الاسبوعي -القسم القضائي - إيطاليا اطردتني دون أن أقترف أي ذنب...لم أتورط في قضايا مخدرات او قتل او سرقة أو غيرها ولكنها أطردتني». بهذه العبارات بدأ المهاجر التونسي الحبيب بن العربي الجلاصي (من مواليد 1965) حديثه إلينا عن المظلمة التي تعرض لها بإيطاليا وحطمت مستقبله وألحقته بقائمة «البطالة» بمسقط رأسه بعد أن كان يمني النفس بمستقبل زاهر... ويضيف محدثنا الذي كان محاطا بزوجته وطفليه «لقد هاجرت سنة1987 إلى إيطاليا فاستقريت بالعاصمة روما ثم انتقلت للعمل بمحل لصنع المرطبات والمثلجات بمنطقة «سانفيديش» بولاية «لاتينا» وبدأت حياتي تتغير وبدأت بعض أحلامي تتحقق وجمعت مبلغا ماليا محترما ادّخرته بإحدى البنوك الايطالية». معركة «ولكن بعد سنوات من العمل والعيش بطريقة قانونية حصل ما لم يكن في الحسبان» يتابع الحبيب وهو يحتضن ابنه الاكبر (3 سنوات)» في مساء أحد الايام فوجئت لدى وصولي إلى المنزل باندلاع معركة بين ثلاثة مهاجرين تونسيين فحاولت التدخل لفض النزاع ولكن اثنين من المشاركين في المعركة انهالوا على خصمهما بالعنف الشديد فسارعت إلى الاستنجاد بسيدة إيطالية كانت تتابع أطوار المعركة من نافذة بيتها وناشدتها الاتصال بالحماية المدنية أوبالشرطة وماهي إلا دقائق حتى حلّ أعوان الامن ونقلوا المتضرر إلى المستشفى وفي صباح اليوم الموالي فوجئت بالمحققين يحلّون ببيتي ويصطحبونني إلى المقر الأمني». إيقاف ذكر محدثنا أن الأعوان عجزوا عن تحديد هويات المظنون فيهما فأوقفوه واتهموه بالمشاركة في المعركة وقال الحبيب «لقد بقيت طيلة ثلاثة أشهر رهن الايقاف التحفّظي دون أن يوجّهوا لي أية تهمة ثم أطلقوا سراحي ...فكانت المفاجأة الأولى طردي من العمل لغيابي غير المبرر... بقيت عدة أشهر عاطلا فقررت زيارة العائلة في تونس والترفيه عن النفس بعض الوقت». وأضاف المهاجر المتألم «عند مروري أمام عون الديوانة استظهرت بجواز سفري فطلب مني الاستظهار بشهادة الإقامة فأعلمته أنها في الحقيبة التي شحنت في الطائرة وظننت أن الامر كان عاديا وسافرت إلى تونس حيث قضيت بضعة أيام برفقة العائلة قبل أن أستقل الطائرة مجددا نحو إيطاليا ولكن بوصولي إلى مطار روما كانت المفاجأة». الطرد هنا أطلق محدثنا تنهيدة من الأعماق ونظر إلى أحد طفليه نظرات فيها الكثير من الألم ثم واصل سرد مأساته «لقد منعوني من الدخول لدى وصولي إلى الديوانة بعد أن زعموا أنني غير مقيم فاستظهرت بوثائق الاقامة ولكنهم رفضوا سماعي بتعلة أن الجواز كتب عليه حين مغادرتي لإيطاليا باتجاه تونس عبارة «مقيم بدون وثائق» والحقيقة أنني لم أتفطن لما دوّنه عون الديوانةحين لم أستظهر له بشهادة الاقامة... وأعتبر ما قام به ذلك العون خطأ إداري - ربما متعمد». وختم بالقول «أعادوني إلى تونس وها أنا منكسر الخاطر...عاطل عن العمل... فماهو مصيري؟هل «أحرق» للوصول مجددا إلى إيطاليا؟».