تجند تام لتنظيف البيوت من الأوحال وردم جثث الحيوانات... تونس - الصباح: تحسبا لتداعيات الأوضاع الصحية الناجمة عن الفيضانات والأمطار الطوفانية التي اجتاحت مؤخرا مدينة الرديف وعددا من المناطق الأخرى سارعت الفرق الصحية والاطارات التابعة لإدارة حفظ الصحة وحماية المحيط بالتعاون والتنسيق مع الأطراف المعنية منذ أول أمس إلى تشخيص الوضع الصحي والوبائي أساسا بجهة الرديف على اعتبار الأضرار البشرية الهامة المسجلة بها وكذلك لتعدد البؤر السوداء على خلفية انتشار الجثث الحيوانية من دواب وأغنام وكلاب والتي يتواصل رفعها وتجميعها وقد تم الى حدود أول أمس احصاء 65 جثة حيوانية تم ردمها بالجير في حفر خاصة. «ولا يدعو الوضع للفزع أو القلق» حسب ما أورده ل«الصباح» السيد مبروك النظيف مدير عام ادارة حفظ الصحة بوزارة الصحة العمومية الذي تابع الوضع على عين المكان بالرديف صحبة الفرق الصحية الجهوية المختصة معلنا «بأن الوضع الصحي تحت السيطرة وأن المتابعة لصيقة ومتواصلة وبأن التجند تام لتفعيل خطط التدخل عند الكوارث وهي اجراءات قديمة يقننها منشور صادر في الغرض منذ سنة 2003 ومجموعة من الجذاذات الفنية للتدخل العاجل لاحتواء المضاعفات الثانوية التي قد تهدد بتفشي الأوبئة والأمراض». أوحال ومياه مقطوعة وفي شرح ضاف لآليات التدخل والتحرك الميداني هذه الأيام بالرديف وحول حقيقة الوضع الصحي بهذه المنطقة المجاحة وفقا لما أفرزه التشخيص الأولي أفاد مبروك النظيف أنه تم تقسيم المنطقة إلى ست مناطق تدخل وتركز العمل أمس الأول على عمليات التشخيص من خلال زيارة مختلف المساكن بيتا بيتا ورصد ومعاينة الوضع بها وقد اتضح أن الأوحال كانت عالقة ومنتشرة بالعديد من المنازل وهو ما جعل الجهود تنصب منذ الأمس على تنظيفها وتطهيرها. ولمجابهة مشكلة انقطاع مياه الشراب جراء تلف قنوات التزويد تم اعلام السلط بهذه الوضعية والتدخل لتأمين التزويد بجلب المياه الصالحة للشراب من المناطق المجاورة في انتظار الاسراع بإعادة قنوات التزويد التابعة للصوناد. كما شملت المراقبة والتشخيص محلات المواد الغذائية لتفقد صلوحية المواد واتلاف ما فسد منها جراء تسربات المياه والأوحال. وبالتوازي يتم بانتظام زيارة مراكز الإيواء لتشخيص الحالة الصحية للمقيمين ومتابعة ظروف الإقامة بها. يقظة متواصلة وقد حال الوضع البيئي لبعض المنافذ وانقطاع حركة المرور دون تمكن الفرق الصحية من العبور الى بعض القرى أول أمس وقد تعلق هذا الوضع بكل من منطقة سقدود 1 وسقدود 2 وتبدّيت على أمل أن تكون المسالك قد فتحت أمس. ومن المتوقع أن تستمر المراقبة الصحية والوبائية لمدة أسابيع قادمة ترسيخا لمبدإ اليقظة والحذر والمتابعة الدقيقة لكل المستجدات. وعلمت «الصباح» من جهة أخرى أن متابعة الأوضاع الصحية بالمدن الأخرى التي سجلت بها أضرار جراء الأمطار الغزيرة مستمرة وقد تم تجنيد الفرق الجهوية المؤهلة للتدخل لتأمين المعاينة والتحركات اللازمة مع تعزيز جهودها وامكانياتها البشرية والمادية على المستوى المركزي حالما يتم الاشعار بذلك.. على اعتبار أن الاستهداف الأولي في متابعة الوضع الوبائي توجه الى الرديف لما سجل بها من ضحايا بشرية وأضرار في الماشية وانتشار للجثث الحيوانية ما يستدعي التدخل الوقائي السريع والمتابعة المنتظمة..