ينتظر أن يشرف سيادة الرئيس زين العابدين بن علي على موكب متميز ينتظم في مدينة القيروان بمناسبة اختتام التظاهرات والأنشطة الفكرية والثقافية التي شهدتها القيروان على امتداد السنة الماضية في إطار الاحتفال بها كعاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009. ويتزامن ذلك مع إشراف الرئيس بن علي على موكب ديني خاشع يحتضنه جامع عقبة بن نافع بمناسبة المولد النبوي الشريف الذي يتزامن مع اختتام فعاليات «القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية». ويتوقع أن يواكب التظاهرات المبرمجة بالمناسبة عدد كبير من الشخصيات العربية والإسلامية والأجنبية. وعلمت الصّباح أن من بين فقرات احتفالية الاختتام التي ستعيش القيروان على وقعها تدشين معلم تذكاري يخلد احتفال المدينة باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية. كما تشهد احتفاليات الاختتام عرضا للموسيقى الصوفية تحت عنوان «بحور العشق» من انجاز الفنان التونسي خالد بن يحيى. ويتضمن هذا العمل الفني فقرات موسيقية ووصلات من الإنشاد الصوفي بمشاركة الشيخ أحمد جلغام وعبير النصراوي. وكانت القيروان منذ اختيارها في السنة الماضية عاصمة للثقافة الإسلامية قبلة لكثير من الشخصيات الفكرية والعلمية والثقافية والدينية. وقد احتضنت عشرات التظاهرات والمؤتمرات الدولية والندوات والمعارض والمهرجانات والأسابيع الثقافية والعروض الفنية. وبلغت نسبة الأنشطة ذات الطابع الوطني والجهوي (%70)، في حين شكلت نسبة التظاهرات ذات الطابق الدولي (%30). واحتضنت عاصمة الأغالبة عدة ندوات وملتقيات دولية وعلمية كبرى شملت مواضيع متنوعة وهامة مثل «حضور الإسلام والحضارة العربية في شمال المتوسط» و«القضاء في القيروان والمغرب الإسلامي» و«الفجوة الرقمية ومتطلبات مواجهتها». كما تم تنظيم العديد من المعارض التي تبرز دور القيروان في الحضارة العربية والإسلامية من بينها بالخصوص معرض «شواهد من تراث القيروان» الذي افتتحه في مارس الماضي الرئيس زين العابدين بن علي، وامتد اشعاع التظاهرة الى الخارج ليشمل مدينتي باريس وقرطبة اللتين احتضنتا تظاهرتين أبرزتا الإشعاع الحضاري لمدينة القيروان عبر العصور. وساهمت مختلف أنشطة هذه التظاهرة في إبراز قيم التسامح والوسطية والاعتدال التي تميّز التراث الإسلامي والإرث الحضاري لمدينة القيروان على وجه الخصوص. وقد حازت هذه التظاهرات على اهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية، مما ساهم في تعزيز إشعاع مدينة القيروان بصفة خاصة وبلادنا بصفة عامة وفي تكريس وترسيخ قيم الإسلام المستنير. والجدير بالتذكير أن الرئيس زين العابدين بن علي كان أذن السنة الماضية بمناسبة افتتاح الاحتفال بالقيروان كعاصمة للثقافة الإسلامية بتلاوة القرآن الكريم في جامع عقبة ابن نافع على مدار الساعة على غرار جامع الزيتونهة المعمور. ويأتي إشراف الرئيس بن علي على تظاهرات الاختتام تكريسا لما يوليه من عناية فائقة بالدين الإسلامي الحنيف ورعاية معالمه ونشر تعاليمه النبيلة وإشاعة قيمه السمحاء. وبالتأكيد فإن إشراف سيادة الرئيس على اختتام التظاهرات المتعلقة بإعلان القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية وعلى المواكب الدينية التي سوف تحتضنها القيروان بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سيضفي طابعا متميزا من شأنه أن يعزز مكانة القيروان وإشعاعها الديني والحضاري.