تفيد تفاصيل هذه الحادثة التي ذهب ضحيتها كهل في الخمسين من عمره أنه تحول في ذلك اليوم الى مقام الولي الصالح (سيدي علي بن ابراهيم) بمنطقة حيدرة بالقصرين وكان مصطحبا بندقية الصيد التي دأب منذ عقود على حملها معه بهذه المناسبة لاطلاق عيارين ناريين أثناء مشاركته في الاحتفال بالزردة التي تقام سنويا وكان قبل هذا الوقت من الفرسان الذين يقبلون على أحصنتهم للمشاركة في (المشاف) تبركا بهذا الولي ولم تمر مناسبة سنوية إلا ويكون حاضرا على حد قول معارفه وأقاربه نظرا لتعلقه وأعتياده به وعندما تقدمت به السن قليلا أحجم عن ركوب فرسه وأصبح يأتي راجلا لحضور الزردة ومعه بندقيته التي هي رمز الفروسية. وفي الأسبوع الماضي موعد هذه الزردة كان حاضرا كعادته وشارك في الحفلة وبعد انتهائها جلس ليستريح الى أن ألتحق به ابنه على متن دراجته وعوض أن يمتطياها معا في العودة الى البيت طلب الابن من والده أن يسمح له بالبقاء قليلا في الزردة فسمح له وامتطى بمفرده الدراجة وانطلق متوجها الى البيت لكن الموت كان له بالمرصاد حيث صدمته شاحنة كانت تسير في الاتجاه المعاكس وتسببت في مقتله على عين المكان.