تونس الصباح اتمست الايام الحالية من فصل الخريف باشتداد الحرارة حتى انها لا تكاد تختلف عن أيام الصيف.. ومقابل هذا مازال الوسط الفلاحي ينتظر زخات الامطار الخريفية الاولى التي يعلق عليها الجميع آمالا واسعة، على اعتبار انها تمثل انطلاق حركية فلاحية واسعة النطاق تمس جملة من القطاعات الفلاحية الاساسية مثل قطاع الزيتون والتمور والزراعات الكبرى اساسا كما ينعكس نزولها ايجابا على جملة من الانتاج الفصلي مثل الخضر الورقية الشتوية او الفصلية وغيرها من انواع الغلال وفي مقدمتها الرمان. فكيف يقيم الوسط الفلاحي المرحلة على ضوء هذا المناخ الذي تمر به البلاد؟ وهل ينتظر أن تكون الايام القادمة ممطرة وبالتالي مستجيبة لتطلعات الفلاحين بخصوص موسم فلاحي جيد؟ الضغط الحراري قابل لظهور السحب الممطرة افادت مصادر الرصد الجوي انه على الرغم من حرار الطقس، وتواصل موجات الشهيلي المرتسمة على محيط تونس، فان ظهور السحب بدأ يتكثف في الايام الاخيرة.. ولئن كانت الخلايا الرعدية التي تظهر لحد الان فقط على بعض مناطق الشمال والوسط لم تفرز سوى بعض الامطار الخفيفة والقليلة فان امكانية تكاثف السحب وتراجع الحرارة ونزول الكميات الهامة من الامطار تبقى منتظرة وشبه مؤكدة خلال الايام او الاسابيع القادمة. وافادت هذه المصار ان التقلبات المناخية التي ترتسم حاليا على أوروبا وتجوب العديد من بلدانها قابلة للانتقال الى جنوب المتوسط وذلك كلما تراجع التيار الصحراوي المرتسم على البلاد تحت تأثير التيار الشمالي الذي مازال ضعيفا نوعا ما. الفلاحون بين مستبشر وخائف وفي حالة انتظار المشهد الفلاحي الحالي في تونس يعيش على أمل «طهمة الخريف» أو«غسالة النوادر» حسب التعريفات التي تترجم ظهور الامطار الاولى من كل خريف في الاوساط الفلاحية الشعبية فعلى مستوى منتجي التمور تبدو التباشير بصابة هامة عالية ومنتظرة حيث ان الصابة من هذه الثمار تبدو على الابواب، خاصة بعد عدم تعكير اجواء بنزول امطار في مثل هذه الفترة من قرب جنيها. ومقابل هذا بدا القلق يدب الى قلوب الفلاحين من منتجي الزيتون، حيث بدؤوا يشعرون بالخوف من قلة الامطار.. وتأثر شجرة الزيتون المثقلة بالثمار من قلة الامطار التي ترويها في مثل هذه الفترة العصيبة التي تسبق جني الصابة بزهاء شهر نصف او شهرين.. وتمثل الامطار في مثل هذه المرحلة بالنسبة للزيتونة خير غذاء يمكنها من المحافظة على ثمارها الى غاية جنيها. وقد اكد لنا بعض الفلاحين ان الزيتونة بدأت «تتحسس» لقلة الامطار او انحباسها وذلك على الرغم من الامطار الهامة التي اكدت الصابة خلال شهري ماي وافريل الفارطين. الحراثة البيضاء بانتظار الامطار كمؤشر على البذر اما في الاوساط الفلاحية المختصة في الزراعات الكبرى، فان الحركية لم تتوقف بشأن تحضير الارض وشقها عبر الحراثة البيضاء وذلك استعدادا لعملية البذر. وفي هذا المجال اشار بعض فلاحي هذا القطاع الى ان الامل مازال قائما وكبيرا حول مباشرة عمليات البذر في الزراعات الكبرى حتى لو نزلت الامطار في غضون شهر من الآن. ويبدو من ناحية اخرى ان النشاط الفلاحي الخاص بشتى انواع الخضر الورقية الفصلية والبعلية قد تعطل بسبب انحباس الامطار وذلك على الرغم من التحضيرات الهامة التي تمت في هذا المجال خاصة في ما يتعلق بالبطاطا والمعدنوس والسلق، مما أجل زراعتها والتعويل لحد الان على المساحات السقوية التي وقع توسيعها تحسبا لكل طارئ.