تونس - الصّباح: نظرا لارتفاع درجات الحرارة خلال شهر رمضان، دعا خبراء المعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية بتونس خلال لقاء صحفي انتظم حول التغذية والسلوك الغذائي السليم في رمضان، إلى شرب السوائل بالقدر الكافي أي ليس أقل من لتر ونصف وتوزيعها بكيفية متوازنة طيلة الفترة الفاصلة بين الافطار والسحور.. وبينوا أنه ليس المهم أن يكون هذا السائل ماء.. بل يمكن أن يكون حليبا وعصير غلال وشاي أخضر خفيف.. وفي المقابل حذّر المختصون في التغذية من كثرة استهلاك المشروبات الغازية وقالوا «لا لاستهلاك المشروبات الغازية لأنها لا تطفئ العطش كما تعتقدون.. بل تضاعف الاحساس بالعطش كما أنها ليست مفيدة للصحة.. وعلى المستهلك أن يدرك جيدا أنها لا توجد فيها أية قيمة غذائية.. بل العكس صحيح.. فهي تتسبب في ارتفاع السكر وقد يساهم ذلك في النزول الفجئي للسكر في الدم. وفي نفس الاطار أشاروا إلى أن المشروبات الغازية الخفيفة التي تروّج في الاسواق ويعتقد الناس أنها أفضل من المشروبات الغازية الأخرى لأنها لا تحتوي على سكريات، هي نفسها لا فائدة من تناولها.. وكشف خبراء التغذية أن هناك مشروبات غازية تحتوي على مواد تجعل من يشربها يدمن عليها وبالتالي فانه يصبح في تبعية لها.. وأكدوا على أن المعهد عازم على شن حرب ضد كل المواد الغذائية المضرة بالصحة أو التي لا فائدة ترجى منها وكذلك ضد الاشهار الكاذب وذلك لإنارة الرأي العام وإفادته بالمعلومة الصحيحة. وفي هذا المجال بين السيد ساسي عون الله مدير معهد التغذية أن هناك برنامجا لاعداد استراتيجية لتقنين الاشهار في تونس وهي ترمي اساسا الى تحديد الاشهار ومحتواه وتوقيته والى التقليص من الاشهار الكاذب. موانع الصوم من المسائل الاخرى التي تطرق اليها خبراء معهد التغذية خلال اللقاء الاعلامي نجد موانع الصوم. و في هذا الصدد تحدثت الاستاذة شيراز بوزيد عن المرضى المصابين بالغدة فوق الكلوية.. «وهو مرض منتشر في تونس» ودعت الاستاذة هؤلاء المرضى الى عدم الصوم لأنهم في صورة الصوم يتعرضون للاجتفاف وهو ما يسبب مضاعفات خطيرة.. وفسرت ان المصاب بهذا المرض يتناول دواء معينا وعليه ان يفعل ذلك في الصباح وعند الظهيرة وان لا يتناوله البتة بعد السابعة مساء وبالتالي فانه يجب الا يصوم.. واضافت ان مرض ارتفاع ضغط الدم الذي يصيب ثلث الكهول في تونس عليهم استشارة اطبائهم قبل الصوم لأنهم يتناولون الادوية ولا يمكن الاستغناء عنها.. ونصحت شيراز مرضى القصور في الغدة الدرقية تناول ادويتهم في السحور لا قبل الشروع في تناول وجبة الافطار كما يعتقد جل المرضى. ومن جهتها دعت المختصة في التغذية سميرة بلوزة مرضى السكري بالانسولين والكبد والحصى في المجاري البولية وبعض امراض الغدد الدرقية ومن أصيب بجلطة دماغية أو قلبية الى الافطار. وذكر السيد عبد المجيد تريمش المختص في التغذية ان المسنين يمكنهم الصيام الا اذا دعاهم اطباؤهم الى الافطار وكذلك الشأن بالنسبة الى الحوامل.. لكن في المقابل فانه يتعين على المرأة المرضع الافطار.. وبالنسبة للصائمين فقد دعاهم المختص في التغذية عبد المجيد عبيد الى الحرص على تناول ثلاث وجباب واحدة عند الافطار وتكون خفيفة والثانية في السهرة والثالثة في السحور وبذلك فان الصائم لن يجوع لان جسمه فيه من المخزونات الكافية.. وقال انه من الضروري استهلاك الكميات الكافية من الخضر والغلال بمعدل 5 انواع يوميا وبكميات مقبولة.. ونصح بتجنب التدخين وهو نفس ما اكد عليه الاستاذ عبد المجيد تريمش الذي بين ان رمضان مناسبة ليقلع المدخن عن التدخين وحذر من مخاطر الشيشة وخاصة المعسل لان استنشاقه يمكن ان يؤدي الى الاصابة بمرض السرطان. وقال الأستاذ الطاهر الغربي ان شهر الصيام ليس بشهر لهفة على الاستهلاك ودعا الى اتباع سلوك غذائي متوازن. وطمأن الدكتور خالد زروق ان اللحوم الحمراء المستوردة جيدة ولا خوف من استهلاكها.