الأسبوعي - القسم القضائي شيّع منتصف الأسبوع الفارط أهالي حيّ النسيم بولاية منوبة جثمان الشاب صابر الهجروسي (30 سنة) الذي لقي حتفه إثر عمل إجرامي الى مثواه الأخير. «الأسبوعي» سجلت حضورها بمنزل العائلة المنكوبة قبل فترة زمنية قصيرة من تشييع جنازة الضحية وتحدثت الى أقاربه بحثا عن الحقيقة. ألم ووجع في البداية نشير الى حالة الحزن التي كان عليها أقارب الهالك فوالدته دليلة التي كانت أول من تحدثنا إليهم تكاد العبرات تجف في أحداقها من كثرة البكاء على فلذة كبدها الذي رحل فجأة وترك لها أرملة شابة ورضيعة لم يتجاوز عمرها الشهرين ..عدد من الإخوة مصدومون.. أصدقاء يتجاذبون أطراف الحديث حول أطوار الواقعة الأليمة في حيرة وأقارب ارتسمت ملامح الحزن على وجوههم. «وليدي مشى.. وليدي قتلوه» بهذه الكلمات بادرتنا السيدة دليلة الهجروسي (والدة الضحية) بالحديث عن الجريمة.. تتقبل التعازي تارة وتكفكف عبراتها تارة أخرى.. ثم تضيف: «لقد كان فلذة كبدي يعمل تاجرا متجولا لإعالة أسرته ولكن فجأة قصفوا عمره» (تنخرط هنا محدثتنا في موجة من البكاء عجزت إثرها عن مواصلة الحديث إلينا..). خلاف بعض أفراد الأسرة المنكوبة- ورغم الحالة النفسية التي كانوا عليها -فقد رووا لنا تفاصيل الواقعة الأليمة.. «لقد غادر صابر المنزل مساء يوم الواقعة وتوجه الى وسط الحي حيث التقى بعدد من أصدقائه» يقول أحد أشقاء الضحية ثم يواصل: «مرّت السهرة عادية في البداية ولكن لاحقا نشب خلاف بين شقيقي وأحد أصدقائه الذي لا يبعد منزل والديه عن مقر إقامتنا سوى كيلومترين وتطور الخلاف الى مشادة كلامية فتدخل بعض الشبان لفض النزاع ونجحوا في مسعاهم». 7 طعنات «حينها عاد صابر الى البيت لتغيير ملابسه وتوجّه مجددا نحو الحي فالتقى بالمتهم ليتجدد الخلاف ويتطور فسارع بعض الأقارب لفضّه غير أن القاتل فاجأ الجميع واستلّ سكينا كان يخفيها بين طيات ثيابه وسدّد بواسطتها عدة طعنات لشقيقي». يتابع محدثنا «حينها حاولنا نقل أخي الى المستشفى لإسعافه ففوجئنا بأحد أقارب المتهم يطلق كلبه نحونا لمنعنا من إسعاف صابر ولكننا تحدينا كل ذلك ونقلنا أخي الى المستشفى ولكنه ما لبث أن فارق الحياة». إيقافات أمنيا فتح أعوان فرقة أمنية مختصة تابعة لمنطقة الحرس الوطني بمنوبة تحقيقا في قضية القتل العمد مع سابقية الإضمار والترصد وذلك بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن السلط القضائية بابتدائية الجهة. وفي هذا الإطار أجروا المعاينة الموطنية وسجلوا أقوال عدد من الشهود قبل أن يلقوا القبض على اثنين من أقارب المتهم للتحري معهما حول ملابسات الجريمة. ومع تقدم الأبحاث نجحوا في القبض على القاتل الذي تسبب في مأساة عائلية وقد كشفت المعطيات المتوفرة أن السبب الرئيسي للجريمة يعود الى خلاف بين القاتل والقتيل إذ يبدو أن الاخير باع لصديقه دراجة نارية غير أن الأعوان حجزوها لعدم استظهار صاحبها بوثائقها وهو ما حزّ في نفس المتهم الذي طلب من الضحية أن يرجع له ماله وعندما لم يتحصّل على مبتغاه افتك منه هاتفه المحمول ورفض إعادته له مما أدّى الى وقوع معركة انتهت بمقتل البائع المتجول وإصابة شخصين بكسور.