الأسبوعي - القسم القضائي شيّع أهالي إحدى المناطق الشعبية بولاية منوبة خلال الاسبوع الفارط جثمان الشاب وجدي البكاري (21 سنة) الذي استهدف لجريمة قتل الى مثواه الأخير . هذه الجريمة صدمت الجميع بالجهة لما عرف به الضحية من طيبة قلب ودماثة أخلاق.. وهو ما اكتشفناه أثناء زيارتنا للعائلة المنكوبة منتصف الأسبوع.. أب سلواه في دموعه... أم جفّت عبراتها من كثرة البكاء.. إخوة مصدومون وأصدقاء في حيرة من أمرهم. هروب واستسلام في البداية نشير الى أن المشتبه به في الخامسة والعشرين من عمره وهو من ذوي السوابق العدلية وقد ألقي القبض عليه أثناء حملة أمنية لفائدة مصالح التجنيد ونقل الى احدى الثكنات ولكن بعد متابعته للتكوين الموجه للجنود طيلة ثلاثة أشهر فرّ ليظل محل تفتيش الى أن ارتكب هذه الجريمة وسلّم نفسه لأعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بمنوبة الذين تعهدوا بالبحث في ملابسات القضية بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن قاضي التحقيق بابتدائية الجهة. خلاف ومحاولة اعتداء وجاء في التفاصيل التي سردها لنا السيد كمال البكاري (والد الضحية) أن المتهم ليست له أية علاقة بوجدي ولكن في ساعة متأخرة من ليلة الواقعة وقعت مناوشة كلامية بينهما بسبب حالة السكر التي كان عليها القاتل وأيضا جراء الغضب الذي استبد به إثر خلاف عائلي. «لقد خرج المظنون فيه من منزل والديه يزمجر ويتلفظ ببذئ الكلام وصادف حينها تواجد ابني بالحي فطلب منه الكف عن التلفظ بفاحش الكلام ولامه عن صنيعه». يتابع محدثنا «هذا اللوم اعتبره المتهم تطاولا عليه وتدخلا في أموره الخاصة فاستل سكينا وحاول طعن وجدي ولكن ابني الأكبر تدخل في الوقت المناسب وسارع الى افتكاك السكين وفضّ النزاع وظن الجميع أن الخلاف حسم بطريقة ودية ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان». طعنة في البطن عن التطورات التي اعقبت حسم الخلاف قال محدثنا: «عاد ابني الاكبر الى البيت فيما ظلّ الاصغر (تلميذ بالسنة الرابعة ثانوي(باكالوريا) على بعد أمتار من منزلنا وفي المقابل تظاهر المظنون فيه بالعودة الى محل سكنى والديه غير أنه سرعان ما عاد الى موطن الواقعة متسلحا بسكين كبيرة الحجم وطعن ابني في بطنه غدرا». وفاة «تفطنا للصراخ خارج البيت وبخروجنا الى الحي لاستجلاء الحقيقة عثرنا على وجدي طريح الأرض والدماء تنزف من بطنه». يتابع الأب الملتاع - فسارعنا بنقله على جناح السرعة الى مستشفى القصاب وكان واعيا بما يدور من حوله وطمأننا على حالته الصحية بالقول :« لاباس..لاباس».. ولكن فجأة تعكرت حالته الصحية بعد أن اكتشف الاطار الطبي إصابته بنزيف دموي فتم نقله الى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة حيث أغمي عليه قبل أن يفارق الحياة أثناء إجراء عملية جراحية عليه». إحالة هنا صمت محدثنا..وانتهت الكلمات ليواصل شقيق الهالك الحديث فقال: «لقد كان أخي بصدد الاستعداد للمشاركة في المناظرات الوطنية في رحلة البحث عن موطن شغل ولكن شاءت الأقدار أن يتعرض للطعن والقتل». يذكر أن أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بمنوبة أحالوا نهاية الأسبوع الفارط المظنون فيه بحالة احتفاظ على قلم التحقيق لمواصلة التحريات. صابر المكشر