تونس الصباح للعديد من الفنانين والمطربين في تونس والعالم العربي «طقوسهم» الخاصة في رمضان... فمنهم من يختار الركون إلى الراحة والإبتعاد عن أي نشاط ومنهم من «يحول» وجهة نشاطه الفني من «العاطفيات» الى «الروحانيات» فيصبح بين وعشية وضحاها مختصا في أداء الأغاني الدينية والإبتهالات... وإذ يبقى لكل فنان وفنانة كامل الحق ومطلق الحرية في أن «يكيف» نشاطه وطبيعة حضوره على الساحة الفنية بحسب «الصيغة» و «الصورة» التي يراها مناسبة سواء في شهر رمضان المبارك أو في غيره من الشهور فإن محاولة الوقوف على بعض «الدوافع» و «الأسباب» التي تقف ربما وراء مثل هذا «التحول» الرمضاني في طبيعة الاختيارات الفنية لدى بعض الفنانين قد تكشف لنا عن جوانب ذاتية «طريفة» من شخصياتهم وميولاتهم و «تصوراتهم»... شيرين تؤذن للصلاة! ففي مصر مثلا يطرق عديد الفنانين والفنانات أبوابا جديدة ويعتلون «منابر» مختلفة في رمضان من كل عام إما من أجل تقديم انتاج غنائي وفني «مختلف» أو من أجل ربما «تصحيح» الصورة المرسومة في مخيلة ووجدان الجمهور العريض عنهم... فبعض الأسماء الفنية ممن اشتهرت وعرفت مثلا بأنها من «وجوه» الإثارة حدثا وصورة كما تعكسها كليبات الأغنية العاطفية يمكن أن تفاجئك بأنها تمتلك جانبا آخر مختلفا من الانتاجات لا يمكن أن تقترحه إلا في الشهر الكريم.. فهذه الفنانة شيرين عبد الوهاب مثلا قد انتهت لتوها من تسجيل مجموعة أدعية دينية بصوتها تشتمل من بين ما تشتمل على مقاطع من الأذان للصلاة من المنتظر أن يبثها التلفزيون المصري خلال شهر رمضان في فترة ماقبل الإفطار... وهذه المطربة أنغام قد انتهت بدورها من تصوير أغنية دينية بعنوان «والله حلوة» وكذلك عددا من الأدعية لتذاع في محطات اذاعية وقنوات تلفزية مصرية مختلفة خلال رمضان... علما بأن عديد الأسماء الفنية الأخرى ممن لا تعتبر «دخيلة» على الأغنية الدينية وتقديم الابتهالات ستكون حاضرة بقوة على امتداد أيام وليالي شهر رمضان المعظم مثل المطرب محمد منير الذي أكمل تسجيل ثلاثين دعاء دينيا بصوته ستذاع على مدى الشهر وكذلك المطرب ايمان البحر درويش الذي سجل اغنية دينية بعنوان «شهر الغفران» لحنها بنفسه أما كلماتها فهي من وضع الشاعر الغنائي المصري عوض بدوي... الطريف أن البعض من هؤلاء الفنانين تجدهم غالبا شديدي الحرص على تسجيل الحضور بأغان وابتهالات دينية على امتداد الشهر الكريم من كل عام إما من أجل التنويع و«تصحيح» الصورة الشخصية نسبيا بدليل أنهم يقدمون انتاجاتهم الدينية هذه مجانا لمختلف المحطات الاذاعية والقنوات التلفزيونية أو كذلك بدافع ايماني ديني... فالبعض منهم يعتبر أن «تبرعه» بمثل هذه الأدعية والأغاني الدينية للاذاعات والقنوات التلفزيونية في رمضان هو نوع من أنواع «الزكاة» على أموالهم!!! وهذه «مسألة» لا يمكن أن يخوض فيها إلا فقيه أو مجتهد رغم أنها في النهاية «دعاية مجانية». وتونسيا... أيضا الظاهرة موجودة أيضا على الساحة الفنية في تونس... فعديد الأسماء من بين فنانينا وفناناتنا أصبحوا يتوجهون في رمضان نحو «الروحانيات» فيقولون ولو مؤقتا وداعا «للأغنية العاطفية» وأهلا « للأغنية الدينية والابتهالات»... كما هو الشأن على الساحة الفنية المصرية فإن من بين فنانينا من هو «طارئ» حتى لا نقول «دخيل» على خط الأغنية الدينية والإبتهالات ومنهم من هو «متمرس» ومعروف ب «توجهاته» في هذا المجال... فإذا ما استثنينا مثلا الفنان الشعبي الشهير فوزي بن قمرة الذي سطع نجمه في سماء الأغنية الشعبية وذلك قبل أن يفاجئ جمهوره ومحبيه بقرار اعتزاله الغناء والانقطاع للعبادة والدعوة... والذي يشاع أنه سيعود قريبا للساحة الفنية بانتاجات غنائية دينية فإن عديد الأسماء الأخرى قد عودت بدورها الجمهور التونسي بحضورها النوعي في شهر رمضان... فالفنان لطفي بوشناق صاحب الابتهالات والأناشيد الدينية أصبح إسما معروفا تونسيا بل وعربيا بأنه من الذين يجيدون بامتياز أداء مثل هذه النوعيات من الانتاجات الفنية... هذا فضلا عن عديد الأسماء الأخرى الشابة التي برزت على امتداد السنوات القليلة الأخيرة بأغانيها ذات البعد الإنشادي الديني مثل الفنان حسين العفريت والفنان عادل سلطان الذي سيكون له موعد يومي مع مستمعي إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم على امتداد شهر رمضان لهذا العام... هذه الأسماء التونسية وغيرها سوف تكون حاضرة بشكل أو بآخر على موجات مختلف الاذاعات والقنوات التلفزية التونسية على امتداد الشهر الكريم .. وهو حضور سيكون بالتأكيد نوعيا وختقا عن طبيعة حضورها في باقي شهور السنة.