تونس الصباح: ملف جديد وملفت للنظر ينكب على دراسته المركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية الراجع بالنظر الى وزارة التشغيل والادماج المهني للشباب.. ويتمثل الهدف منه في فتح الابواب امام الشغالين اصحاب الخبرة للحصول على معادلات للخبرات التي امتلكوها على مدى سنوات عملهم بالمؤسسات التي يشتغلون بها وذلك قصد تمكينهم من تحقيق الترقيات المهنية التي يحلمون بها.. وعلمت «الصباح» في هذا الصدد، ان المركز يتوق الى النسج على منوال المراكز المشابهة بالبلدان الاوروبية.. فهي تستقبل شغالين في مختلف المجالات وتخضعهم لاختبارات نظرية وتطبيقية وبمقتضاها، وفي صورة النجاح فيها تمنحهم شهادات معترف بها في الخبرة.. فعلى سبيل المثال.. يمكن للعامل الذي يشتغل منذ سنوات في مجال الكهرباء او الالكترونيك في مؤسسة ما.. والذي يقوم تقريبا بنفس العمل الذي يقوم به مهندس في مؤسسة شبيهة.. يمكن لهذا العامل ورغم انه لم يحصل على شهادات علمية في الهندسة وحتى على شهادة البكالوريا ان يشارك في اختبارات لتقييم الكفاءات واذا نجح فيها يحصل على شهادة في الغرض تمكنه من الحصول في مؤسسته على ترقية مهنية يتقاضى بمقتضاها مرتبا مساويا للمرتب الذي يتقاضاه المهندس.. وافادت مصادرنا بالمركز الوطني للتكوين المستمر والترقية المهنية ان هذا المشروع لو يقع تنفيذه سيفتح آفاقا رحبة للشغالين الراغبين في الحصول على ترقيات مهنية.. وبينت ان جل البلدان الاوروبية مكنت شغاليها من هذه الفرصة.. اجراء استثنائي ملف آخر شغل المهتمين بالترقيات المهنية خاصة بعد صدور القانون عدد 19 لسنة 2008 المؤرخ في 25 فيفري 2008 والمتعلق بالتعليم العالي.. اذ نص الفصل السادس منه على ما يلي «يخول الالتحاق بالتعليم العالي للمتحصلين على شهادة الباكالوريا او على شهادة اجنبية معترف بمعادلتها لها». فبعد هذا القانون لم يعد يستطيع الشغالون غير الحاصلين على شهادة الباكالوريا الالتحاق بدرجات الجامعة. وامام هذه المعضلة وفي انتظار تنظيم الباكالوريا المهنية التي سيشرع فيها بداية من السنة الدراسية القادمة.. وفي انتظار صدور النصوص المنظمة لهذه الشعبة.. وفي انتظار اتاحة المشاركة فيها للشغالين اصحاب الكفاءات الراغبين في الالتحاق بمدرجات الجامعة وخاصة المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية.. علمنا انه سيتم بصفة استثنائية خلال السنة التكوينية القادمة 2009 2010 تمكين الشغالين المتابعين لعروض التكوين المستمر في مستوى مؤهل التقني المهني والحاصلين على شهادات وهي شهادات معادلة اداريا للباكالوريا، من المرور الى المرحلة التكوينية، في مستوى مؤهل التقني السامي.. وعلى اثرها يحصلون على شهادة معادلة اداريا للشهادة التي يحصل عليها خريج معهد اعلى للدراسات التكنولوجية وبالاضافة الى هذا الاجراء الاستثنائي سيتواصل العمل لتوسيع دائرة الشغالين المنتفعين بمنظومة التكوين المستمر عن بعد او في اطار الدروس المسائية.. وفي هذا الاطار فقد اصبح بامكان ذوي مستوى الثالثة ثانوي المشاركة فيها.. ميل للتكوين عن بعد في تقييم لهذه الدروس افادت المصادر نفسها ان تجربة التكوين عن بعد اثبتت انها افضل من حيث النتائج من تجربة الدروس المسائية اذ ان نسبة مواظبة الشغالين على الدروس المسائية في حدود 60 بالمائة بينها في منظومة التكوين عن بعد نجدها في حدود 85 بالمائة.. كما ان نسبة النجاح في منظومة التكوين عن بعد كانت افضل مما هي عليه في منظومة الدروس المسائية.. اذ نجدها في حدود 85 بالمائة مقابل 60 بالمائة للدروس المسائية. وقال مصدرنا: «لقد بان بالكاشف ان التكوين عن بعد يستهوي الشغالين اكثر من متابعة دروس حضورية مسائية.. فهو يتماشى اكثر مع ظروفهم العائلية وحتى المهنية.. الامر الذي يستدعي من المركز السعي قدر الامكان لتطوير المحاصل البيداغوجية للتكوين عن بعد وهو امر ليس بالهين.. وفيما يتعلق بالعروض المتاحة للتكوين المستمر لفائدة الشغالين خلال السنة التكوينية القادمة 2009 2010.. فهي تختلف حسب المستويات فبالنسبة لذوي مستوى السنة الثالثة او الرابعة ثانوي او حاملي شهادة الكفاءة المهنية فان عروض التكوين المهني المستمر في مستوى مؤهل المهني تتمثل في (محاسب منشأة، وتجارة التوزيع وصيانة المعدات الميكرواعلامية والالكترونيك الصناعي) في مجال التكوين عن بعد وفي (تركيب وصيانة المعدات السمعية والبصرية الجماعية وصيانة الاجهزة الميكرو اعلامية ومناهج صناعة الملابس) في مجال الدروس المسائية. اما عروض التكوين المستمر لفائدة الشغالين حاملي الباكالوريا وفي مستوى مؤهل التقني السامي فهي تتمثل في شعب (التجارة الدولية، والمحاسبة المالية والآلية الاعلامية الصناعية) بالنسبة للتكوين عن بعد وفي شعب (المحاسبة، والمالية والتصرف في الصيانة الصناعية، والتصميم والابتكار في صناعة الملابس والاتصالات اختيار اعلامية والآلية والاعلامية الصناعية وصيانة، المعدات البيوطبية) بالنسبة للدروس المسائية.