عن « «قضايا» و«حوادث» من نوع آخر.. قضايا هي من افرازات الحراك الثقافي الموسمي والصيفي ممثلا اما في المهرجانات الصيفية وحفلاتها وعروضها الفنية والفرجوية المختلفة او في «السباق المحموم» بين مختلف القنوات التلفزية من أجل استقطاب المشاهد. اذا ما أرنا ان نبدأ من أحدث هذه القضايا وربما أكثرها «اثارة» لكونها تعد سابقة في تاريخ المهرجانات الصيفية في بلادنا فاننا سنقف عند القضية العدلية ضد ادارة مهرجان قرطاج الدولي وضد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التي هدد برفعها ولعله فعلها احد الأساتذة المحامين لأنه اقتطع لنفسه ولزوجته تذكرتين لحضور حفل الفنانة وردة الجزائرية ولكنه جين قصد المسرح وفي يده التذكرتين لم يجد لنفسه ولا لزوجته المكانين اللذين من المفروض ان توفرهما له ادارة المهرجان بوصفها الجهة المنظمة للحفل.. فالمسرح ليلتها كان مكتظا بما يفوق طاقة استيعابه الحقيقية. سليم دمق يخذل محمد القرفي «حادثة» اخرى كان الجمهور شاهدا عليها في سهرة يوم الاربعاء الماضي في اطار مهرجان قرطاج الدولي وتحديدا في العرض الموسيقي والانشادي «نفحات صوفية» لمجموعة الموسيقار محمد القربي.. فقد اعلن مرارا عن اسم المطرب سليم دمق كأحد المشاركين بالغناء والانشاد ولكن الجمهور فوجئ ليلتها بالموسيقار محمد القرفي يعلن في اخر لحظة عن تخلف الفنان سليم دمق وانسحابه من الحفل.. محمد القرفي لمح وهو يخاطب الجمهور في في المسألة بان اللوم في ذلك لا يقع الا على المطرب المنسحب نفسه!. ذويب والنهدي والسردوك قضية أخرى طفت من جديد على السطح خلال الايام الأخيرة وذلك بمناسبة صدور حكم قضائي آخر لصالح المخرج والمؤلف المنصف ذويب في خلافه مع الممثل الأمين النهدي حول حقوق تأليف مسرحية «في هاك السردوك نريّشو».. المنصف ذويب الذي بدا سعيدا بالحكم القضائي اختار وفي انتظار تنفيذ الحكم التوجه بمكتوب الى وزارة الثقافة والمحافظة على التراث يطالبها فيه بسحب تأشيرة العرض لهذه المسرحية محل الخلاف وذلك حتى يحول دون مواصلة عرضها واستغلالها «غير الشرعي» من طرف الخصم او الضد (الأمين النهدي). بين «نسمة» و«حنبعل» خلاف آخر طرفاه هذه المرة جهتان قائمتان على ادارة قناتين تلفزيتين خاصتين ونعني بهما قناة «حنبعل» وقناة «نسمة-تي-في».. اما الموضوع محل الخلاف فهو حقوق بث مختلف حلقات اجزاء المسلسل الدرامي السوري الشهير «باب الحارة».. فقناة «حنبعل» التي كانت السباقة على ما يبدو الى شراء حقوق بث أجزاء كبيرة من هذا المسلسل اعترضت على دخول قناة «نسمة-تي-في» على خط بث هذا المسلسل واعتبرت ذلك شكلا من أشكال «التعدي» على حقوقها قي هذا المجال في حين ردت قناة «نسمة-تي-في» على الادعاء بالقول بانها بدورها اقتنت حقوق بث كل حلقات الجزء الرابع الجديد من الجهة المالكة الاصلية المنتجة وبذلك تكون طريقة استغلالها لهذا المسلسل شرعية ولا غبار عليها. هذه بعض القضايا والخلافات التي طفت على ساحة المشهد الثقافي والاعلامي في بدايات هذه الصائفة وهي قضايا وخلافات مختلفة ومتنوعة.. اما «أبطالها» فهم ينتمون الى «قطاعات» مختلفة فنية موسيقية و مسرحية واعلامية.. فهل هي «قضايا» وخلافات عابرة سببها حرارة الطقس وقيظه هذه الأيام أم انها مسائل «جدية» و«محسوبة» و«مخطط» لها لاصحابها «مآرب» وحسابات من وراء اثارتها؟!