تونس-الأسبوعي في إطار التوجه الرئاسي القاضي بإعطاء مكانة للعلوم الإنسانية ستفتح ابتداء من الموسم الجامعي المقبل المرحلة التحضيرية بدار المعلمين نظرا لحاجة البلاد إلى نخبة في اختصاص الحضارة والآداب واللغات والتاريخ والعلوم حيث يحتوي الدليل الجامعي الجديد على اختصاصات إنسانية وعلمية بما يمكن من إعطاء الإضافة لإطار التدريس الحالي. هذا ما أعلنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد البشير التكاري خلال اليوم الاعلامي مع المرشدين في الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي يوم السبت بالعاصمة وقد حصلت «الأسبوعي» على بعض التفاصيل حول هذا الموضوع... وسيلتحق بدار المعلمين العليا بالقرجاني الناجحون الجدد في الباكالوريا لمزاولة الدراسة في اختصاصين هما الآداب والانسانيات ولن تتجاوز طاقة الاستيعاب 300 طالب سيلقون تكوينا صناعيا وشاملا في المجالات التي ينتمون اليها بالاضافة الى أنهم يحصلون طوال فترة الدراسة على منحة جامعية خاصة (شبيهة بالاجر) مع السكن على عين المكان ولهؤلاء الخريجين الأولوية في التدريس بالمعاهد الثانوية باعتبارهم متحصلين على ما يعادل الأستاذية ولن يكونوا مضطرين لاجتياز «الكاباس» للالتحاق بسلك التعليم.. أولوية هؤلاء الخريجون لهم أيضا الأولوية في التبريز بما يمكنهم أيضا من التدريس بالجامعات، هذا بالإضافة الى أن المتميزين منهم يمكنهم مواصلة دراستهم بفرنسا . أما الهدف من تكوين هؤلاء الطلبة بالمرحلة التحضيرية هو دعم إطار التدريس في المعاهد الثانوية والتعليم العالي أي أنهم سيكونون بمثابة القاطرة لتجويد التعليم وتحسين المردودية خاصة في المعاهد الثانوية حيث سيدرسون تحديدا بالأقسام النهائية.. تجميع إضافة الى ذلك تحدث الوزير و«فرّك رمانة» كثرة الاختصاصات والمسالك التي نزلت بمستوى التكوين وتسببت في توهان الناجحين الجدد في الباكالوريا وهو ما أدّى الى تجميع 140 اختصاصا والنزول بعدد الشعب من 720 الى 580 في الدليل الجديد الذي أصبح يعتمد تصنيف الشعب وتبويبها حسب المجالات (انسانيات- علوم صحيحة- دراسات طبية وهندسية..) وعلمت «الأسبوعي» أنه من دواعي إعادة النظر في دليل التوجيه هو محدودية النظام الحالي وكثرة مساوئه كعدم التكافؤ في توزع الناجحين بمعدلات جيدة في الباكالوريا على مختلف الجامعات وارتفاع نسبة الناجحين بالاسعاف وهو ما يترتب عنه صعوبات في ايجاد المسالك المناسبة لمؤهلاتهم الحقيقية.. وأشارت مصادرنا الى أن ظاهرة الاخفاق في الجامعات وبخاصة في السنوات الاولى هي بسبب المراجعة والتجميع، إذ فاقت في «الانسانيات» 20% بالنسبة الى طلبة السنة الأولى وتكبر نسب الاخفاق في الشعب التي يوجه اليها الطالب رغما عنه.. "لوك" جديد ومن دواعي تجديد «لوك» ومحتويات دليل التوجيه الجامعي التفطن لمحدودية تشغيلية عديد الشعب والاختصاصات (المفتتة) مع الغموض في الدليل وبالتالي سيكون الدليل الجديد مقسما حسب الاختصاصات والجامعات وداخل الاختصاصات هناك تجمع في مادة معينة ويتضمن الدليل مختلف المسالك والمعابر التي يمكن للطالب أن يصحّح بها مساره في حال أخطأ في الاختيار للتخفيض من نسب الاخفاق وحمل الطالب على ربط الاختصاص بسوق الشغل من البداية بدل دراسة الشعبة ثم بعد التخرج يفكر في سوق الشغل...
