انطلق امس في العاصمة الفرنسية باريس معرض "انترسيلكشيون" للملابس الجاهزة والمنسوجات وهو ثالث معرض في العالم من حيث الاهمية بعد معرض لاس فيغاس الامريكي ومعرض دوسلدورف الالماني. وقد تمكنت الوحدة الفنية لاتفاقية أغادير، التي تضم كل من تونس والاردن والمغرب ومصر- ولاول مرة من فرض مشاركتها في هذا المعرض العالمي عبر جناح بمساحة 550 متر مربع ضم أربعة أجنحة لدول اتفاقية أغادير الاربع الى جانب جناح خاص بالوحدة الفنية للاتفاقية. كما شهد المعرض مشاركة 48 عارضا من الدول الاربع (14 مشارك تونسيا،14 مغربيا، 12 مصريا و8 أردنيين) وكذلك تنظيم ملتقى الشراكة في قطاع الملابس والمنسوجات بين دول الاتفاقية الاربع ودول الاتحاد الاوروبي طيلة يوم كامل بالتزامن مع إقامة المعرض. تفعيل التعاون بين دول الاتفاقية والاتحاد الاوروبي وذكر السيد فريد التونسي رئيس الوحدة الفنية لاتفاقية أغادير ل"الصباح" أن المشاركة والملتقى يمثلان محطة مهمة في مجال تفعيل التعاون والشراكة بين مكونات القطاع الخاص في دول اتفاقية أغادير والاتحاد الاوروبي، استجابة لاعلان برشلونة الهادف الى إقامة منطقة تجارة حرة أورومتوسطية، بالاضافة لكون المعرض يشهد أكبر تظاهرة لرجال الاعمال العرب والاجانب، حيث يشارك فيه عدد كبير من رجال الاعمال والصناعة التونسيين والاردنيين والمصريين والمغاربة، العاملين في قطاع الملابس والمنسوجات،سيكونون جنبا الى جنب مع اكثر من 200 من نظرائهم الاوروبيين. وأفاد السيد فريد التونسي بأن انعقاد الملتقى يأتي بهدف تخفيف آثار وانعكاسات الازمة المالية العالمية السلبية على قطاع النسيج والملابس في بلدان اتفاقية أغادير، وذلك استكمالا للاجراءات المتخذة من قبل الدول الاعضاء في هذا المجال، حيث يمثل الملتقى مناخا مواتيا لتدارس إمكانيات الشراكة والتكامل الاقتصادي في قطاع الملابس والمنسوجات بين ممثلي القطاع الخاص الاوروبي ونظرائهم في دول اتفاقية أغادير من خلال تواجد الصناعيين والمستثمرين والمشترين والموزعين في معرض يعد ثالث أكبر معرض عالمي خاص بالملابس والمنسوجات. هذا وقد مثل الملتقى والمعرض فرصة للصناعيين والعارضين ورجال الاعمال من الدول الاربع لعقد لقاءات مهنية متخصصة. مشاركة تونسية مميزة وتضمنت جلسات الملتقى عرضا لقصص النجاح ومداخلات لكبار المعنيين بقطاع الملابس والمنسوجات،والراعين والداعمين للملتقى،يمثلون الادارة العامة للمؤسسات الاقتصادية التابعة للمفوضية الاوروبية، والجمعية الفرنسية للنسيج والملابس،والجمعية الاوروبية للنسيج، وجمعية أغادير للمنسوجات والملابس، وهيئات ومؤسسات أوروبية أخرى. ويشهد معرض "انترسيلكشيون" كذلك مشاركة 17 عارضا تونسيا بصفة منفردة أي خارج فضاء اتفاقية اغادير. ويذكر ان من الاهداف الكبرى والرئيسية لاتفاقية أغاديرالعمل على ارساء منطقة تبادل حر عربية متوسطية تشجع التبادل التجاري بين الدول الاعضاء وتمكن من تحسين وزيادة حصة تصدير تلك البلدان الى الاتحاد الاوروبي واستقطاب الاستثمارات الاوروبية والعالمية بفضل المزايا التي تنجز عن المنطقة العربية للتبادل الحر كسوق محوري يفوق 120 مليون مستهلك واستغلال مزايا تراكم المنشأ لدفع التجارة بين الدول الاعضاء وبين الاتحاد الاوروبي في اتجاه مزيد من الاندماج الاقتصادي الاقليمي والانصهار في المنطقة الاورومتوسطية للتبادل الحر. وقد انطلقت الاتفاقية العربية المتوسطية للتبادل الحر بمبادرة إعلان تونس والاردن والمغرب ومصر في أغادير عام 2001 عن عزمها إقامة منطقة للتبادل التجاري الحر بين الدول العربية المتوسطية، حيث تم توقيع اتفاقية الرباط عام 2004 تنفيذا لاعلان أغادير، وفي عام 2006 تمت المصادقة على الاتفاقية وتم نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي، وفي عام 2007 بدأ التطبيق الفعلي للاتفاقية بإعلان الدول الاربع عن البدء في التنفيذ العملي لاحكام الاتفاقية ومراجعة رسوماتها القمرقية واجراءاتها الديوانية وفقها. وتتضمن الاتفاقية إعفاء تاما من الرسوم القمرقية والرسوم والضرائب الاخرى ذات الاثر المماثل، لمبادلات السلع الصناعية والزراعية المصنعة بين الدول الاعضاء، واعتماد قواعد المنشإ الاورومتوسطية، والسماح بتحقيق تراكمية المنشأ بين دول أغادير العربية لولوج الاسواق الاوروبية، وحرية تنقل السلع داخل الفضاء الاورومتوسطي، والالتزام بالمعاملة الوطنية للسلع المتبادلة.