الضحايا خلفوا 25 ابنا ينشدون التدخل للكشف عن ملابسات موت آبائهم الاسبوعي القسم القضائي لا حديث هذه الايام بمعتمدية سيدي عمر بوحجلة بولاية القيروان والقرى والارياف المحيطة بها الا عن وفاة ثلاثة من خيرة «فرسان جلاص» الواحد تلو الآخر في ظروف اقل ما يقال عنها انها غامضة رغم ان المرض الذي اودى بحياتهم اكتشفه الاطباء. فمن هم «فرسان جلاص؟ وماهي اسباب وفاتهم التي سجلت على التوالي في ظرف لا يتعدى البضعة اسابيع؟ وما حكاية الحقن التي حقنوا بها في ماي 2006 قبل سفرهم الى فرنسا لاجراء عدة عروض لفائدة الجالية التونسية المغاربية؟ «الاسبوعي» بحثت في المسألة وتحدثت الى عائلاتهم فتحصلت على المعلومات التالية: فرسان منذ الصغر في البداية نشير الى ان الفرسان الثلاثة وهم مبروك الناصر الفاتح (60 سنة) وسالم بن الغربي (76 سنة) ومحمد بن عمر الهاني (81 سنة) يعتبرون من خيرة الفرسان بتونس اذ لكل واحد منهم خبرة وتجربة لا تقل عن ال 35 سنة لاصغرهم و60 سنة لاكبرهم حيث تمرسوا على ركوب الخيول منذ سنوات طفولتهم في ريف القيروان ثم تلقوا التدريبات اللازمة في الفروسية حتى صاروا من خيرة الفرسان وتجلب عروضهم في المهرجانات المختصة بالالعاب الفروسية عددا كبيرا من الجماهير ثم اصبحوا من ذوي الكفاءة في الميدان وشاركوا في عدة عروض في بلدان عربية واوروبية ومنها فرنسا التي كانت المحطة الاخيرة لاثنين منهم قبل ان يصابوا بعلة ادت الى وفاتهم في الآونة الاخيرة الواحد تلو الآخر. اختيروا للسفر الى فرنسا افادنا اقارب الضحايا ان مبروك الناصر ومحمد الهاني وسالم بن الغربي استدعوا للحضور بمركز تربية الخيول بسيدي ثابت للقيام بتدريبات في الفروسية قبل شد الرحال الى فرنسا للقيام بعروض لفائدة الجالية التونسية ومحبي الفروسية بصفة عامة في هذا البلد الاوروبي، وفعلا سافر الفرسان الثلاثة الى العاصمة ومنها الى سيدي ثابت بولاية اريانة حيث التحقوا بمركز تربية الخيول. وذكر احد افراد عائلة الفارس سالم ان الضحايا الثلاثة التحقوا يوم 21 ماي 2006 بالمركز المشار اليه حيث ظلوا يتدربون طيلة عدة ايام قبل ان يتوجه اثنان منهم رفقة عدد من الفرسان والمشرفين عنهم الى فرنسا بعد ان منع المرض الفارس الثالث من المشاركة في الرحلة. حقنة.. فهزال.. فموت سألنا احدهم عن سبب غياب الفارس الثالث عن هذه الرحلة فافادنا بان الاخير وبعد ان تم حقنه بحقنة حقن بها الفارسان الآخران ايضا تدهورت حالته الصحية وخير مغادرة المركز باتجاه مسقط رأسه بينما سافر رفيقاه الى فرنسا ولكن بعودتهما تدهورت حالتهما الصحية دون ان يشعرا باية الام فقط كانا يشعران بالهزال وبالاعياء المتواصل. واضاف احد محدثينا: «بعد المشاركة سواء في التدريبات بمركز تربية الخيل بسيدي ثابت او بفرنسا كان الفرسان الثلاثة يشكون من الاعياء والهزال دون ان تنتابهم اية آلام ومع تواتر الايام تدهورت حالتهم الصحية فتوجهوا الى المستشفى لاجراء فحوصات طبية اكدت اصابتهم بمرض عضال اودى بحياتهم لاحقا الواحد تلو الاخر اذ توفي مبروك الناصر منذ بضعة اسابيع والتحق به يوم 18 اوت الفارط سالم بن الغربي قبل ان يلتحق بهما منذ نحو اسبوع محمد الهاني» شكوك.. قضية وبحث عن الحقيقة وفي السياق ذاته اعلمنا اقارب الفرسان ان شكوكا تنتابهم حول مسؤولية الحقنة التي حقنوا بها قبل المشاركة في رحلة فرنسا في اصابتهم بهذا المرض الخطير الذي اودى بحياتهم الواحد تلو الاخر وفي ظرف زمني قصير. واضاف احد ابناء مبروك الناصر: «الشكوك تحوم حول هذه الحقنة ونحن الان لا نريد سوى الحقيقة لذلك ننتظر من الجهات المسؤولة التحقيق في الغرض لكشف ملابسات موت ابي وصديقيه بهذه الطريقة. وافادنا اخر بانهم سيتقدمون بشكاية الى وكيل الجمهورية بابتدائية القيروان لمعرفة سر هذه الوفايات المتتالية التي غيبت ثلاثة من خيرة «فرسان جلاص» الذين خلفوا مجتمعين 25 ابنا بالتمام والكمال.