سارت الأمور بشكل غير متوقّع في النادي الإفريقي، ولئن كان ما حصل منذ أسابيع عاديا ومنتظرا لأنه أصبح يتكرر نهاية كل موسم منذ أكثر من عشر سنوات فإن السيناريو «الهيتشكوكي» الذي أطاح بجمال العتروس وأتى بالشريف بالامين كان أغرب من الخيال ومثل مفاجأة من العيار الثقيل ومنعرجا كبيرا في تاريخ النادي الإفريقي والرياضة التونسية عموما. إذ قلّما شاهدنا «إقالة» لرئيس نادٍ (خصوصا من الأندية الكبيرة والعريقة) أياما قليلة بعد تزكيته الرسمية وانطلاقه في العمل مثلما حصل مع جمال العتروس الذي وقع عليه اختيار «كبار» النادي الإفريقي بعد جهد جهيد وبحث ومحاولات شاقة لإيجاد معوّض لكمال إيدير. وحمل نبأ تعيين بالامين بوادر صيف الغضب والمتاعب في حديقة الرياضة «أ» ذلك ان مئات الاحباء جاؤوا من كل صوب وحدب معبرين عن استيائهم لكل ما يجري في النادي الافريقي بسبب مشكل رئاسة الجمعية بعد ان انتقلت من جمال العتروس الى الشريف بالأمين بالاضافة الى عجز المسؤولين عن ايجاد الحلول لتجديد عقود اللاعبين والانتدابات واختيار المدرب الجديد ولا ندري كيف ستكون العواقب في ظل هذه التعقيدات . كما بادر جانب من انصار الافريقي منذ مساء الاحد بحملة نشطة (على الانترنات والsms وفي المقاهي والمجالس المختلفة) رافضة لعودة بالامين الى سدة الرئاسة التي كان غادرها بعد حملة مشابهة وغضب جماهيري لن ينساه الافارقة. هل أخطأ العتروس؟ لفّ خبر «إقالة» جمال العتروس غموض كبير واستقبله أحبّاء الإفريقي والرأي العام الرياضي بكثير من الاستغراب وتعددت التساؤلات حول حقيقة ما حصل ومصدر هذا القرار المفاجئ وخلفياته الحقيقية وأسباب تعيين الشريف بالأمين. لكن من الوجيه في هذه المرحلة الإشارة الى أن مجرد الحديث عمّا إذا كان العتروس قد ارتكب خطأ أو أخطاء سارعت به خارج الحديقة «أ» لا يجوز أصلا باعتبار قصر المدة التي قضاها وعدم عقد الجلسة العامة التي تؤهله قانونيا لاتخاذ القرارات. ولا ندري هل سيحل مجيء بالأمين مشكل الرئاسة المزمن في النادي الإفريقي ونتساءل عن الدور الذي سيلعبه هذا القرار في مراجعة هيكلة النادي وفي تطوير السياسة الإدارية والمالية التي تجاوزها الركب وفي النهوض بواقع الفروع التي تردت في المشاكل و»الفضائح» والارتجال. ماذا ننتظر من بالأمين؟ من السابق لأوانه الحديث عمّا إذا كان الشريف بالأمين رجل المرحلة الحالية . وفي انتظار أن نكتشف أولى قرارات بالأمين واختياراته (على المستويات البشرية والرياضية والمالية)، يتلهف الجميع إلى معرفة موقف الرئيس القديم-الجديد للإفريقي من بعض القرارات التي اتخذها العتروس ومن الملفات التي لا تحتمل الانتظار (مدرب الأكابر وتجديد عقود اللاعبين وتوفير الموارد اللازمة لانطلاق التحضيرات...). وكان الشريف بالامين الرئيس الجديد القديم للافريقي تحدث على امواج «اذاعة موازييك» انه يعول على كل طاقات الفريق وعلى حكمة وتعاون كل رجالاته وهو تعاون قد يبقى مؤجل التنفيذ في ضوء ما احدثته تزكية السيد بالامين من شرخ في صفوف الاحباء والشارع الرياضي الذي لا يفهم الى حد الآن ماذا جرى وماذا يجري ...ولماذا اصبح العتروس رئيسا للنادي الافريقي...وامسى بالأمين خلفا له بعد اسبوع بالكاد.؟!