تونس الصباح: أضحت المادة الساخرة او ما يعرف بالفكاهة التلفزيونية واحدة من أهم «الاطباق» البرامجية التي تزيّن بها القنوات التلفزيونية «مائدة» برامجها الرمضانية بل ان عديد القنوات نجدها قد جعلت من هذه المادة «طعما» تستدرج من خلاله اكبر عدد ممكن من المشاهدين لاستقطابهم وتحويل «وجهتهم» نحوها.. والواقع ان الفماهة التلفزيونية بما هي انتاج برامجي تلفزيوني ساخر ومسلّ تبدو قادرة ومؤهلة اكثر من غيرها تحظى بنسبة مشاهدة عالية سواء في شهر رمضان من كل عام او في غيره من شهور السنة وذلك لاسباب مختلفة.. اهمها دون شك حاجة الانسان الفطرية الى الضحك والتسلية... وما من شك في ان الناظر في قائمة أنجح الانتاجات التلفزيونية خلال السنوات القليلة الاخيرة سيلاحظ انها تشتمل في جانب كبير منها على حصص الفكاهة التلفزيونية بمختلف انماطها واشكالها بدءا بالسلسلات الهزلية ومرورا بالسكاتشات ووصولا الى الكاميرا الخفية.. فالفضائية «تونس 7» مثلا لا تزال تحصل سنويا على اعلى نسبة مشاهدة خلال شهر رمضان من كل عام وذلك بفضل سيتكوم «شوفلي حلي».. بدورها قناة «حنبعل» نجدها قد دخلت على خط المنافسة الجدية هذه السنة واصبحت تراهن على المراتب الأعلى في نسبة المشاهدة وذلك بفضل المواقف الهزلية والسكاتشات التي يقدمها الكوميدي نصر الدين بن مختار تحت عنوان «واضح». على أن ما نودّ الاشارة اليه في هذا الباب هو غياب احد الأنماط الاساسية عن قائمة الانتاجات البرامجية الكوميدية في قنواتنا التلفزيونية ونعني به العرض الساخر للممثل الواحد او ما يسمى ب«الوان مان شو».. فقنواتنا التلفزيونية سواء منها الخاصة او الرسمية نجدها قدمت تاريخيا «السيتكوم» وقدمت «الكاميرا الخفية» وقدمت «السكاتشات» ولكنها لم تجرّب على حد علمنا تقديم عرض الممثل الواحد.. او هي ربما تكون قد فعلت ذلك في مرة وحيدة من خلال مجموعة «سكاتشات» هزلية اخرجها علي منصور وقدمها بمفرده الممثل الامين النهدي في فترة من الفترات. جعفر القاسمي.. والفرصة الضائعة الممثل المسرحي الشاب جعفر القاسمي سجل حضوره على امتداد الموسم الثقافي المنقضي وعلى امتداد الصائفة الماضية بعمل مسرحي كوميدي من نوع «الوان مان شو» عنوانه «واحد منا»،، هذا العمل الذي اخرجه منير العرقي وكشف من خلاله بطله الوحيد الممثل جعفر القاسمي عن امكانيات محترمة في الاداء الكوميدي كان يمكن ان يتحوّل في رأينا الى انتاج تلفزي كوميدي في حلقات لو ان «اصحابه» اشتغلوا عليه وطوعوا مواقفه الكوميدية وخطابه الهزلي ليكون في شكل سلسلة عروض ساخرة للممثل الوحيد يقدم في التلفزة.. لو انهم فعلوا ذلك لكانت قناة «تونس 7» قد جدّدت من خلالهم العهد بنمط العرض الساحر للممثل الواحد الذي يبدو كأنه «انقرض» أو هو في طريقه الى الانقراض تلفزيونيا.