تونس الصباح انطلاقا من يوم 28 اوت الجاري تعيش تونس العاصمة من المدينة العتيقة مرورا بابوابها وصولا الى الاحياء المحيطة بها والشوارع الكبرى والساحات العامة على وقع «ليالي رمضان» التونسية. هذه الليالي التي اصبحت جزء من حياة سكان العاصمة واحيائها التي تتصف بالكثافة السكانية اتخذت وجهة ثقافية تتضمن فرجة موسيقية شبابية ومسرحية وسينمائية ما فتئت تتحسن وتتطور. وفي اطار هذا التجديد، يتنزل تنظيم مهرجان العود في دورته الاولى الذي ستشهد فعالياته دار الثقافة ابن رشيق وستقتصر كل السهرات على العزف المنفرد على العود. من بين العازفين الذين تأكد حضورهم في مهرجان العود في دورته الاولى الفنان «الملتزم» الهادي قلة الذي بدأ مسيرته الفنية في العزف والغناء والتلحين في السبعينات وسبق له ان وقف سنة 1977 على ركح مسرح قرطاج الاثري في عرض مشترك مع الشاعرين الراحلين محمود درويش ونزار قباني. ومن الاسماء الاخرى التي ستشارك في الدورة الاولى لمهرجان العود العازف مراد الصقلي صاحب عرض «القيروان الخالدة» الذي عرض في مارس الماضي بمناسبة الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية والذي استعمل لاول مرة تقنيات الاضاءة والصورة والفيديو. وستحتضن دار الثقافة ابن خلدون جزءا هاما من فعاليات مهرجان «ليالي رمضان» اذ تتواصل بين اروقتها الاستشارة الوطنية للكتاب في جلسات ليلية يفصل بينها الموعد السنوي «ليلة الدراما التونسية». وهي مناسبة لتوضيح الاشكاليات والمسائل المتصلة بما قدم من انتاج درامي على قناتي 7 و21 وشد الانتباه واسال الحبر. ولعل الامر يتطور الى ما احسن بدخول قناة نسمة للمنافسة في مجال عرض المسلسلات. كما انه من المنتظر ان يتضمن هذا الموعد تقييما لتجربة دخول المنتجين الخواص للدراما هذه التجربة التي دخلتها التلفزة في رمضان 2008 ب«ولد الطليانة» و«قهيوة عربي» و«اعطيني وذنك» ومسلسل «مكتوب» وارادت منها التشجيع والتحفيز على الانتاج الخاصة للدراما ومزيد توفير فرص الظهور للمثلين ولتخفيف العبء بصفة عامة على القطاع العمومي خلال مهرجان «ليالي رمضان» ودائما في دار الثقافة ابن خلدون سيقع تنظيم ندوة فكرية حول حصاد السينما التونسية لسنة ..2009 وسهرة يلتقي خلالها الشعراء ليتنافذوا ويقرؤا اشعارهم وقد اصبحت هذه السهرة تقليدا ووصلت الى سنتها الثالثة. مائوية وذكريات وستشهد دار الجمعيات بالعاشورية تنظيم ليلة للسينما التونسية تعرض خلالها افلام قصيرة حصلت على عديد الجوائز في مهرجان قليبية لسينما الهواة. ولن يغيب النادي الثقافي الطاهر الحداد عن هذه الاحتفالات وقد اخذ حظه منها اذ ستنظم داخله جلسات ادبية تتنزل في اطار الاحتفال بمائوية علي الدوعاجي وتتم هذه الجلسات بالتداول مع سهرات اخرى فكرية سيشرف على تنظيمها وتنشيطها الاعلامي حاتم بوريال وسيستقبل لاحيائها شخصيات ادبية وفكرية وفنية كعبد المجيد الساحلي وخير الدين العناجي ومحمد ادريس ومحسن بن نفيسة وغيرهم. هذا اضافة الى السهرات التي ستحييها اكاديمية قرطاج للفنون والتي ستعرض خلالها آخر انتاجات وابداعات المنتمين لها. «فداوي» ومالوف ولان ظاهرة الفداوي عادت وبقوة «لتحفّل» سهرات رمضان تماما كما كانت العادة قبل ظهور الراديو والتلفزة، فقد اصبحت عروض الفداوي تبرمج خلال سهرات «ليالي رمضان» وسيتمكن رواد دار الثقافة بحي الزهور من متابعة البعض منها بالتداول مع مجموعة عروض للمالوف سيؤمنها طلبة المعهد العالي للموسيقى. وباعتبار ان شعار «ليالي رمضان» مفتوح للعموم وفي اطار عمل المندوبية الجهوية للثقافة مع ولاية تونس وتحت اشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث على تنشيط الاحياء ذات الكثافة السكانية والخصوصية فان باب سويقة وباب العسل وشارع الحبيب بورقيبة والشوارع والساحات العامة بالضاحية الشمالية وباحياء الكبارية والعمران الاعلى وسيدي حسين وجبل الجلود ستشهد جملة من العروض الموسيقية الشبابية سيتم تنظيمها بالتنسيق مع الفضاءات التي ستحتضن فعاليات مهرجان المدينة. اما بالنسبة لهذا المهرجان الهام، فقد علمت الصباح انه سيتضمن على عدة عروض فنية محلية واجنبية ستتوزع على البعض من دور العرض والفضاءات المفتوحة باعتبار ارتفاع درجات الحرارة في ليالي رمضان لهذه السنة. وقد يقدم البعض من هذه العروض في قصر العبدلية بالمرسى اذا تم الالتزام بما تم الاعلان عنه عندما تم تمكين مهرجان العبدلية وفي اطار فصله عن مهرجان قرطاج الدولي من هيئة مديرة واستقلال مالي. كل سهرات مهرجان المدينة ستحيي البعض منها هذه السنة كل من الفنانة المغربية عائشة رضوان والممثل صاحب الوان مان شو «ميد اين تونيزيا» لطفي العبدلي والفنانة سيرين بن موسى ونجاة عطية ونور مهنى وسيكون فيها للجاز نصيب سيؤمنه عياض الياس لحين نطلع على البرنامج كاملا بتفاصيله وخلفياته.