تونس الصباح من منطلق الإيمان بأن بناء المستقبل أساسه الشباب، أولى الرئيس زين العابدين بن علي مكانة متميزة للشباب، ارتقى به إلى مرتبة الأولوية وبوأه موقعًا هامًا عزز دوره في المجتمع وفتح أوسع الآفاق وأرحبها أمامه وجعل من العناية بشواغل الشباب وتطلعاته غاية الغايات ضمن المشروع الحضاري للتحول. وتميزت المقاربة التونسية للمسألة الشبابية بالأبعاد الإنسانية وبالشمول والتكامل والواقعية، وبالطموح والجرأة وهي مقاربة تجلت في مختلف المخططات والبرامج المنجزة. وإن ما تحقق لفائدة الشباب في عهد التغيير يبرهن على سلامة توجهات البلاد التنموية وتؤكد القرارات التي اتخذها سيادة الرئيس بن علي خلال سنة 2009، عزم سيادته الصادق علي المضي في دعم الشباب وإعداده ف«إن الشباب عماد التغيير وعنفوانه المتجدد وروحه المتوثبة، من أجله نعمل، ومعه نفكر، وبه نبني المستقبل». يتضمن هذا العرض أهم المكاسب التي تحققت للشباب إلى حدود جويلية 2009، وهي دليل قاطع على التقدم المحرز على درب النهوض بأوضاع الشباب في مختلف المجالات وفق رؤية متبصرة حريصة على تقييم الحاضر واستشراف المستقبل. وهي ترجمة للبعد الاستراتيجي للمقاربة الشبابية في إطار تحميله المسؤولية وأخذ المشعل لمزيد الرقي بالبلاد وضمان عزتها. الاستراتيجية الوطنية للشباب 2009/2014 تنفيذًا لقرار سيادة رئيس الجمهورية المتعلق ب«الشروع في وضع استراتيجية لسياستنا الشبابية للفترة 2009/2014، استراتيجية تضبط الأهداف المقبلة وتمكن من تنسيق أكبر للنشاطات القطاعية المخصصة للشباب»، وقد تم: عرض منهجية إعداد الاستراتيجية خلال جلسة عمل ممتازة بإشراف السيد الوزير الأول وبحضور ممثلين عن مختلف الوزارات والأحزاب والمنظمات والجمعيات المعنية بالشباب. تشكيل لجنة وطنية أنجزت المرحلة الأولى من الاستراتيجية والتي تشمل تقييم الأوضاع الراهنة للشباب ورسم الأهداف المستقبلية في كل مجال من المجالات التي تهم الشباب. التعليم والتكوين شهدت السنة المنقضية تنامي موارد المؤسسات التعليمية مقابل تقلص عدد التلاميذ وهو ما ساهم في تحسين نسب التأطير، كما شهدت خارطة اختصاصات التعليم الثانوي تغيرًا نوعيًا بالحد من توجيه التلاميذ إلى مسلكي الاقتصاد والتصرف فضلاً عن تعزيز الجهود الرامية للتصدي للفشل المدرسي وكذلك النهوض بمنظومة التكوين المهني. تطور نسبة النجاح بالثانوي من 73% في السنة الدراسيية 2007/2008 إلى 1،73 في 2008/2009. تقلص معدل كثافة الفصل بالثانوي من 28 في السنة الدراسية 2007/2008 إلى 9،26 في 2008/2009. ارتفاع عدد المسجلين بالتكوين المهني من 243.125 في السنة الدراسية 2007/2008 إلى 483.134 في 2008/2009. بلغ عدد الطلبة المسجلين في السنة الدراسية 2008/2009، 360 ألف طالب. ارتفعت نسبة الفتيات في التعليم العالي إلى 8،59% في السنة الدراسية 2008/2009. وصلت نسبة النجاح بالتعليم العالي إلى 3،73% في 2008/2009. بلغ عددد خريجي التعليم العالي 59299 متخرجًا سنة 2009. التشغيل والإدماج المهني تواصل الجهد الوطني لمجابهة الطلبات الإضافية للتشغيل، وتم إدخال العديد من الإصلاحات على برامج إدماج الشباب وتدعيمها بإجراءات جديدة موجهة خصوصًا إلى الذين يلاقون صعولات للاندماج في سوق الشغل. وترجم ذلك في: انتفاع أكثر من 60 ألف شاب من برامج الإدماج والتأهيل مقابل 57 ألف سنة 2008. انتفاع أكثر من 19 ألف حامل لشهادة عليا من عمليات التشغيل سنة 2009. استفادة حوالي 9 الاف شاب من برنامج تكفل الدولة بنسبة 50% من الأجور المدفوعة بعنوان التشجيع على انتداب حاملي الشهادات العليا. تشغيل 2357 معوقًا من برامج التشغيل والإدماج المهني. إحداث 9 فضاءات مبادرة بالجهات لمزيد التشجيع على العمل المستقل. الرعاية الصحية والاجتماعية تم التركيز على التثقيف الصحي لحماية المراهقين والشباب من السلوكات المحفوفة بالمخاطر لا سيما التدخين في إطار «الخطة الوطنية لمكافحة التدخين»، وذلك إلى جانب الرعاية الصحية للشباب، كما تدعمت الرعاية الاجتماعية للشباب. تنامي عدد نوادي الصحة بالمؤسسات التربوية والشبابية من 12 ألفًا سنة 2007 إلى أكثر من 13 ألفًا سنة 2008. ارتفاع عدد خلايا الإعلام والإرشاد في مجال الصحة الإنجابية بمؤسسات التعليم العالي من 120 خلية سنة 2007 إلى 139 خلية. انتفاع أكثر من 36 ألف طالب من أبناء العائلات ذات الدخل المحدود بمساعدات اجتماعية خلال السنة الجامعية 2008/2009. تطور عدد خلايا العمل الاجتماعي بالوسط المدرسي من 2285 سنة 2007 إلى 2371. الثقافة شرعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تنفيذ خطة تطوير مضامين العمل الثقافي، وتم في هذا الصدد القيام بعدة إجراءات وإبرام اتفاقية إطارية مع الوزارات، أسفرت عن إبرام أكثر من 400 اتفاقية شراكة على المستويين الجهوي والمحلي مع الهياكل والمؤسسات الراجعة بالنظر إلى هذه الوزارات. وقد أدت هذه الإجراءات إلى تطور ملحوظ في أنشطة دور الثقافة وفي عدد منخرطيها. عدد النوادي: 1024 عدد المنخرطين: 19909 الحوار مع الشباب تجسيمًا لقرار رئيس الجمهورية المتعلق ببعث منتدى وطني دائم للحوار مع الشباب بهدف استدامة الحوار، استعدت وزارة الشباب لتركيز منتدى وطني ومنتديات جهوية دائمة للحوار مع الشباب لتعزيز المشاركة في الشأن العام والتحفيز على المبادرة مع مراعاة الخصوصيات الجهوية والمحلية. شهدت سنة 2009 تنظيم حوار شامل مع الشباب توج بوضع ميثاق للشباب التونسي وقع عليه أكثر من مليون و300 ألف شاب. تجري الاستعدادات حثيثة حاليًا لتنظيم الاستشارة الشبابية الرابعة المقررة لسنة 2010 كتتمة للاستشارات الثلاث السابقة. استكمل المرصد الوطني للشباب إنجاز البحث الميداني حول الطلبة التونسيين بفرنسا والذي أفضى إلى نتائج ذات دلالات عميقة حيث عبّر 80% من المستجوبين عن اعتزازهم بهويتهم الوطنية التونسية وعن تعلقهم ببلدهم الأصلي. مؤسسات الشباب والترفيه تم سنة 2009 تعصير تجهيزات التنشيط بعدد من مؤسسات الشباب من خلال اقتناء تجهيزات جذابة باعتمادات جملية بلغت حوالي واحد مليون دينار، وتمت مضاعفة عدد الحواسيب بدور الشباب بإضافة 2000 حاسوب جديد، وأمضت الجهات المختصة اتفاقية مع شركة اتصالات تونس لربط كل دور الشباب بال(ADSL) ذات سعة تدفق عالية، ووقع التخفيض في معلوم الإبحار على الأنترنات بدور الشباب بإقرار معاليم رمزية. تعزيزًا للشراكة مع مكونات المجتمع المدني بهدف مزيد الإحاطة بالشباب، تم تمكين الجمعيات والمنظمات الشبابية من دعم مادي بلغ في موفى شهر أوت 2009 حوالي 5.1 م د. واعتبارًا لأهمية النشاط الرياضي في استقطاب الشباب وتنمية قدراته، تم الشروع في تنفيذ خطة تعميم الفضاءات الرياضية بدور الشباب بإحداث 35 فضاء رياضيًا بقيمة 1270 ألف دينار. بلغ عدد الملاعب المنجزة بالأحياء المجاورة للمؤسسسات التربوية 567 ملعبًا، ويبلغ معدل كلفة الملعب الواحد 15 ألف دينار، ووصلت عدد الفضاءات الرياضية المنجزة بالأحياء الشعبية 21 ملعبًا و17 قاعة للألعاب الفردية. فيما يخص الترفيه البيئي، فقد تواصل تنظيم برامج التربية البيئية للشباب وتمت تهيئة منتزهات حضرية وفسح شاطئية، إحداث مسالك للسياحة البيئية، تجهيز وتعصير الحدائق الوطنية والفضاءات الترفيهية، تنظيم تربصات إيكولوجية ورحلات استطلاعية إلى المواقع الطبيعية المتميزة وتهيئة محطات استراحة. النشاط الرياضي تمت خلال 2009 إعادة هيكلة الجامعات الرياضية الأولمبية بانتخاب كافة أعضاء مكاتبها بعد تحيين ومراجعة قوانينها الأساسية، وستتم خلال الفترة المقبلة إعادة هيكلة الجامعات غير الأولمبية، كما بلغت نسبة تجديد المكاتب الجامعية 59% وتنامى حضور المرأة في مواقع المسؤولية صلب هذه المكاتب ليبلغ نسبة 52،23%. عدد الجامعات الرياضية: 39 عدد الجمعيات الرياضية: 725 عدد المجازين (ذ+إ): 386 123 عدد المجازات: 465 29 كما تمت مضاعفة منح الجمعيات الرياضية الصغرى بهدف تمكين الجمعيات الصغرى من مواصلة الاضطلاع بأدوارها التأطيرية والتربوية، واستقطاب المزيد من الشباب وتم للغرض تخصيص 25،2 مليون دينار. وتم منح اعتمادات استثنائية لصيانة المنشآت الرياضية وتعصيرها تقدر بحوالي 23 مليون دينار. كما ضُبطت خطة مشتركة بالتعاون بين الجهات المختصة لدعم الرياضة المدرسية وتشكيل لجنة مشتركة دائمة لمتابعة تنفيذها، وتم الترفيع في الاعتماد المخصص لاقتناء التجهيزات الرياضية لفائدة المؤسسات التعليمية ليبلغ مليوني دينار. كما تم تشكيل 3 لجان وطنية تعنى بتمويل الرياضة، صيانة المنشآت الرياضية والسلوك الحضاري داخل الفضاءات الرياضية وخارجها، وضمّت خبراء وفنيين ومسيّرين، تدارسوا على امتداد أكثر من ستة أشهر هذه المواضيع، وتوجت أعمالها بإعداد تقارير في الغرض تضمنت مقترحات عملية سيتم عرضها في الفترة المقبلة. وإضافة إلى كل هذا سيفتح البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي للخماسية القادمة آفاقًِا جديدة في مسيرة النهوض بأوضاع الشباب بما سيدعم الاستجابة لتطلعاتهم ويساعد على تحقيق طموحاتهم ويساهم في إعدادهم لأخذ المشعل بروح وطنية عالية وبكل كفاءة واقتدار.