حادث مرور مريع جد عشية أمس قبل الساعة الخامسة في نقطة تقاطع السكة الحديدية بصيادة المحاذية لاعدادية المدينة وأسفر عن وفاة مواطن بكيفية فظيعة. بعد أن جره القطار القادم من المنستير المتوجه الى سوسة على مسافة تقارب الخمسين مترا اثر حصول الاصطدام في مقطع السكة المجهز بحاجزين الى جانب الأضواء. وعملية الجر حولت الضحية الى أشلاء تناثرت هنا وهناك وايضا تحت القطار والمشهد كان فظيعا الى أبعد الحدود، اذ أن أصحاب القلوب الصلبة هالهم ما كانوا بصدد معاينته. وقد حلت الشرطة المختصة في الأبحاث المرورية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بقصر هلال وفتحت تحقيقا حول ظروف وملابسات هذا الحادث الذي شد اليه الاهتمام وتحول موقعه الى جمع بشري كبير الى جانب ما أفرزه من اكتظاظ في حركة المرور باعتبار حساسية الموقع في الربط بين صيادةوقصر هلال. كما حضر فريق الحماية المدنية من مركز قصر هلال القريب من موقع الحادث وانجز مهمته وفق ما يقتضيه الوضع. أما عن الجوانب المحيطة بالحادث ومسبباته وفي انتظار ما سيفرزه التحقيق تشير المعطيات الاولية الى أن الضحية وهو ليس من أصيلي المدينة والتكهنات تعددت واختلفت حول مسقط رأسه، ويبدو أنه من المدن المجاورة وقد دفع بحياته ثمنا لعدم تطبيق القاعدة «قطار يخفي آخر» وهو ما حصل اذ أن القطار الذي كان متوجها الى المهدية والذي صدم الضحية قد سبقه قبل لحظات مرور القطار القادم من المهدية والمتوجه الى المنستير ومنها الى سوسة كما يشير البعض الآخر الى أن الضحية كان ممتطيا دراجة نارية مع احد الاصدقاء ولما فاجأه القطار حاول الفوز بنفسه لكنه لم يوفق في حين تمكن صاحب الدراجة من النجاة الى جانب دراجته والافلات وبالتالي اجتياز المغامرة بسلام، ولم تتوفر لدينا معطيات حول هويته. ومما يذكر أن نقطة تقاطع السكة هذه تعتبر رغم أنها مجهزة وهي من بين 53 نقطة بالجهة بين مجهزة واخرى تفتقر الى التجهيزات المرورية تحتل مرتبة هامة من جانب كثافة الحركة المرورية في مختلف الفصول وتحظى بالمراقبة الأمنية خلال السنة الدراسية بحكم وجودها بجانب مؤسسة تربوية تحتضن ما يناهز الألف تلميذ. ولولا ذلك لتعددت المخالفات ومن ورائها الحوادث القاتلة باعتبارها من النقاط السوداء التي تبقى في حاجة دائمة الى اليقظة الذاتية والمراقبة مع التثبت من قبل مستعملي الطريق بمختلف أصنافهم.