اريانة الاسبوعي شهد حي التضامن غرب العاصمة يوم الاحد قبل الماضي جريمة قتل راح ضحيتها شاب في التاسعة والعشرين من العمر يدعى محمد علي عوايسي شهر محرز بعد تلقيه طعنة في القلب من طرف كهل فاق عمره الاربعين عاما. وذكرت معطيات اولية ان الجريمة جدت في حدود الساعة الرابعة من مساء يوم الاحد قبل الفارط عندما اقدم المظنون فيه على طعن الضحية في القلب طعنة واحدة كانت كافية لازهاق روحه على عين المكان وحال علمهم بالجريمة تحول اعوان الفرقة العدلية للحرس الوطني بالتضامن الى المقهى مسرح الجريمة وباشروا التحريات قبل رفع الجثة بحضور ممثل عن وكالة الجمهورية ونقلها الى مستشفى شارل نيكول لعرضها على ذمة الطب الشرعي وتحديد اسباب الوفاة. لحظة القبض على القاتل وبعد ان ادلى شهود عيان حضروا اطوار الجريمة بهوية القاتل تجند الاعوان وقاموا بتمشيط الحي بحثا عن المظنون فيه الذي القي عليه القبض في منزل والديه بعد اقل من ساعة من تنفيذه جريمته في حق ابن حيه. الترهيب.. القاتل وبنقله الى المقر الامني والتحري معه حول اسباب ارتكاب هذه الجريمة اعترف المشتبه به بما نسب اليه واضاف انه لم يكن يقصد قتل الشاب بقدر ما كان ينوي ترهيبه بطعنه بواسطة سكين اعترف بانها كظله ولا يتخلى عنها واردف انه كان يتوقع من الضحية ان يحاول التغطية على صدره فتستقر الطعنة في يده الا ان قوة الطعنة جعلت نصل السكين يستقر في قلبه ولم يجد الضحية الوقت لمحاولة رد الخطر ففارق الحياة على الفور. سجل حافل وافادت معطيات اضافية ان المظنون فيه من اصحاب السوابق العدلية في عقوق الوالدين والاعتداء بالعنف الخطير على الغير و«البراكاجات» والسلب تحت التهديد بسلاح ابيض ومحاولات القتل وآخرها عملية فقد فيها احد سكان حي التضامن ذراعه وقضى بسببها المتهم ثلاث عشرة سنة في السجن من اصل حكم استئنافي قضت فيه المحكمة بسجنه سبعة عشر عاما. آخر لحظات العمر وبتحولنا الى منزل عائلة الضحية بحي التضامن التقينا بشقيقه بشير عوايسي الذي اوضح ان «محرز» كان العائل الوحيد لوالدته المسنة (73 سنة) مضيفا ان الضحية عامل يومي كان يبحث عن قوته وقوت والدته بين حضائر البناء. وعن ملابسات الجريمة قال بأعين دامعة لم يكن محرز يعلم انه يعيش آخر لحظاته.. في حدود الساعة الرابعة الا الربع تناول الغداء مع الوالدة ثم خرج الى المقهى وحال وصوله اخذ قهوته وانطلق في ارتشافها على الكونتوار وهو يتجاذب اطراف الحديث مع احد العمال بالمقهى عندما جاء المظنون فيه ومر بالقرب منه وصدمه بكتفه فخاطبه اخي قائلا: «حل عينيك» ودون مقدمات اتجه نحوه المتهم واستل سكينا وطعنه طعنة واحدة في القلب اردته قتيلا على عين المكان» واكد بشير في ذات السباق ان شقيقه لا تجمعه اي علاقة بالمظنون فيه خصوصا وانه من اصحاب السوابق العدلية وقد غادر السجن منذ سنة واحدة. والدا القاتل يقدمان التعازي واضاف شقيق الضحية قائلا: «وكان والدا القاتل قدما الى منزلنا لتقديم التعازي وتحدثا الى جموع المعزين عن عقوق المظنون فيه وممارساته الخطيرة واعتداءاته المجانية عليهما.. ولانهما من ضحاياه استقبلناهما برحابة صدر ورباطة جأش» احتفالات رغم الاحزان وكان عدد من المواطنين من اصحاب المحلات بشارع 105 ونهج ابن خلدون بالتضامن اكدوا لنا استبشارهم بالقاء القبض على المظنون فيه الذي أرقهم طويلا اذ كان يرغمهم تحت التهديد على اعطائه الاموال التي يطلبها وخوفا من بطشه اصبحوا ينفذون طلباته قبل ان يأمرهم بذلك.. ورغم حزنهم بعد وفاة ابن حيهم محرز الا انهم اسرفوا في توزيع المشروبات والحلويات احتفالا بعودة «كعبورة» الى السجن.