اللسان الأزرق انتشر في صفوف بعض الخرفان ولا ينتقل إلى البشر ولا تتسرّب عدواه مباشرة بين حيوان وآخر تونس الصباح: انتشر في الفترة الاخيرة ببعض الولايات مرض اللسان الأزرق «بلوتونغ» في صفوف عدد من قطيع الخرفان مما ادخل شيئا من الخوف لدى المربين بعد تسجيل حالات نفوق رغم قلتها ظلت تشكل مبعثا على الانشغال رغم ان المرض غير معد بين الحيوانات فيما بينها كما انه لا ينتقل من الحيوان الى البشر بأي شكل من الاشكال.. ومتابعة للموضوع وتداعياته وللوقوف على رأي اهل الاختصاص والحصول على معلومات ضافية حول المرض واعراضه وطرق انتشاره وسبل التوق منه اتصلنا بالدكتور مالك الزرلي مدير عام الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحة الذي امدنا بمعطيات مفيدة ومستفيضة حول المرض كما تم التطرق معه الى مواضيع اخرى تهم الاستعدادات الخاصة بمراقبة وحماية الصحة الحيوانية خلال الموسم الفلاحي الجديد وبرامج متابعة اليقظة للتوقي من مرض انفلونزا الطيور وكذلك دعم الجهود للوقاية من تسجيل اصابات جراء ما يعرف ب«بروسيلوز» عبر تكثيف حملات التحسيس والتثقيف الصحي للمستهلكين خاصة في رمضان باعتبار ان الاقبال على استهلاك الحليب الطازج ومشتقاته من نقاط البيع غير المنظمة يتزايد سرعة في مثل هذا الشهر.. وقد سجلت في رمضان الماضي حالات اصابة متفرقة بهذا المرض الذي خلافا «للسان الازرق» ينتقل من الحيوان الى البشر. اللسان الازرق * يتردد الحديث في صفوف المربين منذ ايام عن انتشار مرض يعرف «باللسان الازرق» يصيب الخرفان دون سواها من الاغنام فهل من توضيح عن حجم انتشار المرض والاصابات المسجلة وطرق التوقي منه.. اولا لا بد من التأكيد ان مرض Bleu-Tongué او اللسان الازرق لا ينتقل الى البشر كما انه لا ينتقل مباشرة من حيوان مصاب الى الآخر بل تنشر عدواه بعوض ناقل للفيروس من الخروف المصاب الى آخر.. وهو من الامراض المعروفة لدى المربين وتتمثل ابرز اعراضه في اكتساب لسان الحيوان لونا يميل الى الازرق بعد ان ينتفخ ويتعطل سير الدم به بصفة عادية.. ولا يعتبر مثل هذا المرض حديثا او جديدا بل سجل حضوره في بلادنا منذ عدة سنوات وعادة ما يبرز في مثل هذه الفترة من السنة الخريف لانتشار هذا النوع من الناموس الناقل للفيروس وقد تمت معاينة 61 بؤرة اصابة باللسان الازرق في تسع ولايات الى غاية موفى أوت. بالمناطق التي تتواجد بها مياه راكدة وهو المحيط الملائم لتراكم الناموس وبلغ عدد الحيوانات المصابة 489 خروفا ما يمثل نسبة اصابة ب2،3% من مجموع القطيع اما نسبة النفوق فلم تتجاوز 9،0% علما وان النفوق يمكن يمكن ان يحدث في الحالات التي يتطور فيها المرض ولا يبادر المربي في الحين بالتبليغ واعلام اقرب بيطري لمعالجة الاعراض. الاسراع بالتبليغ * لكن عند ظهور المرض كيف يمكن للمربي ان يتصرف للسيطرة عليه ويحول دون انتقال عدواه.. يعتمد التدخل في مثل هذه الحالات على جملة من الآليات منها ضرورة الاعلام الفوري للمصالح المشرفة على الصحة الحيوانية بالمندوبيات الجهوية للفلاحة لتتسنى مداواة الاعراض باقصى ما يمكن من السرعة كما يطلب من الفلاح الحرص على حماية قطيعه من الناموس الناقل بالاحتفاظ به ليلا وهي الفترة التي ينشط فيها هذا البعوض وينتقل بين الخرفان في اسطبل وفضاءات مغلقة مع مقاومة الناموس باستعمال المبيدات شريطة احترام مواصفات وكميات الاستعمال اللازمة لهذه المادة لتتسنى السيطرة على العدوى وانتشار المرض.. اضف الى ذلك ما نقوم به من حملة تلقيح سنوية تستمر من جانفي الى افريل وقد شرعنا في مثل هذه الحملة الهادفة الى تحصين الخرفان منذ الموسم الفلاحي الماضي وسنتابعها هذا العام ويتم الاختيار على هذه الفترة بالذات للتلقيح لضمان الجدوى والنجاعة باعتبار انه في زمن تكاثر البعوض وانتشار المرض لا وجود لاي مفعول للتلاقيح. نوعية التغذية والمرض * تربط بعض الاحاديث بين نوعية التغذية المعتمدة وانتشار المرض سيما وان استعمال الخبز «البايت» وقشور الهندي.. كتغذية حيوانية من قبل الفلاحين تفرز عديد الامراض فهل هذا صحيح؟ لا أساس لهذا الربط من الصحة ولا علاقة لمرض اللسان الازرق بالتغذية باعتباره مرض فيروسي. ويعود تواتر الحديث عن المرض في صفوف الفلاحين لتشخيص بؤر المرض في عديد المناطق التي بها مياه راكدة بجهات الساحل اساسا.. مع الملاحظ وان انتشار المرض بالمنطقة المتوسطية في تطور بعد ان شمل ضفتيها الجنوبية والشمالية. * وماذا عن اسباب تطور الاصابات هذه الفترة مقارنة بالسنوات الماضية.. السبب الرئيسي يعود الى صنف الفيروس وذرواته باعتبار أن نوعية الفيروس تتغير من سنة لاخرى كما هو الحال بالنسبة للفيروسات التي تصيب البشر.. وقد برز المرض هذه السنة باكثر حدة من المعتاد ولهذا السبب ندعو الفلاحين بالحاح الى الاسراع بالاتصال بالطبيب البيطري للتبكير بمعالجة الاعراض. مع الاشارة الى ان استقرار نسبة الاصابات في حدود 3% يعود الى حملة التلقيح المنتظمة سابقا والتي تهدف الى حماية الحيوان وتحصينه وان كان لا بد من التوضيح بان التلقيح لا يحمي بصفة تامة وبنسبة 100% من وقوع اصابات كما هو الشأن بالنسبة للانسان مع تجديد التأكيد ان المرض لا ينتقل الى الانسان وحتى في حال بروز الاصابات تبقى لحوم الخرفان وبقية منتجاته مثل الحليب سليمة.. وقابلة للاستهلاك مع الاشارة انه بتغير الطقس وانخفاض درجات الحرارة ونزول الامطار يتلاشى الناموس الناقل للعدوى. مواصلة اليقظة * لنترك اللسان الازرق جانبا وننتقل الى أنفلونزا الطيور.. ما جديد استعداداتكم بالنسبة لهذا الموسم خصوصا وان عودة الطيور المهاجرة الى بلادنا وشيكة..؟ ... اليقظة متواصلة والمتابعة مستمرة لمرض انفلونزا الطيور وقد كان انعقد اجتماع الاسبوع الماضي تم خلاله اقرار اعادة اعتماد مكونات الخطة القديمة التي اثبتت نجاعتها بالاستمرار في القيام بزيارات لمنشآت الدواجن في القطاع الصناعي وكذلك العائلي ومراقبة الطيور المهاجرة ورفع العينات بنفس المستوى المنتهج سابقا وبالتالي المحافظة على ذات مقومات اليقظة والحذر علما وانه لا توجد حاليا مؤشرات تبعث على القلق او الانشغال حول تطور المرض في العالم في الفترة الاخيرة.. ذلك انه باستثناء البؤر التي اكتشفت في ألمانيا هذه الصائفة لم تسجل في أوروبا حالات مفزعة.. وما سجل منها شمل الطيور المهاجرة وهكذا فالوضع مطمئن لكن الحذر مستمر. رمضان.. «البروسيلوز» والمستهلك.. * «البروسيلوز» او الحمى المالطية مرض تنتقل عدواه من الحيوان الى البشر وقد سجلت حالات اصابة في صفوف المواطنين رمضان الماضي جراء استهلاك حليب او بعض مشتقاته «ملوث» فماذا عن الخطة المعتمدة هذا العام لتعزيز الوقاية من هذا المرض... احكمت عديد الاطراف المعنية بهذا الملف استعداداتها للتكثيف من المراقبة فيما يتعلق بالحليب الطازج ومشتقاته والذي يتطور استهلاكه خلال رمضان وقد ضبطت المصالح المختصة صلب وزارات الصحة والتجارة والداخلية برنامج تدخلاتها في هذا الشأن. وبالنسبة لنا يتوجه اهتمامنا نحو دعم المراقبة في مستوى حلقتين هامتين هما تربية الماشية (الانتاج) والتجميع مع التركيز على فرض جودة المنتوج ككل وليس ما يتعلق منه بالحمى المالطية فحسب مع التنسيق مع بقية الوزارات مع التأكيد على اهمية دور المستهلك ودعوته لرفض الاقبال على المواد المعروضة في ظروف غير صحية وفي محلات تعوزها شروط حفظ الصحة.