تونس الصباح اقتنت وزارة النقل خلال المدة الاخيرة عددا من عربات المترو الخفيف الجديدة لتوظفها في تعزيز النقل العمومي الحديدي. وتتميز هذه القاطرات بجملة من المواصفات الحديثة حيث انها مجهزة بعدد هام من الكراسي المريحة. علاوة على انها مكيفة ومجهزة بكاميرا مراقبة وتسجيل لضمان أمن وسلامة المسافرين غير ان كل هذا لا يبرز عدم تلاؤمها مع محطات المترو الخفيف على معظم الخطوط على اعتبار فارق العلو بين هذه العربات والمحطات العالية التي اعدت للنمط القديم من عربات المترو المستعملة في بلادنا منذ سنوات والتي تتميز بارتفاع معين يفوق ال80 سنتمرا عن سطح الارض. فكيف سيتم اعتماد هذه العربات الجديدة غير الملائمة مع ارتفاع المحطات؟ ولماذا لم يقع التفطن لهذا البعد الفني قبل اقتناء العربات؟ وكيف سيقع تطويع المحطات لهذا النمط من العربات؟ وهل يمكن ملاءمة العربات الجديدة المسطحة لنشاط العربات القديمة العالية على نفس الخط؟ حضائر عمل في كل المحطات.. خسائر مالية.. وانتظار لدخول العربات الجديدة حيز النشاط افادا مصادر شركة نقل تونس انه خلافا لخط تونس بن عروس الذي يعتبر مؤهلا على مستوى محطاته والذي انطلق عبره نشاط العربات الجديدة للمشروع فان بقية الخطوط بكاملها ومحطاتها لا تتلاءم مع الجوانب الفنية لعربات المترو الجديدة. وبناء على عدم التوافق الفني بين العربات والمحطات فانه سيقع ارجاء استعمال هذه العربات على بقية الخطوط المشار اليها من سنة كاملة الى بعض السنوات حتى تقع ملاءمة العربات والمحطات. وهكذا ينتظر أن تنطلق جملة من الحضائر الخاصة بالبناء عبر كل محطات المترو وعلى كافة الخطوط لتأهيلها وجعلها قابلة وجاهزة لاستقبال عربات المترو الجديدة ولا شك ان هذا النشاط سوف يستغرق وقتا طويلا، على اعتبار اعادة المحطات بكاملها نظرا لارتفاعها غير المناسب لمستوى العربات الجديدة. ويبدو ان جملة هذه الحضائر سوف تكلف وزارة النقل وشركة نقل تونس اموالا طائلة، كان بالامكان تفاديها وتفادي الوقت الضائع الخاص استعمال العربات الجديدة على كل الخطوط لو كان الملف الفني لاقتناء هذه العربات قد لاءم وضعية محطاتنا للمترو ونمط العربات الجديدة المتميزة كما اشرنا سابقا بعدم ارتفاعها. ويبقى هذا السؤال مطروحا لدى العديد من المتابعين لقطاع النقل وتطوراته في مجال التحديث الذي يمر به والذي على ما يبدو مازال يتطلب دقة من قبل الفنيين القائمين عليه حتى لا يوافقوا على صفقات اما انها لا تتماشى وبنيتنا الاساسية الخاصة بمحطات المترو او يدرسوا الملف من كل جوانبه لتسبق عملية تأهيل المحطات اقتناء العربات وبذلك تكون العربات الجديدجاهزة للاستعمال عند وصولها الى البلاد دون انتظار دخولها حيز النشاط عدة اشهر ان لم نقل عاما او عامين. ولعلنا في هذا الجانب نوجه اسئلتنا الى سلط الاشراف عن تاريخ انطلاق الحضائر الخاصة بتأهيل محطات النقل عبر المترو ومدة نشاطها، والانتهاء منها وكذلك عن تاريخ اعتماد العربات الجديدة على كل الخطوط. كما لا يفوتنا ايضا ان نتساءل عن التكاليف الخاصة بهذه التهيئة، وعن القيمة المضافة التي ستحصل جراء عدم استعمال هذه القاطرات الجديدة الى حين توافقها مع المحطات ثم وفي آخر المطاف من المسؤول عن هذه اللخبطة، وعن هذا التأخير في استعمال عربات المترو الجديدة والاموال الطائلة التي ستنفق في استصلاح محطات المترو؟ ...ويبقى الاختلاف قائما على حد تقديرنا لا شك انه، وبعد عملية تأهيل محطات المترو سوف يقع اعتماد النوعية من العربات على كل الخطوط وذلك في نظرة شمولية لتعزيز نشاط هذا النوع من النقل خاصة وانه يحظى بنصيب الاسد في استعمالات المواطنين اليومية. لكن السؤال الذي يبقى مطروحا ونبحث له عن جواب هو هل ستتوفق محطات المترو على كافة الخطوط في الان نفسه في استقبال العربات الجديدة والقديمة في حين يكون بعضها القديم عاليا والجديد منها منخفضا. وهنا يطرح السؤال حول الشكل الذي ستكون عليها المحطات للمواءمة بين نوعي العربات؟ لعل الحل يكمن في ان تكون المحطات متحركة.. تارة ترتفع كلما حلت قاطرة قديمة مرتفعة، وطورا تنخفض كلما حلت قاطرة منخفضة!! نرجو مرة أخرى ان تجيب سلط الاشراف على كل هذه الاسئلة التي طرحناها والاشكاليات التي لاحظنها بخصوص هذه الصفقة وما سينجر عنها من عمليات تأهيل للمحطات وتأخير في استعمال العربات الجديدة.