عزم على رفع التحدي وإثبات قوة إرادة الإنسان تونس - الاسبوعي: املهم في الحياة شديد ورغبتهم في الفعل لا تعترف بالحدود.. سلاحهم صبر الشجعان ورباطة جأش الفرسان.. تحدوا المرض واثبتوا انه اعجز من أن يوقف ارادتهم ويثبط عزائمهم هؤلاء هم تسعة من المنتفعين بزرع الاعضاء احدهم خضع لعملية زرع قلب وثمانية اخرين لعمليات زرع كلى وفدوا الى مطار تونس - قرطاج الدولي للالتحاق بالعاصمة التايلندية «بانكوك» اين سيشاركون في الدورة السادسة عشر للبطولة العالمية لالعاب المنتفعين بزرع الاعضاء، وهي بطولة سبق وان شاركت فيها تونس في مناسبتين سابقتين، كما يشارك فيها هذه السنة ما لا يقل عن 60 دولة حرص فيها جميع من يمثلونها على ابراز قوة ارادة الانسان وقدرته على فرض كلمته وتحدي ما يمكن أن يوضع امامه من صعاب
إعادة البسمة «الاسبوعي» التقت الوفد التونسي في مطار تونسقرطاج الذي ضم علاوة على المشاركين المنتفعين عددا من الأطباء ممن يمثلون المركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء والجمعية التونسية لطب الكلى الى جانب بعض افراد عائلات المنتفعين الذين سيكونون بمثابة السند المعنوي للمشاركين التونسيين قصد تحقيق افضل النتائج في مختلف الرياضات والالعاب الفردية المتاح التنافس فيها كالعدو وتنس الطاولة ورياضة المشي وسباق الدراجات الهوائية.. ومن بين المشاركين البارزين في هذه الالعاب السيد علي عبد الملك وهو موظف بشركة الكهرباء والغاز فرع قابس والذي خضع لعملية زرع قلب سنة 1998 بالمستشفى العسكري الحبيب ثامر وكما يقول محدثنا تمت العملية على يد كفاءات تونسية مائة بالمائة واثبتنا للجميع أن المستحيل ليس تونسيا بل واكثر من ذلك تاتي هذه الالعاب والمشاركة التونسية لنثبت فيها للجميع أن المنتفع بزراعة عضو ما لا يقف عائقا بالمرة امام حياته العادية ونشاطه اليومي.. وهي مناسبة كذلك لنبرز فيها قيمة التبرع بالاعضاء الذي ما يزال محدودا وضعيفا في بلادنا والحال اننا قادرون على انقاذ العشرات أن لم نقل المئات من الارواح البشرية واعادة البسمة لكثير من المرضى ممن فقدوا الامل.. وبدوره ذكر السيد فرج شبوح المنتفع بزراعة كلية انه يجدد مشاركته في هذه التظاهرة الرياضية الدولية للمرة الثالثة على التوالي بل ويعتبرها مناسبة متجددة يجدد فيها ثقته بنفسه وبامكانياته من جهة اخرى ويضيف السيد فرج أن اهمية المشاركة تكمن اساسا وجود عمليات زرع الاعضاء في تونس ونجاح الطب التونسي في القيام بها وهي فكرة لاحظنا عدم وجودها في مشاركتنا الاولى في فرنسا حيث استغرب الجميع أن يكون هناك منتفعون تونسيون قادرون على المنافسة وكسب الميداليات لا خوف على المشاركين اما المنتفع خليل العجيمي والذي تمتع بعملية زرع كلية سنة 1996 تبرع له بها والده، وكلاهما ينعم اليوم بالصحة الجيدة فقال أن اهمية الحضورفي مثل هذه المواعيد الدولية يتنزل في اطار التحسيس باهمية التبرع بالاعضاء واثره في تعزيز اواصر الحياة الجماعية وهو عمل خيري وانساني يشرعه الدين الاسلامي والقانون الوضعي لما فيه من فوائد جمة على المريض المنتفع نفسه والمجتمع ككل. في هذا السياق ذاته يقول الدكتور رمزي الوحيشي ممثل المركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء أن مثل هذه التظاهرات تجسم عمليا القدرات الصحية التي يتمتع بها المنتفعون اذ بعملية تبرع واحدة يمكن أن تحول انسانا كان يحتضر وينتظر الموت الى انسان عادي يمارس الرياضة ويعيش حياته بصفة طبيعية على غرار ما كان يعانيه المشارك والمنتفع علي عبد الملك الذي خضع لعملية زرع قلب وها هو اليوم يشارك ضمن الوفد وينافس في عديد الرياضات. اما عن امكانية حدوث تاثيرات سلبية على صحة المشاركين فقد اوضح الدكتور الوحيشي أن هناك مرافقة طبية متكاملة للمشاركين تسهر على متابعتهم ورعايتهم هذا ولم نسجل في المشاركتين السابقتين اية اثار سلبية على صحة جميع من مثلوا تونس من المنتفعين.. وانتهى الدكتور الوحيشي الى ضرورة مزيد التوعية والتحسيس باهمية التبرع بالاعضاء والتشجيع على التنصيص على هذه الصفة في بطاقة التعريف الوطنية لمزيد تسهيل العملية خاصة انه لا يتم اللجوء اليها الا في حالات الموت الدماغي. الخمس فقط من الحاجيات ومن جانبه عبر الدكتور الطيب بن عبد الله رئيس الجمعية التونسية لطب الكلى وممثل تونس في الفيدرالية العالمية لالعاب المنتفعين بزرع الاعضاء ورئيس قسم زراعة الكلى بمستشفى شارل نيكول عن عميق ابتهاجه بالمشاركة التونسية في مثل هذه التظاهرات الدولية لهذه الفئة من المواطنين الذين يستحقون كل المساعدة لتسهيل اندماجهم في الحياة الجماعية وجعلهم ينعمون بالعيش في ظروف عادية شانهم في ذلك شأن غيرهم من الاصحاء وهو موعد ايضا يدعم جهود التحسيس باولوية التبرع بالاعضاء التي ما تزال وللأسف محتشمة ودون الحاجات الحقيقية لمرضانا القابعين بالمستشفيات اذ تفوق الحاجة 300 عضو في السنة ولم نف في السنة الفارطة الا ب70 حالة فقط ونامل أن نحقق هذه السنة مائة حالة تبرع.. هذا ونفى الدكتور بن عبد الله أن تكون هناك تخوفات من اثار سلبية على المشاركين باعتبار أن هؤلاء المنتفعين يتمتعون بوضع صحي جيد وخضعوا الى متابعات طبية امنتها لهم عديد الهياكل والأطر الصحية والطبية فضلا عن تهيئة كل ظروف النجاح للمشاركة التونسية في هذه التظاهرة.. وانتهى محدثنا الى التأكيد على الحرص على المشاركة والحضور في مختلف التظاهرات القادمة على غرار الالعاب الثالثة للمنتفعين في الشرق الاوسط التي ستدور فعالياتها بالكويت فيما بين 28 و31 اكتوبر القادم والملتقى المغاربي حول التبرع بالاعضاء في موفى شهر نوفمبر ومطلع ديسمبر المقبل.