يبدو شبه مستحيل جمع كل الممثلين الممتازين والمعروفين في بلدنا في 6 أعمال درامية في السنة فمن المحتمل ان تجد اسماء معينة نفسها خارج الدائرة، لا تشارك بل تبقى على "البنك" للفرجة والملاحظة والتعليق.. والتحسر ايضا.. جولة... اسماء كثيرة صنعت ربيع مسلسلاتنا في مواسم سابقة هي اليوم خارج السرب مراوحة مكانها، لا نراها ولا نسمع عن اخبارها سوى القليل... سابقا ظننا ان الممثل - الناجح يضمن له الظهور المستمر، ولكن ثبت ان بعض الناجحين لموسم او اثنين قد يتعرضون فيما بعد الى الاقصاء العفوي او المتعمد وما الفرق بين الاقصائين ان "سهو" بعض اصحاب القرار عن بعض الاسماء التي لا تصر على الظهور المتعمد في الجلسات الخاصة او اثناء مرحلة الاختيار هو اقصاء لها بصورة عفوية - غير مقصودة اما الصنف الثاني، وهو المتعمد، فيتعلق اساسا بما يشوب واقع العلاقات بين المخرجين والممثلين والمنتجين قد لا يكون صحيحا ان كل المنتجين. والمخرجين يعتبرون مصلحة العمل اهم من نزاعاتهم الداخلية الضيقة فهذا الممثل محسوب على "فلان"، ولا يجب ان يكون حاضرا في عمل آخر غير اعمال هذا ل"فلان"، حتى وان وجد له الدور المناسب. وقد يسقط نتيجة هذه المحسوبية ضحايا غير متوقعين ويغادرون الذاكرة وهم في اوج العطاء ولعلنا نذكر مثال لطفي الدزيري المقنع في جل الأدوار التي لعبها في التلفزة باستثناء مشاركته في سلسلة :نواصي وعتب: ولم تكن على ذاك القدر من الحبكة والتميز كما بينت الزميلة حياة السايب في عدد سابق من "الصباح" غاب لطفي الدزيري هذه السنة عن الأعمال الستة المقترحة "عاشق السراب" "نجوم الليل" - "بريزون بريكة" - اقفاص بلا طيور" "شوفلي حل" "مكتوب 2" ولا ندري ان كان السبب خاص به اذ ما نعلمه هو ان الدزيري مواضب على رغبة الحضور في "الدراما" حتى وان شغلته اهتماماته المسرحية عن ذلك. المحنوش.. والدوّار يقول حسين المحنوش انه قدم مشروع جزء ثان لمسلسل "الدوار" الشهير الذي الفه ولفت فيه الانتباه كممثل، قدم المشروع لادارة التلفزة منذ سنوات طويلة الا ان هذه الاخيرة اخبرته ان الجزء الثاني قد يفسد "نية" الجزء الاول فصمت! عن غيابه المتواصل عن شهر رمضان يقول "انا ممثل محترف منذ عقدين ويزيد واستاذ مسرح ولديّ اعمال ناجحة واخجل من فعل الاستعطاء فلا اريد ان افرض حضوري على مخرج او مساعده، بل اكتفي بالتذكير انني موجود"! عيسى حراث واحمد السنوسي هما ايضا من الوجوه البارزة التي لايشك فيها اثنان، هذه الوجوه في اتصال مع المشاهد تغيب ايضا، هل لانها لم تتلق الدعوة او لان المقترح الذي وصلها لادوار شرفية قد لا تتعدى المشهد او المشهدين!. من الوجوه النسائية لاحظنا منذ سنوات طويلة غياب الممثلة نزيهة يوسف عن المشهد واكتفائها بالصمت في حين انها اقنعت سابقا في جل الأدوار التي قدمتها كذلك الامر بالنسبة لناجية الورغي التي نعلم عشقها الاساسي للركح، ولكن نجاحها في ادوار الام الريفية تلفزيا يدفعنا للسؤال "اين هي" ولماذا يتواصل غيابها. وجوه شابة لا احد يمكنه انكار تميز اداء عايشة الخياري في مسلسل "صيد الريم" لعلي منصور، رغم ان الفتاة تقدم دورها الاول للتلفزة ولكن اقناعها وتعاطف الناس مع طريقة ادائها لدور "مريم"، جعلنا شبه متاكدين من انها ستواصل المشوار هذه السنة حتى انها اكدت في تصريح انها تلقت دعوات للمشاركة في اعمال رمضان المقبلة منذ انتهاء بث مسلسل "صيد الريم" لموسم الماضي.. واين هي الآن؟ على ارض الواقع غابت عايشة الخياري تماما كما غاب المخرج علي منصور المتوج بجوائز عربية عن مسلسله - الحدث "صيد الريم". الممثلة ريم الرياحي غابت من جهتها رغم تفوق زوجها مديح بلعيد في اول تجربة اخراجية له في الدراما مع "نجوم الليل". قالت انها تكتفي بمشاهدة الانتاجات الدرامية في انتظار ان تعثر عن الدور المناسب للعودة ودعم مديح بلعيد كلامها بالقول "لم اجد دورا مناسبا لريم الرياحي في مسلسل "نجوم الليل"، فخيرت الغياب على الظهور في دور غير مقنع.. وقد نشاهدها في "نجوم الليل 2" هذا وارد". اسم آخر أقنع في "عودة المنيار".. وتفاوتت قيمة ما قدمه من أدوار في التلفزة ولكن كان افضلها "ولد الناس" الذي اخرجه المنصف ذويب وشارك فيه لمين النهدي منذ عشرات السنين الماضية، غاب محمد علي النهدي هذه السنة ايضا عن الاعمال الدرامية بعد ان كان على وشك الاتفاق مع عزالدين الحرباوي لينال احد الأدوار الهامة في "اقفاص بلا طيور" وقال ان "الكاشي" كان مضحكا ولم يقنعه ابدا وأشار ابن النهدي الى انه كان اقل من "كاشي" مسلسل "عودة المنيار" الذي انتج منذ 5 سنوات مضت وقد ازعجه ذلك كثيرا فقرر الاكتفاء بالفرجة! ففي حين يخير هؤلاء الابتعاد مجبرين او مخيرين احيانا، يشارك اخرون في اكثر من عمل واحد، او يقبلون المشاركة عن غير اقتناع ويظهرون لمجرد الظهور ومن المعلوم ان الشاشة الصغيرة ذات ذاكرة ضعيفة على حسب المثل "اللي غاب على العين، غاب على القلب".