منها الأولوية.. 8 عادات تميز المرأة القوية عقلياً ونفسياً    هذا آخر ما قالته "الاستغراموز" فرح بالقاضي قبل وفاتها..    اليوم وغدا: إضراب عمال المخابز المدعمة بهذه الجهة    مقتل 10 مهاجرين بعد غرق قارب في البحر المتوسط    شهداء ومصابون إثر قصف الاحتلال الصهيوني لمخيم "النصيرات" وسط قطاع غزة..#خبر_عاجل    عاجل/ وفاة 11 مهاجرا وفقدان نحو 60 آخرين بعد غرق قاربين قبالة السواحل الإيطالية..    الاتحاد الفرنسي: مبابي يعاني من كسر في أنفه وسيرتدي قناعا    الجامعة التونسية لكرة القدم تحدد يومي 17 اوت موعدا لانطلاق الموسم الرياضي 2024-2025    تونس : أنس جابر تغيب عن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024    ملعب الشاذلي زويتن و أولمبي سوسة يحتضنان باراج الرابطة الأولى    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    اليوم..الحرارة تصل إلى 45 درجة    وزير الشّؤون الدّينية يتفقّد أحوال الحجيج بمخيّمات المشاعر المقدّسة    علقوا مقلوبين بالهواء: لحظات تحبس الأنفاس بمدينة ملاهٍ أردنية    اليابان: تصاعد الدخان من محطة فوكوشيما النووية    طقس الثلاثاء: درجات الحرارة تتراوح بين 34 و45 درجة مع ظهور الشهيلي    حقيقة وفاة الداعية المصري الشهير عمر عبد الكافي    جندوبة: اندلاع حريق في ضيعة فلاحية    المتلوي ...تلاميذ مركز التربية المختصة للقاصرين ذهنيا يحتفل باختتام السنة الدراسية    صمود المقاومة يعمّق أزمة الاحتلال...حل مجلس الحرب الصهيوني    قرقنة .. وفاة حاج من منطقة العطايا بالبقاع المقدّسة    خصائص المدرسة الناجحة ...أثر تربية المرأة في تحقيق التنمية الشاملة    إحباط 59 محاولة اجتياز للحدود البحرية وانتشال جثتين    فظيع/ هلاك طفل داخل خزان مائي بهذه المنطقة..    عدنان الشواشي : المنوّعات صنعت في وقت قياسيّ وغفلة ذوقيّة فيالق من أشباه "النّجوم" و"النّجيمات"    بمناسبة انتهاء عطلة العيد: وزارة الداخلية تصدر هذا البلاغ المروري    مدخرات تونس من العملة الصعبة تقدر ب107 ايام توريد منتصف جوان 2024    المرصد الوطني للفلاحة: نسبة امتلاء السدود لم تتجاوز 31،5 بالمائة    الفيلم التونسي "المابين" يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان جنيف الدولي للأفلام الشرقية    بعد افتتاح سفارات اوكرانية في افريقيا: الرئيس الايفواري يحضر قمة السلام في سويسرا    وفاة الأنستغراموز فرح القاضي    المغزاوي يحط الرحال في الوطني السعودي    مرام بن عزيزة تكشف أسباب وفاة فرح بالقاضي    يورو 2024.. رومانيا تكتسح اكرانيا بثلاثية    أرينا سبالينكا تَغِيبُ في أولمبياد باريس    نصائح وتوصيات وزارة الصحة لمجابهة موجة الحرارة    إستخدام الأواني المصنوعة من مادة البلاستيك يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة    الهيئة الوطنية للمحامين تنعى المحامي الدواس الذي وافته المنية في البقاع المقدسة    بداية من الغد: تحذير من ارتفاع درجات الحرارة    سليانة.. تقدم موسم الحصاد بنسبة 45 بالمائة    القيروان : زوج يقتل زوجته بطريقة وحشية بعد ملاحقتها في الطريق العام    تنس – انس جابر تحافظ على مركزها العاشر عالميا وتواجه الصينية وانغ في مستهل مشوارها ببطولة برلين    حجاج بيت الله الحرام يستقبلون أول أيام التشريق    تراجع الإنتاج الوطني للنفط الخام في أفريل بنسبة 13 بالمائة    الإنتاج الوطني للنفط الخام يتراجع في شهر افريل بنسبة 13 بالمائة (المرصد الوطني للطاقة والمناجم)    في ظل انتشار التسممات الغذائية في فصل الصيف، مختصة في التغذية تدعو الى اعتماد سلوك غذائي سليم    بن عروس/ 18 اتصالا حول وضعيات صحية للأضاحي في أوّل أيّام عيد الأضحى..    في أول أيام عيد الأضحى.. الحجاج يؤدون آخر مناسك الحج    47 درجة مئوية في الظل.. الأرصاد السعودية تسجل أعلى درجة حرارة بالمشاعر المقدسة    صفاقس : "البازين بالقلاية".. عادة غذائية مقدسة غير أنها مهددة بالإندثار والعلم ينصح بتفاديها لما تسببه من أضرار صحية.    العلاقات الاندونيسية التونسية جسر تواصل من اجل ثقافة هادفة، محور ندوة بتونس العاصمة    إخصائية في التغذية: لا ضرر من استهلاك ماء الحنفية..    وزارة الصحة السعودية تصدر بيانا تحذيريا لضيوف الرحمان    أطباء يحذرون من حقن خسارة الوزن    «لارتيستو»: الفنان محمد السياري ل«الشروق»: الممثل في تونس يعاني ماديا... !    الدورة الخامسة من مهرجان عمان السينمائي الدولي : مشاركة أربعة أفلام تونسية منها ثلاثة في المسابقة الرسمية    "عالم العجائب" للفنان التشكيلي حمدة السعيدي : غوص في عالم يمزج بين الواقع والخيال    تعيين ربيعة بالفقيرة مكلّفة بتسيير وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسنّون يعانون العزلة... ومشروع المرافقة الصحية في الطريق
يهم مليون شخص
نشر في الصباح يوم 13 - 08 - 2009


تونس - الصّباح
كانت درجة الحرارة في احدى عربات المترو الخفيف مرتفعة جدا.. وكانت احدى الراكبات تئن بصوت مسموع جلب اليها انظار جميع من كان على مقربة منها.. امرأة مسنة قد تكون جاوزت العقد السابع من العمر.. تتصبب عرقا.. وبدا عليها الشحوب والتعب وتضوعت منها روائح أعشاب طبية بعضها واخز للأنوف.
سألها أحدهم وهو ينهض من مقعده لتجلس مكانه عن وجهتها، فقالت له انها مريضة، وستذهب الى المستشفى لعيادة الطبيب، واستفسرها آخر: «هل لك من مرافق؟» فأجاب بالنفي.. وصمتت قليلا وأضافت: «كل فول لاهي في نوّارو» فرمقها الجميع بنظرات الشفقة.. ثم صمتت مرة اخرى.. ولكنها سرعان ما استأنفت الأنين الذي يقطعه بين الحين والآخر سعال حاد يكاد يقطع أنفاسها..
توقف المترو الخفيف في المحطة الموالية.. فصعد مسن آخر وكانت يداه ترتعشان.. وبالكاد استطاعتا المسك بعصا خشبية وبكيس صيدلي احتوى على اصناف مختلفة من الادوية التي اقتناها في التوّ من احدى الصيدليات الملاصقة للمحطة.. وكان هو ايضا وحيدا لا رفيق له في رحلة محفوفة بالمخاطر بين الصيدلية والبيت.
هذا المشهد اصبح يتكرر باستمرار.. ومع ارتفاع عدد المسنين في تونس الذي يناهز المليون اصبح من المألوف مشاهدة مسنين جاوزوا العقد السابع وحتى الثامن من العمر وهم يتنقلون في الحافلات وعربات المترو الخفيف والقطارات بمفردهم ودون مرافق قاصدين المؤسسات الصحية للتداوي.. وتراهم يتكبدون بعد ذلك مشقة الوقوف في طوابير طويلة من المرضى خلف شبابيك التسجيل في انتظار الظفر بالخدمات الصحية التي يبتغون.. وبعد ذلك يعاودون الرحلة في وسائل النقل العمومي التي تقلهم الى مقرات سكناهم.. وأمام تزايد التزامات ذويهم.. مهنية كانت أو عائلية.. لم يعد من خيار أمام «السواد الأعظم» من المسنين سوى التعويل على أنفسهم والذهاب بمفردهم الى المؤسسات الصحية للتداوي، وان لم يستطيعوا ذلك اصبح بامكانهم الاستفادة من خدمات بعض الشركات الخاصة.
ولكن لئن قربت بعض الشركات الخاصة الخدمات من بعض المسنين ووفرت لهم من يرعاهم ويهتم بهم ويسهر على راحتهم مقابل معلوم يصل الى 300دينار شهريا.. فان جل المسنين في تونس يعانون يوميا من صعوبات النفاذ الى الخدمات الصحية.. وهم ينتظرون بفارغ الصبر الشروع في تنفيذ البرنامج الذي وعدت وزارة الصحة العمومية منذ اكثر من سنتين بتنفيذه والرامي الى تقديم الخدمات الصحية للمسنين في منازلهم.
حلول في الطريق
يدفع مشهد المسنة وهي تتألم في عربات المترو الخفيف.. والمسن وهو يرتعش الى طرح السؤال: الى أين وصل هذا البرنامج الذي ينتظره قرابة المليون مسن في تونس..؟ وذلك اذا اعتبرنا ان نسبة المسنين هي الآن في حدود 10 بالمائة.. عن هذا السؤال أجابت مصادر مطلعة بالمعهد الوطني للصحة العمومية.
وأفاد الدكتور سعيد الحجام انه بالفعل يوجد مشروع على طاولة الدرس وهو يرمي الى تقريب الخدمات الصحية من المسنين وتقديمها لهم في منازلهم.. وبين ان هناك عديد المحاولات التي تم القيام بها للسير قدما في تنفيذه وذكر ان هذه المهمة لا يقوم بها المعهد الوطني للصحة العمومية فحسب بل تشاركه فيه عديد الاطراف الاخرى خاصة الجمعيات وشركات الخدمات. وأشار الدكتور الحجام الى ان البرنامج يشجع على علاج المسن في المنزل وهو يرى انه امر ليس بالهين بل يجب ان يحظى بالاهتمام اللازم والجدية المطلوبة لانه ليس من السهل تقديم الخدمات الصحية للمريض في بيته خاصة اذا كان مسنا وطريح الفراش.. وذكر ان العديد من الجمعيات التي تهتم بالمسنين شرعت في تقديم الخدمات الصحية للمسنين في ديارهم خاصة منهم ذوي الاعاقات او فاقدي السند العائلي.
وساطة
وبالاضافة الى ذلك توجد شركات خدمات مستقلة اي خاصة تشتغل في مجال الوساطة بين مقدمي الخدمات الصحية وخاصة مساعدي الممرضين.. وبين المسنين.
وبالاتصال بعدد من شركات الخدمات، يمكن الاشارة الى أنها توفر فعلا مساعدات ممرضات للعائلات التي تكفل مسنين.. وانها تلعب دور الوسيط ليس الا.. فهي لا تشترط سعرا معينا على عائلة المسن.. ولا تشترط في مقدمة الخدمات الحصول على شهادة علمية في التمريض أو المساعدة على التمريض.. اذ يحدث ان تكتفي عائلة المسن بانتداب معينة منزلية تقوم في نفس الوقت بالاعمال المنزلية وبرعاية المسن وتمكينه من الادوية التي يصفها له الطبيب.. وتتراوح الاسعار المتداولة لرعاية المسنين في المنزل بين 150 دينارا و350 دينارا شهريا. وذكر الدكتور حجام ان هناك برنامجا وطنيا لصحة المسنين يرمي الى رعاية المسن. وذكر ان موضوع الاهتمام بصحة المسنين يجب ان يحظى بالاولوية نظرا لارتفاع عدد المسنين في تونس من سنة الى أخرى الأمر الذي يقتضي ارساء منظومة تهتم بعلاج المسنين في منازلهم.
برنامج وطني لصحة المسنين
وتفيد معطيات ادارة الرعاية الصحية الأساسية ان المرحلة القادمة ستتسم بزيادة في عدد المسنين وفي الامراض المرتبطة بالسن.. وفي هذا الاطار يرمي البرنامج الوطني لصحة المسنين الى الكشف المبكر عن الامراض الاكثر تواجدا لدى المسنين ومتابعتها وذلك اضافة الى تحسين نوعية حياتهم والرفع من مؤمل الحياة لديهم دون اعاقة مع المحافظة على استقلاليتهم أطول مدة ممكنة وذلك بحثهم على اتباع نمط عيش سليم والقيام بنشاط بدني متواصل وتناول تغذية صحية والابتعاد عن التدخين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.