صفاقس الصباح: عندما نتحدث عن سامي الطرابلسي الذي نشأ وترعرع في سكك الحديد الصفاقسي وتعلم أصول الكرة وسجل اسمه بحروف من الذهب في تاريخ كرة القدم التونسية بفضل النادي الصفاقسي. تقفز إلى الأذهان صورة اللاعب الصامد على امتداد قرابة العقدين برصانة وأخلاق وروح رياضية وتألق مع النادي الصفاقسي في المغامرات الكروية العربية والإفريقية وفي منافسات كأس العالم. هذا الرجل خرج من الباب الكبير بهدوء من عالم ممارسة كرة القدم ليدخل غمار التدريب. وكان على قاب قوسين أو أدنى من الإشراف على حظوظ فريقه النادي الصفاقسي كمساعد أول للممرن عز الدين آيت جودي لكن تم التخلي عنه حتى لا نقول إبعاده. ولمعرفة حقيقة ما حدث والكشف عن عدة أسرار كروية، كان لنا هذا الحديث مع سامي الطرابلسي: س انتظرناك هذا الموسم كمساعد أول إلى جانب المدرب آيت جودي، لكن هذه الصفقة سقطت في الماء. هل لك أن توضح لنا ذلك؟ ج قبل كل شيء لا بدّ أن أوضح أمرًا هامًا هو أنه عندما أشرف المدرب الفرنسي روجي لومار على حظوظ المنتخب الوطني تم اقتراحي من طرف السيد حمودة بن عمار رئيس الجامعة وقتها حتى أكون مساعدًا للومار، ولم أكن أملك حينها الشهائد التي تخول لي ذلك إلا شهادة الدرجة الأولى في التدريب فلم يكتب لي ذلك، أما اليوم فإنني متحصل على الدرجة الثانية وقد تم هذا الموسم اقتراحي من طرف السيد المنصف السلامي رئيس النادي الصفاقسي بموافقة مساعده الأول السيد المنصف خماخم لكي أكون مساعدًا أول للمرن الجزائري عز الدين آيت جودي الذي رحب بي واحترمني كثيرًا، لكن مسؤولاً بارزًا بالنادي الصفاقسي أعرفه جيدًا تصدى لاضطلاعي بهذه الخطة وتشبث بإبعادي فانقطعت الاتصالات وبقيت بعيدًا عن التدريب لكن قريبًا من النادي الذي أكسبني المال والشهرة واحترام الجماهير في كل مكان، فالنادي الصفاقسي يبقى دائمًا شغلي الشاغل وفي سويداء القلب. س لكن رغم كل ذلك لم تقم بتحركات للبحث عن فرق أخرى تدربها، فهل أنت جاهز وتملك الإمكانيات التي تخول لك ذلك دون الحديث عن الشهائد لتفرض نفسك كممرن كما أكدت ذلك كلاعب في السابق؟ ج يعلم الجميع أنني رجل جدّي، كنت مواظبًا على مهمتي كلاعب خاصة في قيادة المنتخب الوطني والنادي الصفاقسي إذ أتميز بالانضباط والتركيز.. وأنا اليوم لست دخيلاً على كرة القدم، فسجلي الكروي يحمل الكثير من الخبرة والتجربة وتعلمت الكثير حتى أدخل ميدان التدريب من الباب الكبير. س هل لك أن تقدّم لنا مقارنة بين جيل الأمس الهاوي وجيل اليوم المحترف؟ ج المقارنة صعبة جدًا ولا تجوز، لأنني مثلاً عندما تحولت إلى النادي الصفاقسي سنة 1993 كانت في عهد سي عبد العزيز بن عبد اللّه، 800 ألف دينار، وكنا لا نناقش كثيرًا في مسألة المنح ولم تكن المصاريف ضخمة، أما اليوم فالسي.اس.اس تناهز ميزانيته حدود ال12 مليارًا والفريق يواجه مصاريفًا جمة، في حين أصبح اللاعب أكثر نضجًا تكتيكيًا رغم أن اللعب «على المريول» لا يهم جل العناصر حتى المتميزة منها، فالاحتراف عالم آخر تسوده العقود والالتزامات وانتظار الجرايات والتفكير في تغيير الأجواء والبحث عن الصفقات الهامة.. هذا على المستوى العام، أما على مستوى الفرديات، فلم يعد هناك النجم الكبير الذي يتحول الجمهور لمتابعته أو اللاعب المتميز الذي يقلب الأوضاع خلال اللقاءات، ففي جيلنا مثلاً لم يتوفر نجوم كبار بعد اسكندر السويح.. س غريب ما تقوله لأن الجميع يعرف علاقتك مع اسكندر السويح التي لم تكن على ما يرام، فعلاقتكما لم تكن علاقة ودّ كما نعلم فماذا تقول ؟ ج العلاقة فوق الميدان ورأيي فيه كنجم ممتاز يختلفان، فالعلاقات الشخصية تبقى دومًا شيئًا آخر. س لكن لماذا هذا التجني على جيل اليوم من النجوم الكبار؟ ج بصراحة نجوم اليوم يعدّون بأصابع اليد الواحدة، أذكر منهم أسامة الدراجي لاعب الترجي الرياضي الذي يعتبر في رأيي أفضل لاعب تونسي حاليًا، وهو قادر أن يصبح نجمًا عالميًا إذا ما تشبّع بالثقة في النفس والتواضع والحفاظ على عقلية احترافية كما هو اليوم. وكذلك الشأن بالنسبة إلى لاعب النادي الإفريقي يوسف المويهبي ثم يوسف المساكني لاعب الترجي، فهما ثنائي من ذهب بإمكانهما تطوير مواهبهما ليكونا خير دعم للكرة التونسية .س حكمك على النادي الصفاقسي حاليًا؟ ج رغم أن السي.اس.اس فريق رائع ويملك مواهب كبرى إلا أنه لا بدّ من مطالبة أبنائه بمزيد المواظبة على التمارين والحضور الذهني والبدني، ويبقى الانتصار على الترجي والإفريقي في العاصمة والنجم الساحلي في سوسة هو السبيل الوحيد لنيل البطولة.