تونس الصباح ساهم التوجه الإصلاحي في تونس في رصد العديد من البرامج والاجراءات التي غيرت نسق النمو الاقتصادي نحو الأفضل. ويمثل القطاع الصناعي أول قطاع اقتصادي وطني عرف التحرير التدريجي للاستثمار والمبادلات التجارية قصد الانفتاح الكلي على الإقتصاد العالمي ومن ضمن أهم القطاعات التي شملتها الإصلاحات العميقة والتي دفعت نسق نموه نحو الأفضل. فتطور بذلك عدد المؤسسات الصناعية ذات الشراكة العالمية من 2166 سنة 2004 الى 2324 سنة 2009 لتصبح بذلك تونس أوّل بلد جنوب متوسطي على مستوى عدد المؤسسات الاوروبية الصغرى والمتوسطة وتطورت الاستثمارات المباشرة في الصناعة من 312 مليون دينار سنة 2004 الى 642 مليون دينار سنة 2008. وتطور عدد مواطن الشغل في القطاع الصناعي بمناطق التنمية الجهوية من 47 ألف موطن شغل سنة 2004 الى 73 ألفا سنة 2009 ومن جهته تطور عدد المؤسسات الصناعية بهذه المناطق من 674 مؤسسة سنة 2004 الى 1133 سنة 2009. هذا التطور في عدد المؤسسات ساهم بشكل فعال في تنمية الحركة الاقتصادية وتوفير مواطن الشغل والحدّ من مشكل البطالة الذي كان منذ سنين الهاجس الأول خاصة بالنسبة للشباب من حاملي الشهادات العليا وقد ساعد التوجه الإصلاحي الذي انتهجته تونس خلال السنوات الخمس الماضية في تركيز وايجاد عقلية جديدة ومميزة خاصة لدى الشباب وهي عقلية الانتصاب للحساب الخاصّ وذلك من خلال توفير الحوافز والتشجيعات لبعث المؤسسات الإقتصادية وتشغيل اليد العاملة وقد تطور بذلك عدد مواطن الشغل في القطاع الصناعي من 381 ألف موطن شغل سنة 2004 الى 488 ألف سنة 2009 وتطور عدد المؤسسات الصناعية التي تضم 10 مواطن شغل فأكثر من 1085 مؤسسة سنة 1987 الى 5747 مؤسسة سنة 2009 ومن جهتها تطورت الصادرات الصناعية من 10,5 مليار دينار سنة 2004 الى 18,7 مليار سنة 2008 وآحتلت بذلك تونس الصدارة ضمن بلدان جنوب المتوسط في التصدير الصناعي للاتحاد الأوروبي حيث تضاعفت الاستثمارات المنجزة في القطاع الصناعي أكثر من 4 مرات لتمر من 0,28 مليار سنة 1987 الى 1,4 مليار دينار سنة 2008. تطوير المكاسب الوطنية في قطاع الطّاقة تدعمّت المكاسب الوطنية في قطاع الطّاقة من خلال إنجاز سياسة طاقية استشرافية هامة تهدف الى تطوير شبكات الكهرباء والغاز والتحكم في الطاقة وترشيد استهلاكها، افضت الى نتائج هامة لم تتوقف عند حدود البرامج المتبعة والمنجزة في هذا المجال بل تجاوزتها الى ترسيخ الوعي لدى المواطن واعتماده لأسلوب الإقتصاد في الطاقة واعتماد الوسائل والحلول الجذرية من أجل بلوغ الأهداف المرجوة على غرار استعمال الطاقة الشمسية. وقد تطور استعمال الطاقة الشمسية ليبلغ 400 ألف متر مربع من السخانات الشمسية المركزة سنة 2009 مقابل 123 ألف متر مربع في 2004 وقد تطور نسق الإنجاز من 8 آلاف متر مربع سنة 2004 الى 80 الف متر مربع سنة 2008. ومن جهته شهد قطاع المحروقات تطورا ملحوظا حيث بلغ حجم الاستثمار في هذا القطاع 2728 مليون دينار سنة 2008 مقابل 122 مليون دينار سنة 1987 أي ما يعادل 23 مرة نمو. وتطور نمو الموارد الوطنية للمحروقات ليبلغ 37 بالمائة مرورا من 6,8 مليون طن مكافىء نفط سنة 2004 الى 8,2 منتظرة سنة 2009 ورغم تداعيات الازمة الاقتصادية التي اثرت سلبا على جميع القطاعات في مختلف دول العالم إلا أن تونس أثبتت تميزها ونجاعة برامجها من خلال سياستها الرشيدة التي ساهمت بشكل كبير في تحديد ملامح تونس الغد والخروج من بوابة التفكير الضيق الى النتائج الإيجابية ولم تقف حدود الدولة عند استشراف ما هو آت وما سيحمله يوم غد من مصاعب وحذر بل خططت لتجاوز هذه المصاعب والخروج منها بأخف الأضرار وبالفعل استطاعت بلادنا أن تتصدر الأرقام القياسية ليس فقط في النمو الإقتصادي والسياسة الرشيدة بل أيضا في كيفية التعامل مع الأوضاع العالمية الحرجة والخروج منها.