عملت في أجواء عسكرية لهاته الأسباب لقد ارتبط شهر رمضان منذ سنوات عديدة بحصة أمتعت الناس وأدخلت الابتسامة الى بيوتهم وجعلتهم ينتشون بالمواقف الطريفة ونعني بذلك الكاميرا الخفية التي شهدت على امتداد الأيام العديد من التغييرات في مستوى فريق العمل او كذلك في ما يتعلق بالأفكار والرؤى الاخراجية التي تبحث دائما عن ضحايا توقعهم في فخها. هذه الحصة التي يتابعها الملايين يهندس كل متعلقاتها الفنان حمادي غوار الذي يحضر بيننا هذا الاسبوع في ركن وجه من رمضان. * هل يمكن ان نبدأ بالحديث عن تاريخ الكاميرا الخفية؟ نحن في هذه السنة أمام الكاميرا الخفية التاسعة، سنتان على قناة تونس 7 واربع سنوات على قناة 21 ثم كانت التجربة في السنوات الثلاث الأخيرة مع قناة حنبعل اذن اثرنا التنوع والبحث دائما عن طرف جديد نتعامل معه ونطور فيه عملنا والحرفية تملي علينا ذلك. * تعتمد الكاميرا الخفية بالأساس على الفكرة التي يجب البحث عنها والتأكد من ندرتها حتى تجلب انتباه الجمهور وبالتالي أنتم في حاجة الى كم كبير من الافكار كيف تتوصلون اليها؟ لقد انطلقنا في صياغة الأفكار منذ سنة 1996 والكتابة متواصلة والحمد لله وهي عطاء من الله ونحن نسعى دائما لايجاد مواضيع طريفة ونتمكن من ذلك لثراء مجتمعنا بالطرائف ونركز على خصوصية كل جهة بكامل تراب الجمهورية التونسية * هل يمكن ان نوضح ذلك أكثر للقراء؟ اننا نسعى الى احترام العادات والتقاليد لكل منطقة ننزل بها ونحاول الا نتجاوز بعض الحدود ونعتمد بالأساس على ردود الفعل المتفاوتة من شخص الى آخر ونسعى الى القيام ببحث يتعلق بالمتناقضات التي يعيش فيها المجتمع فضغط بعض الظروف الجبائية والفيروس الجديد الذي ينتشر بين الناس بسرعة خارقة واعني به الستراس كل هذه النقاط هي علامات ارشاد لكتابة الأفكار ولكننا دوما نؤمن بضرورة المحافظة على الضحكة والترفيه. * كيف يتم الاعداد لمختلف الحلقات؟ قبل التصوير اعتدنا على القيام بجلسة عمل بحضور عبد القادر الجربي المخرج ونصر الدين بن سعيدة باعتباره اعلاميا ومنتجا للكاميرا الخفية 2007 ويقع تفكيك الفكرة وربطها بمراحل التوالد ثم نختار مواقع التصوير والأطراف التي تساعدنا على انجاز وانجاح مهمتنا * الشرط الاكبر في الكاميرا الخفية هو توفير وجوه غير معروفة تقوم بمهمة «الاحتيال» وفي نفس الوقت وجب ان يتوفر فيها قدر كبير من الحرفية كيف تحققون هذه المعادلة الصعبة؟ الكاميرا الخفية وحتى السنوات الاخيرة كانت ترغمنا على اضافة وجوه جديدة وغالبا كانت تفتقر الى الحرفية وهذه نعتبرها مجازفة ولكن للضرورة احكام لكننا نحاول دائما ان نوفر الارتجال وحضور البديهة للايقاع في الفخ. * نستطيع ان نقول ان الكاميرا الخفية قد حققت النجاح بعد سنوات من عرضها ماهي وصفة التوفيق عندك حمادي؟ كلما نجحنا اصبحت المسؤولية اكبر وطولبنا بالمزيد وبالجديد واعتقد ان اهم عنصر يحقق النجاح هو النية فالرسول يقول «انما الاعمال بالنيات ولكل امرىء مانوى» واتحدث هنا عن صدق النية ثم بعدها يأتي العمل والمثابرة والانضباط والمصداقية مع النفس ومع المشاهد. اننا نرنو الى العفوية في خلق المواقف ثم اخيرا هناك عامل رئيسي للنجاح واعني به نقاء الاجواء بين كل الفريق العامل. * عرفك الناس من خلال الكاميرا الخفية هل يمكن ان تحدثنا عن انتاجاتك الاخرى ونحن نعلم انها عديدة؟ انتج سنويا أعمالا مسرحية كوميدية ومسرحيات للاطفال فقد اسسنا جمعية النجم المسرحي بأريانة سنة 1993 وقدمنا 11 عملا مسرحيا منها «العالم جن» تأليف لطفي العماري و«سي مصطفى ونص» تأليف عبد الحكيم العليمي و«عرس اشكون» تأليف المنصف حفيظ «وين ماشين» تأليف البشير المناعي وقد عرضت كل هذه الاعمال في عديد المهرجانات ونجد دعما هاما من بلدية اريانة وشخصيا شاركت في عدة مسلسلات مثل «هات هات» و«هكة يا هكة» ، «الخطاب على الباب» و«منامة عروسية» هذا اضافة الى عمل حول الامثال الشعبية بعنوان «قالوا الجدود» ونحن بصدد كتابة سيناريو جديد لسيتكوم كوميدي سيقع تصويره لاحقا. * حمادي لماذا ركزت خلال السنوات الاخيرة على التعامل مع قناة حنبعل هل لانها توفر اموالا كثيرة للمتعاونين ام انك وجدت الجو فيها طيبا؟ بصراحة ودون مجاملات هي قناة شجاعة غايتها المساهمة في تحرير الابداع التونسي من عدة قيود بالية واعطاء الفرصة لظهور الفكر المتطور مع التنويع احتراما للاذواق المختلفة ثم والاهم من ذلك فهذه القناة توفر اتفاقا مباشرا مع صاحبها السيد العربي نصرة والجلوس معه دون ان يعترضك شاوش او مساعد مدير اضافة الى سرعة التنسيق مع جميع الاطراف * حمادي غوار هل هو مواصلة لرؤوف كوكة؟ كانت البداية مع رؤوف وحصلت الاستفادة فقد انطلقنا معا ايمانا منا بقيمة التواصل وغايتنا واحدة وهي توفير برامج تلفزية ناجحة ثم افترقنا وهذه سنة الحياة و«ما يدوم كان وجه ربي». * ما الذي يسعدك؟ كلما سألت اهل الحسد والبغضاء على رأيهم في حلقة من الحلقات ابدوا بسرعة عدم رضائهم وحينئذ أتأكد من النجاح لان الاقتناع هو ما يوجد في نفسي ثم ان مقياسي الحقيقي هي العائلة والشارع التونسي * هل يمكن ان نتعرف على بعض طرائف الكاميرا الخفية؟ ابرز الطرائف والتي لا تنسى انني أكلت 3 طرايح ثم ان الاجواء مع سي عبد القادر كانت عسكرية ومن الطرائف ولكنها ايضا تعبر عن حب العمل ان سي عبد القادر لا يصور الا وهو جالس القرفصاء ووصل به الامر احيانا الى التصوير وهو ممدد على الارض لقد كان حريصا على السرية حتى لا تكتشف المواقف واذكر لك طرفة اخرى اننا اضطررنا الى اعادة تصوير خمس حلقات كاملة لان الواقع في الفخ تفطن الى وجود الكاميرا الخفية اذن نحن وقعنا في «المنداف». * وحتى نلتقي ماذا تقول؟ النشاط والعمل متواصل والفكر يتجدد والعطاء من عند الله، والنشاءالله التونسي «ديما شايخ» وحبني وانحبك وحط ايدي في ايدك ونتوكلوا على ربي راهو ما عادش وقت» والف كلمة شكر لكل من ساعدنا وشكرا خاصا للاعلاميين الواعين والذين يحبون الخير للانسانية وتحية الى قراء الاسبوعي وان شاء الله نلتقي في رمضان 1429.