نجحنا هذه السنة في إدماج 7607 من أصحاب الشهادات العليا الذين طالت بطالتهم أكثر من 3 سنوات شغّلنا 2447 حامل شهادة عليا في إطار الانتداب المباشر برمجْنا لتشغيل 4 آلاف طالب شغل طالت بطالتهم في سنة 2011 يتوافد يوميا المئات من طالبي الشغل على المكتب الوطني لتشغيل الإطارات للإطلاع على عروض التشغيل والبحث عن فرص تفتح لهم الآفاق للاندماج في الحياة المهنية. ونظرا لأهميته في منظومة التشغيل فان خدماته تتفرع على أكثر من صعيد. فما هي مهامه الرئيسية... ونوعية الخدمات التي يسديها... والبرامج التي يوفرها... والآليات التي يرتكز عليها... والى أي حد تفاعلت المؤسسات الاقتصادية الخاصة مع برامجه؟.. هذه الاسئلة وغيرها طرحناها على مدير هذا المكتب السيد مختار فرحات الذي تطرقنا معه كذلك الى البرنامج الخاص لأصحاب الشهادات ممن طالت فترة بطالتهم والاتفاقيات المبرمجة مع عديد الأطراف من خلال هذا الحوار. لابد أن نتحدث في البداية عن مهام هذا المكتب الوطني ومشمولاته. المكتب الوطني لتشغيل الإطارات من أهم هياكل التشغيل من حيث حجم النشاط وجودة الخدمات ونحن اليوم نتحدث عن منظومة وطنية لمكاتب التشغيل موزعة على 24 ولاية وعددها الجملي 92 مكتب تشغيل مهامها الرئيسية تنشيط سوق الشغل على المستوى المحلي والجهوي ثم الوطني. وهذا المكتب الوطني الذي يشهد إقبالا كبيرا وحركية لافتة باستمرار يهتم بتقديم خدمات عصرية لفائدة طالبي الشغل من جهة والمؤسسات الاقتصادية من جهة أخرى. * ما هي نوعية الخدمات التي يسديها المكتب لطالبي الشغل؟ - من نشاطنا اليومي، الاعلام والمرافقة والإحاطة وخاصة الاصغاء لطالبي الشغل من خلال برمجة حصص اعلام جماعي وفردي وبرامج دعم الإدماج التي وضعتها الدولة والتي هدفها الرئيسي مزيد فتح الآفاق أمام خريجي التعليم العالي ومحتوى هذه الحصص يتركز حول كمية تحرير السيرة الذاتية والبحث النشيط عن شغل وكذلك آليات الإدماج وفرص التشغيل ومكامنها والهدف من كل هذه المجهودات تيسير إدماج طالبي الشغل في الحياة النشيطة ويشرف على هذه الحصص مستشاري التشغيل وقع تكوينهم في الغرض وأصحاب إختصاص منهم أخصائيين نفسانيين. * الى أي مدى تتفتح هذه البرامج على الفضاءات الجامعية وتمسّ المناطق الداخلية؟ - ما يجب الإشارة اليه أننا أصبحنا نقوم بعديد الحصص داخل الفضاءات الجامعية وتم إدراج هذا النشاط ضمن عقد أهداف مكاتب التشغيل إضافة الى الحركية الجديدة بمكاتب التشغيل المتنقلة للمعتمديات في مختلف الجهات لتنشيط أيام إعلامية وحصص وتقديم خدمات حينية عن طريق حواسيب محمولة تتضمن منظومة معلوماتية مرتبطة بشبكة معدة للغرض وفي إطار تعصير الخدمات عن بعد حول الاعلام وقع احداث مركز نداء خاص بمجال التشغيل قصد تقديم المعلومات الضرورية عن بعد والتي يتماشى محتواها وطلب الحريف تحت رقم 1822 ويتضمن روزنامة مبرمجة لتوزيع مستشاري التشغيل المكلفين بالرد على مكالمات الحرفاء حينيا وقد وقع تكوينهم للغرض لإعطاء المعلومة الشافية والدقيقة لطالبيها وقد أعطى السيد سليم التلاتلي وزير التشغيل والادماج المهني إشارة انطلاق هذا المركز في مارس 2009 . * في ظل ازدياد خريجي التعليم العالي الى أي مدى نجح المكتب في تقديم الخدمات لطالبي الشغل ومواجهة هذا الضغط؟ - اذا تحدثنا بلغة الأرقام فإن عدد خريجي الجامعات قفز من حوالي 3000 خريج سنة 1987 الى حوالي 60 ألف سنة 2009 وهو مؤشر لنقلة نوعية إيجابية واليوم رأسمالنا هو هذه الثروة البشرية القادرة على تحسين نسبة التأطير داخل المؤسسات . من جهة وحافز لجلب الاستثمارات الأجنبية الناشطة في مجال صناعة الذكاء من جهة أخرى. وتعمل جميع مكونات التشغيل على إسداء الخدمات الضرورية لجميع طالبي الشغل من حاملي شهادات التعليم العالي كما تعمد هذه المكاتب بعقد أهداف تضبط سنويا بين وزارة التشغيل وجميع مكاتب التشغيل في كل المجالات. وفي إطار تنفيذ عقد أهداف المكتب الوطني لتشغيل الاطارات بتونس قام المكتب باسداء خدمات في اطار المرافقة والاحاطة المشخصة لفائدة 4000 طالب شغل كما قام المكتب ب2130 زيارة ميدانية للمؤسسات الاقتصادية وإبرام 1057 عقد شغل في إطار التشغيل المؤجر كما تم إبرام 4192 عقد تربص للاعداد للحياة المهنية وفي إطار الانتداب المباشر تم تشغيل 2447 حامل شهادة عليا بالمؤسسات الاقتصادية وذلك سنة 2009 . * وماذا عن برنامج تأهيل وإدماج حاملي شهادات التعليم العالي ممن تجاوزت فترة بطالتهم ثلاث سنوات؟ - باعتباري رئيس الخلية المركزية لمتابعة إدماج فئة حاملي شهادات التعليم العالي ممن طالت فترة بطالتهم أكثر من 3 سنوات أشير الى أن سنة 2009 شهدت تصويب البرامج للفئات ذات الأولوية وذلك بانفراد آلية ادماج تهم هذه الفئة دون سواها مع طرق إحاطة ومرافقة مشخصة لفائدتها.. وانطلقت منهجية العمل والتدخل بحصر هذه الفئة حيث استهدفت مصالح التشغيل 20 ألف طالب شغل عند انطلاق البرنامج تم الاتصال بهم جميعا في مرحلة أولى حيث تجندت كل مكاتب التشغيل لهذا البرنامج ومتابعتهم فردا فردا وتم إعداد استمارات ومنظومة معلوماتية خاصة بهم حسب مكاتب التشغيل الموجودة بكل ولاية قصد التعرف على الوضعيات الحقيقية لكل طالب شغل من هذه الفئة. * وماذا عن الخطوات التي ستتبعونها لإدماج هذه الفئة بما يتماشى مع خصوصيتها؟ - لقد تم تحديد عقد أهداف وطني لإدماج هذه الفئة على مدى 3 سنوات وقد نجحنا سنة 2009 في إدماج 7607 منهم، 380 من شعبة العربية و413 من شعبة علوم الحياة والأرض و481 من شعب رياضيات وفيزياء وكيمياء وسيتم تشغيل 4500 طالب شغل سنة 2010 و4000 طالب شغل سنة 2011 . وبعد مرحلة التشخيص الأولية تمت مرحلة المرافقة المشخصة وذلك بالقيام بالإحاطة الضرورية من إصغاء وإعلام لبعث روح جديدة لدى هذه الفئة والعمل على إدماجها في الحياة النشيطة قامت مكاتب التشغيل من خلال مستشاري التشغيل الذين تم تعيينهم كمخاطب وحيد يعنى بهذه الفئة دوريا وباستمرار ب 40 ألف منتفع. * الى أي حد تفاعلت المؤسسات الاقتصادية الخاصة مع برنامج تشغيل أصحاب الشهادات وخاصة ممن طالت فترة بطالتهم وما مدى جديتها في انتداب هذه الفئة؟ - في إطار فتح الآفاق أمام أصحاب الشهادات أبرمت عديد الاتفاقيات قصد إدماجهم بمختلف القطاعات لتفعيل القرار الرئاسي. وأبرزها: - قطاع البنوك والتأمين - مراكز النداء - الخبراء المحاسبين - الغرفة التجارية التونسية الفرنسية - الغرفة التجارية التونسية الألمانية -الغرفة التجارية التونسية الأمريكية - الجامعة المهنية للنسيج - الجامعة المهنية للكهرباء - جامعة النزل ووكالات الاسفار - المؤسسات الكبرى للمناطق الداخلية على غرار يازاكي بقفصة - المغازة العامة بخمسين فرع حيث انتدبت سنة 2009 - 150 حامل شهادة عليا من اختصاصات صعبة الادماج على غرار شعب العربية ، التاريخ، الجغرافيا ، الفلسفة وغيرها وهو الجزأ الأول من برنامجها في انتظار 300 إنتداب حسب الاتفاقية المبرمة كما تجاوبت مراكز النداء الكبرى وانتدبت 470 حامل شهادة عليا من هذه الفئة . أما عن جدية المؤسسات فإننا نلمسها من خلال تفاعلها مع الهيكلة الجديدة لبرامج التشغيل التي جعلت الادماج هو الهدف الرئيسي حيث تم تكريس ثقافة جديدة للبرامج وهي تحقيق نسبة إدماج لا تقل عن 50% خلال ثلاث سنوات بالنسبة لبعض البرامج وشرط الادماج 100% بالنسبة لمن طالت فترة بطالتهم وهو ما يضبطه الامر عدد 349 الصادر بفيفري 2009 . * هل من فكرة عن الاختصاصات التي لا تلاقي صعوبات في إدماجها ؟ - يعتبر سوق الشغل بمثابة ديناميكية عرض وطلب حيث نجد إختصاصات لا تلاقي صعوبات إدماج بل يمكن الحديث عن أقل من 1% من نسبة البطالة في بعض الاختصاصات مثل هندسة «البوليتكنيك» الالكتروميكانيك» قطاعات شبه طبية وغيرها بينما تواجه اختصاصات أخرى وخصوصا منها الادبية والعلوم الانسانية وعامة المرتبطة بالتدريس صعوبات في الادماج. * كيف يتدخل المكتب في بعث المشاريع وحث أصحاب الشهادات على الانتصاب للحساب الخاص؟ - يقوم المكتب باحاطة مكثفة وبدورات تأهيلية في مجال روح المبادرة والبحث النشيط عن أفكار جديدة لبعث المشاريع الجديدة والمتجددة وننظم شهريا دورتين تكوينيتين في مجال روح المبادرة لفائدة 50 منتفعا. حسب آلية تكوين الباعثين وبعث المؤسسات اضافة الى الانتفاع بآليات وبرامج اخرى على غرار آلية «التصرف الأمثل في مشروعك» وآلية «أنشئ مشروعك» كما انتفع 670 من حاملي الشهادات صعبة الادماج بمشاريع في إطار برنامج من طالت فترة بطالتهم وهو ما فاق الهدف المبرمج الذي ضبطناه ب450 منتفعا. ونجاحنا في هذا العمل يعود الى الاحاطة المشخصة والمكثفة وتكامل منظومة تمويل مشاريع من البنك التونسي للتضامن . * في خاتمة هذا الحديث بماذا تنصح الباحثين عن شغل؟ - أدعو كل طالبي الشغل الى التحلي بروح تفاؤلية والبحث النشيط عن شغل والإلمام والدراية بالآليات وبرامج التشغيل التي وضعتها الدولة وخاصة هياكل المساندة والمرافقة والاحاطة المستمرة التي توفرها المصالح الميدانية للتشغيل من مكاتب تشغيل وفضاءات مبادرة التي تسهر وتعمل على تقديم خدمات عصرية لفائدتهم. للتعليق على هذا الموضوع: