تونس الأسبوعي طوت البطولة الوطنية للرابطة المحترفة الأولى جولتها الخامسة للاياب ونزل مساء أمس الستار على الاستعراض الكبير الذي جرت وقائعه مناصفة بين ملعب الطيب المهيري بصفاقس وملعب المنزه ورغم نزول الستار على وقائع العرض فإن المشاعر مازالت مختلطة المنى يتوه في التمني والتساؤلات تتراوح بين الشك واليقين وفي الرؤوس نشوة ولكن فيها أيضا دوار وصداع بسبب مخلفات مقابلتي صفاقس والمنزه. وأظن أنه لم يبق أمامي غير الاعتراف بأن مواصلة الترجي الرياضي لزحفه نحو خط النهاية وربما حصوله على البطولة للموسم الثاني على التوالي لن يكون شهابا تساقط من نجم بعيد وشق أفق الليل محدثا دويا عاليا فالعكس هو الصحيح. فالترجي الرياضي الذي مر في الايام القليلة الماضية بمرحلة حرجة نتيجة الضغط المسلط عليه بسبب بعض النتائج غير المنتظرة لم تكن نتيجة اهتمام فوزي البنزرتي بالمنتخب الوطني وبالجامعة وكواليسها ساعيا الى تأمين نفسه وضمان بقائه على رأس المنتخب لكن كان هناك خلل ما في مكان ما وقد استطاعت هيئة الترجي الرياضي أن تكشف موضع الداء بسرعة وقامت بالإصلاح قبل فوات الأوان ولعلي أقول وأرجو أن لا أكون على صواب هذه المرة أن عملية التصادم التي وقعت بين بعض اللاعبين وقلة من الأنصار لم يعجبهم مردود هذه العناصر لم يكن تصادما بريئا.. إن الترجي الرياضي وبنفس العناصر تقريبا هو الذي رفع رمز البطولة خلال الموسم الماضي وهو في طريقه على ما يبدو الى إعادة نفس السيناريو بعد أن نجح ونضج وتحمل اعباء كثيرة لكن البعض قد استكثر عليه النجاح فحاولوا أن يسحبوا من تحت اقدامه البساط لكن النتائج جاءت عكس التوقعات.. النادي الافريقي ونقاط الاستفهام وبانتصاره أمس يزيد الترجي في الهروب عن أقرب منافسه النادي الافريقي الذي اصبح أمره محيّرا بكل المفاهيم والمقاييس فالضائقة المالية ترمي بظلالها على أجوائه وضغط الجماهير يعطل من حركة التصرفات داخل هيئته وفي محيطه وأبناء القلعة الحمراء ستكون امامهم ايام صعبة وعليهم أن يجتازوا المرحلة وعلى العائلة الموسعة للنادي أن تجتهد أكثر وأن لا تفقد السيطرة على التوازن في اتخاذ القرار الذي يصب في صالح الفريق وبعيدا كل البعد عن الخاطر العابر الذي يساير الجماهير وهي منفعلة. النادي الصفاقسي الى أين؟ وبهزيمته الثقيلة أمس امام الترجي الرياضي يكون النادي الرياضي الصفاقسي قد دخل في دوامة حرجة أبعدته عن المنافسة كليا وأسدلت سحابة سوداء على مكانته نتيجة إزدواجية مخيفة مزقت فريق عاصمة الجنوب وحصيلة حديث الخاصّ والعام وقد رمى الشك بظلاله على هذا الصرح وأصبح ينخر الاساس ومن الواضح أن هذا الشك انعكس على كل شيء: النتائج والقرارات.. والإختبارات وزاد خلاف المنصفين الطين بلة.. ومن هنا فإن لجنة الدعم أو كبار النادي إن صح التعبير يقع عليهم عبء تعديل الأوتار وعليهم كذلك أن يستمعوا وبانتباه الى نداء أبناء عاصمة الجنوب فهو نداء من أعماق الوجدان الى آذان كبار النادي مع القول والتأكيد بأن الحلول لا ولن تأتي بالمناظرات الاعلامية وانما بالقرارات الرشيدة والمسؤولة.. فالاعلام لا يغطي الأخبار فحسب وانما بعضه وليس كله يزيد في تأزيم الأوضاع عن قصد وعن غير قصد.. النجم يهدر الفرصة وفي سوسة أهدر النجم الساحلي الفرصة مكتفيا بالتعادل امام فريق الهمهاما وهو ما جعله يبتعد عن الترجي بسبعة أميال عكس ضيفه الذي قد تكون النقطة المسجلة اسعدته في سعييه لتفادي النزول ومقابل ذلك عادت البسمة الى ابناء عاصمة الجلاء بعد فوزهم على شبيبة القيروان. في حين حصد ترجي جرجيس وقوافل قفصة تعادلين ثمينين قد يكون لهما أثر في نهاية المشوار.