تونس - الصباح اتهمت الفنانة وردة قناة حنّبعل بتجاوزها الوقت القانوني المحدّد لعرض مقتطفات من الحفل الذي أحيته على ركح مسرح قرطاج الدولي في سهرة 28 جويلية المنقضي ولم تكتف بالاحتجاج بل بعثت بعدل منفّذ إلى مقر القناة مطالبة بتعويض قدره 150 ألف دينار نظير الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بها على حدّ قولها. ''الصباح'' اتصلت بقناة حنّبعل لاستجلاء موقفها من إدّعاء السيدة وردة فجاء الرد الأول على لسان السيدة نجوى الرحوي التي تشغل منصب مدير مساعد بالقناة حيث قالت: ''نفّذت قناة حنّبعل رسالتها الإعلامية حسب ما يقتضيه القانون ولم تتجاوزه في شيء واستقبلت الفنانة الكبيرة في المطار وأجرت معها لقاء ولم يمنعنا أي طرف من آداء مهمّتنا لكن أن تظهر فيما بعد حكاية إخلالنا - كما ادعت الأطراف الموكّلة من قبل السيدة وردة - بعقد الاحتكار الذي يربطها بشركة روتانا فهنا لا بدّ من تذكير الفنانة صاحبة الدعوى أن لا دخل لنا في الموضوع إذ كان عليها إشعار إدارة مهرجان قرطاج بالأمر وإبلاغها بمنع وسائل الإعلام وخاصة منها المرئية والمسموعة من نقل وقائع من الحفل لتتخذ الإدارة كل الإجراءات وقد حصل هذا فعلا في إحدى سهرات مهرجان الحمامات حيث إلتزاما بما حدّده أحد الفنانين لم يسمح مدير المهرجان وكامل الفريق العامل معه لأي كاميرا أو مصدح بالدخول لكنّنا نحن وفي حفل وردة لم يمنعنا أحد من العمل وكانت كاميراهاتنا وعددها ثلاثة تدور أمام مرأى ومسمع من الجميع بما في ذلك إدارة المهرجان زد على ذلك أننا لم نعرض حفل وردة كما أشيع وإنما مقتطفات منه'' وتضيف المسؤولة: ''يبدو أن الفنانة وردة وبعد إطلاعها على الريبورتاج الذي عرضته قناة حنّبعل بعد حفلها في قرطاج لم ترق لها تلك الحقائق التي كشفتها القناة في كواليس الحفل لذلك افتعلت هذه الأزمة غير المبررة'' لا حق لوردة عند ''حنّبعل'' الطرف الثاني الذي أجاب ''الصباح'' عن الأزمة بين وردة وحنّبعل هو المحامي وليد الزراع مقدّم برنامج ''بلا مجاملة'' بالقناة والذي تناول المسألة من جانبها القانوني فقال: ''المحضر الذي أرسل إلى قناة حنّبعل يعد من الناحية القانونية باطلا شكلا ومضمونا... على مستوى الشكل هو لاغي المفعول لغياب بل لانعدام التنصيصات الوجوبية التي فرضها المشرّع التونسي أما من ناحية المضمون فالفنانة لا تملك السلطة لإرسال عدل منفّذ لمنع بث مقتطفات من العرض لأن الحفل لم يكن خاصا ولم تنظمه جهة أو شركة خاصة بل قدّم في إطار مهرجان وطني هو مهرجان قرطاج وبإشراف من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ودخول فريق قناة حنبعل إلى عرض السيدة وردة تمّ بإذن كتابي ومباشر من إدارة المهرجان ووزارة الثقافة التي سلّمت بطاقات دخول للفريق الصحفي والتقني لقناة حنبعل فلا يمكن حينئذ الحديث عن منع للتصوير طالما لم يصدر قرار المنع من إحدى الجهتين المذكورتين. في المحضر تقول السيدة وردة أنها تضرّرت ماديا ومعنويا وفي هذه الحالة عليها أن تثبت ماهية ونوعية الضرر وما هو الخطأ الذي صدر عن ''حنبعل'' والعلاقة السببية بين الخطإ والضرر حتى يمكن الحديث عن ضرر يستوجب التعويض قانونا''. وعن موضوع تجاوز الوقت القانوني المسموح به في بث السهرات أجاب الأستاذ الزراع: ''حنّبعل لم تقم بتسجيل كامل الحفل وإنما سجلت مقتطفات ولقاءات مع صحفيين وجمهور كما أنها لم تقم بترويجه عبر أقراص ممغنطة أو تحت أية وسيلة أخرى وقد كان يمكن القول أن حنبعل مسؤولة مدنيا إذا بادرت إدارة المهرجان وهي الجهة الوحيدة المؤهلة لمنعنا أو تمكيننا من التصوير بإيفاد عدل منفذ أو أي وسيلة تترك أثرا كتابيا لإدارة القناة قبل الحفل تلزمنا بعدم التصوير لكن هذا لم يحدث على أرض الواقع إذن هي علاقة مباشرة وثنائية بين إدارة المهرجان وقناة حنبعل ولا دخل للفنانة وردة الجزائرية فهي تعتبر من المنظور القانوني ''غير''. ويختم محدّثنا بالقول: ''إن المتتبع لما بثته قناة حنبعل يؤكد مدى احترامنا كقناة لتاريخ السيدة وردة ولئن بادرت هي بإيفاد عدل منفّذ فنحن نوجه لها ألف وردة وقبلة على الجبين''.