كانت حقا أصعب حصة أقدّمها في حياتي ...تلك الحصة من المسامح كريم! امتزجت فيها الدموع بالدماء...اليأس بالأمل... القبول والرفض وأخيرا وفي لقطة لم تحدث إطلاقا على شاشات التلفزيون سواء في تونس أو خارجها: زوج قاتل يموه على الرأي العام ويتوجه بنداء إلى زوجته يطلب منها العودة إلى بيتها وأولادها وهو في الحقيقة الذي قتلها ودفنها في فناء منزله قبل ثمانية أشهر!!! كانت أصعب وأقسى وأمرّ حصة قدمتها ومازلت أتذكر كل تفاصيلها والأهم مازلت أتذكر صورا جدت في الكواليس لم يرها المشاهد لكن دلالاتها كبيرة ومهمّة وذات معان... ....كيف وصل زوج المفقودة سنية إلى منزلي؟ هذا هو السؤال الذي واجهني به عديد المشاهدين بعد ان رأوه (لحما ودما) على قناة حنبعل... ولعلني لا أكون أمينا وصادقا حين أعترف أننا لم نوجه الدعوة للزوج في بادئ الأمر... بل قمنا باستدعاء أم سنية وابنتها هدى في نطاق بند ومحور مهيمن في المسامح كريم وهو: البحث عن الحقيقة... حيث مطلوب من الضيف ان يسرد الوقائع ثم يوجه نداء إلى من يهمه الأمر... وهذا ماحدث بالفعل مع قضية سنية ومن هنا ابتدأت القصة أو الحكاية في المسامح كريم.... قدمنا حالة المفقودة سنية بحضور الأم وابنتها وضيف آخر كان إلى جانب العائلة في محنتها ... في حصة لفتت انتباه الناس وظلت لأيام حديث المقاهي ومقرات العمل (زعمة صحيح كلام الأم وقتلها راجلها!)... لا أحد كان يتصور بمن فيهم أنا وهالة الذوادي والمخرج رشاد بو بكري - ان يكون زوج سنية المتهم من قبل العائلة ضيفا على المسامح كريم في الأسبوع الموالي ولكن ذاك ما حدث بالفعل... وقبل ذلك كيف التقيته أمام منزلي ينتظرني في ساعة متأخرة من الليل دون ان أوجه له الدعوة ودون سابق معرفة.... الإجابة في العدد المقبل (ما تغيروش المحطة... عفوا... الجريدة)! علمتني الصحافة علمتني الصحافة ان أنقد وإن أقول كلمة الحق مهما كان ثمنها.. ولكنها أيضا علمتني ان أشكر كل من يجتهد ويقدم عملا ناجحا... ومن هنا... أريد أن أشكر كل الفريق العامل في برنامج بلا مجاملة على اجتهاده وبحثّه، أشكر وليد الزراع على إلمامه بالمواضيع ولطفي العماري على صراحته وشيراز بن غالي على تشجيعه للفنان التونسي وصابر على توازن أرائه ومواقفه وهالة الذوادي على مشاكساتها. برقيات.... إلى عادل بوهلال: عودتك «لبالمكشوف» شهادة بأنك ناجح إلى أحمد المغيربي: برافو... إلى قراء الأسبوعي: كل اثنين موعد رائع معكم إلى إمرأة... أحببتها ومازلت أحبّها...!