اصبح من المتعارف عليه ان تعتمد العديد من البرامج الاذاعية والتلفزية المسابقات الهاتفية او عن طريق الارساليات القصيرة وذلك لاستقطاب اكبر عدد من المستمعين والمشاهدين و«نعوشة» كاسة المؤسسة الاعلامية وهذا حق أصبح مشروعا و«ومشروعا» مربحا للعديد من البرامج وبقطع النظر عن قيمة ومستوى الأسئلة المطروحة التي تبدو في بعض الأحيان بدائية وساذجة ومعروفة الاجابة حتى لمن كان مازال «يرضع في البيبرو» فإن الجوائز التي ينعتونها دائما «بالقيمة» تكون في اغلب الأحيان مثارا للضحك والاستهزاء وأبرز مثال على ذلك هو برنامج في الموعد الذي تبثه الاذاعة الوطنية وتقدمه بية الزردي بتقديم لها وتعريف من الحبيب جغام «كالعادة» فهذه المنشطة لم تتوانى خلال الأسبوع الفارط في احدى حلقات البرنامج عن الاعلان عن فوز متسابقة باحدى المسابقات الهاتفية بجائزة قيمة هي عبارة عن «مقفول وكسكاس» نعم مقفول وكسكاس، أليس هذا مضحكا الى حد البكاء أن نرى مؤسسة اعلامية بحجم الاذاعة الوطنية بامكانياتها المادية وميزانيتها تقدم مقفولا وكسكاسا الى أحد الفائزين؟ والمصيبة ان الضحك على ذقون المستمعين لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه الى ما هو أشد وأتعس فالمواطنة «السعيدة» والتي انفتحت لها ابواب الحظ على مصراعيه للفوز بهذا المقفول والكسكاس «العجيبين» كانت من متساكني ولاية مدنين، نعم يا سادة فتصوروا ان هذه المواطنة السعيدة بعدما علمت عن طريق «المباشر» بفوزها بهذه الجائزة «القيمة» وقد حزمت امتعتها وودعت اهلها بعد ان تقبلت تهانيهم بهذا الفوز الساحق وقد اكترت سيارة او امتطت الحافلة او ركبت «لواجا» للنزول الى 71 شارع الحرية لتتسلم جائزتها وربما استأجرت غرفة في نزل او «ركشة» عند احد معارفها بالعاصمة وصورت عملية استلام الجائزة بالصورة ووقعت عليها ثم عادت بنفس الطريقة الى مسقط رأسها «فرحة مسرورة» حيث استقبلوها بالزغاريد والطبال والزكار ثم وضعت المقفول والكسكاس على طاولة بفناء المنزل حتى يتمكن الاهالي والجيران من النظر اليه ومعاينته وربما اخذ صور تذكارية معه «كرمز البطولة» اليس في هذه الجوائز التي لا يتعدى سعرها عشرات الدنانير استبلاه للمستمعين وضحك على ذقونهم؟ لذلك فنحن لن نستغرب يوما ان نرى هذا البرنامج يهدي مستمعيه وفائزيه في حلقة قادمة «باكو كسكسي» او حتى «طزينة ملسوقة» وان يكون الفائز بهذه الجوائز «القيمة» احد عمالنا بالخارج الذي يقيم بفرنسا او المانيا او السويد «واللي عند بية موش صعيب» و«موش عجب يقدر يصير».