تونس الصباح اسابيع قليلة وينطلق الموسم الجديد للزراعات الكبرى.. موسم يتطلع فيه الجميع مهنة وادارة الى ان ينطلق في احسن الظروف ويتلاشى فيه كل ما يمكن ان يعكر سيره الطبيعي والعادي. ورغم الحرص على الاستعداد الجيد لخوض صفحة جديدة من صفحات هذا النشاط الزراعي فان جملة من المشاغل والهواجس ظلت تسيطر على الناشطين في قطاع الحبوب ومن اشدها حدة على مستوى الطرح مشكلة المديونية التي زادت تفاقما في المواسم الاخيرة جراء تداعيات الكلفة المتصاعدة لمستلزمات الانتاج من بذور وادوية واسمدة ومحروقات وكان احد المنتجين المتمرسين في النشاط منذ عقود عبر لنا منذ فترة وجيزة عن حيرة الفلاح وانشغاله بحدة التراكمات التي يتحملها بسبب تطور الكلفة وتفاقم الديون حتى ظل المنتج «يجري ما يلحق» على على حد تعبيره وهاجس البنوك المتوثبة لاسترجاع قروضها تلاحقه مقترحا تدخلا ناجعا وعمليا من الجهات الادارية لحلحة هذا الملف. سيف المديونية.. مشغل المديونية لم يتزحزح قيد انملة عن موقعه في سلم اولويات مشاغل المزارعين وظل سيفا مسلطا على الدوام رغم تعدد وتنوع الاجراءات المتخذة في هذا الشأن. في هذا الداء الحاد والمزمن الذي تشكو منه فلاحتنا وفلاحونا تحدث كاتب عام الجامعة الوطنية للزراعات الكبرى باتحاد الفلاحين شكري العبيدي تعقيبا على سؤال حول اهم مشاغل المنتجين وهم على ابواب موسم جديد ولم يتردد لثانية واحدة في اثارة مشكلة المديونية التي ناء بحملها الفلاح داعيا الى ضرورة جدولتها وطرح الفوائض حتى يتجاوز متاعبه المادية ويتمكن من العمل بطريقة عصرية. المشغل الثاني الذي اثاره محدثنا يتعلق بنظام تعيير الحبوب الذي تمت مراجعته مؤخرا وشرع في اعتماده بدءا من موسم حصاد 2007 الا انه كان مغايرا لتوقعات وانتظارات اهل المهنة التي تقدمت بمقترحات لم يقع اعتمادها ونظرا لخصوصية الموسم المنقضي الذي عانى منه المزارعون كثيرا بسبب انعكاس مخلفات العوامل المناخية على مزارع الحبوب وانتشار الامراض بها واضطرارهم الى المداواة مرارا وتكرارا وهو ما اثر على جودة المحاصيل التي كانت دون المقاييس المعتمدة في سلم التعيير الجديد. التبكير في صرف القروض على صعيد اخر عرج كاتب عام جامعة الزراعات الكبرى على مسألة القروض الموسمية التي يفترض ان تمنح في بداية الموسم عند انطلاق عمليات الحرث والبذر وليس موفى اكتوبر كما هو الحال راهنا حيث يجبر الفلاح على الانتظار الى هذا التاريخ لصرف القروض كما لفت النظر الى قيمة مبلغ القرض التي لا تغطي كلفة الهكتار حيث تتراوح بين 150 و200 دينار في الهكتار ولا يتحصل صغار الفلاحين الا على 100 و120 دينارا في الهكتار الواحد.. وشدد المتحدث على ضرورة دعم الاحاطة بالمزارعين ومساندتهم في جمهورهم لتجاوز اشكاليات التمويل وتحفيزهم على مزيد الانتاج والانتاجية في مثل هذا الظرف العالمي المتسم بتقلص المنتوج والارتفاع الخيالي للاسعار.. توفر مستلزمات الانتاج وحول مدى توفر مستلزمات الانتاج من بذور واسمدة استعدادا لانطلاقة طيبة للموسم الجديد افاد شكري العبيدي ان حاجيات الموسم متوفرة ولا يتوقع حصول اشكاليات في هذا الجانب سيما وان كميات من البذور جاهزة وعلى ذمة الفلاحين منذ الان وتقدر ب35 الف قنطار من مجموع تقديرات تناهز 171 الف قنطار كحاجيات بذر وستكون 130 الف قنطار المتبقية جاهزة مع بداية اكتوبر. وبالنسبة للاسمدة ستكون بدورها متوفرة علما وان الامونيتر هذه المادة التي تعود الفلاحون أبا عن جد استعمالها ستختفي نهائيا وستعوض بنوعين يتأقلمان وخصوصية التربة والمناطق ولا يتوقع مصدرنا تسجيل نقص في التزويد بهما بعد ان توفرت منهما كميات هامة.. نفس الشيء بالنسبة لمادة الفوسفاط التي ستكون جاهزة بالكميات اللازمة.